الشيخ شيبان يرد على أمين الزاوي توضيح حقيقة الاجتهاد في العالم العربي والإسلامي
نشرت جريدة الخبر الصادرة بتاريخ 25 فبراير 2008م، فحوى الندوة الصحفية التي عقدها الدكتور أمين الزاوي، مدير المكتبة الوطنية، بمناسبة ''ملتقى الاجتهاد ورهانات التحديث في الوطن العربي''، الذي تعتزم عقده المكتبة الوطنية بالحامة، يومي 27,26 فبراير 2008م. وقد استوقفنا ما ذكره فيها من أن ''هذا الملتقى هو بداية نقاش جاد حول مسألة الاجتهاد في العالم العربي والإسلامي... من أجل البحث والتفكير في باب ظل مغلقا طيلة ثمانية قرون، حول مسائل علمية وسياسية ودينية''. وقد استغربنا قوله ذلك، إذ الواقع أن الأمة الإسلامية قد استأنفت فتح باب الاجتهاد من أواخر القرن التاسع عشر، على يد أئمة النهضة الإسلامية الثلاثة: جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، رحمهم الله. وهذا تفسير المنار شاهد على ذلك. وفي الجزائر لا أحد ينكر أن الإمام عبد الحميد بن باديس كان إماما مجتهدا. وذلك منذ انتصابه للتدريس في الجامع الأخضر سنة 1914م، وأما جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أسسها بمعية إخوانه العلماء المصلحين في 05 ماي 1931م، فقد دأبت على محاربة التقليد ومقاومته، وشجعت على الاجتهاد والأخذ به. وقد قمت أنا شخصيا بتشجيع هذه الروح الاجتهادية بمقال نشرته لي البصائر سنة 1948م، بعنوان ''الإسلام شريعة الجهاد والاجتهاد؛ ولما استرجعت الجزائر ، بفضل الله، حريتها واستقلالها دأبت على العناية بالفكر الديني الاجتهادي فنظمت في إطار ملتقيات الفكر الإسلامي، ملتقى خاصا بالاجتهاد سنة 1983م، بقسنطينة دام أسبوعا كاملا، حضرته نخبة من علماء الإسلام المجتهدين، من البلاد العربية والإسلامية. وقد طبعت أشغاله في أربع مجلدات، وتضمن الجزء الثالث منها توصيات اللجان الثلاث المنبثقة عنه وهي:'' - لجنة موضوع الاجتهاد أهميته وشروطه. - لجنة تقويم ما تم من الاجتهاد في القرن الرابع عشر الهجري، وحاجة المسلمين اليوم إلى الاجتهاد في قضايا معاصرة. - لجنة منهجية الاجتهاد ومجالاته ووسائل تحقيقه. وهذا مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، يجتمع دوريا ويبدي رأيه في قضايا اجتهادية معاصرة. ومن ذا الذي لا يعرف فضل الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في تونس، والشيخ مولاي العربي العلوي بالمغرب، والإمام محمد شلتوت، والإمام محمد الغزالي، وسماحة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي من مصر، والدكتور محمد رمضان سعيد البوطي من سوريا، والإمام ابو الحسن الندوي من الهند، وغيرهم من علماء المسلمين ممن لهم مكانة مرموقة في الاجتهاد. وعلى الله قصد السبيل رئيس جمعية العلماء المسلمين
المصدر :الشيخ عبد الرحمن شيبان * 2008-02-27
الفجر نيوز :تنشر تصريح : أمين الزاوي ملتقى ''الاجتهاد ورهانات التحديث في العالم العربي'' قضايا الدين و السياسة والعلم على طاولة النقاش
قال أمين الزاوي مدير المكتبة الوطنية، إن الجزائر تريد أن تفتح باب النقاش والبحث الفكري والعلمي على موضوع ظل مغلقا عليه طيلة ثمانية قرون. وأوضح الزاوي، خلال ندوة صحفية أمس، بمناسبة اقتراب انعقاد الملتقى الدولي حول ''الاجتهاد ورهانات التحديث في العالم العربي''، أن الملتقى الذي ينظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، هو بداية نقاش جاد حول مسألة الاجتهاد في العالم العربي والإسلامي، موضحا أن هذا النقاش فتحته المكتبة الوطنية من أجل البحث والتفكير في ''باب ظل مغلقا طيلة ثمانية قرون، تعطل فيه الاجتهاد'' ولم يعد فيه حوار فكري حول مسائل علمية وسياسية ودينية. ومنه يأتي الملتقى الدولي الذي يشارك فيه أكثر من أربعين عالما وأستاذا في مختلف مجالات الفكر والعلم، ليطرح إشكالية، غياب التأسيس الثقافي والفكري للحداثة في المجتمعات العربية والإسلامية، وعلى ضوء ما تعيشه هذه الأخيرة من مأزق ليس في الفكر الديني فحسب، كما نقرأ في أرضية الملتقى، بل في كل مجالات الحياة المتعلقة بحركية الأفراد وتنميتهم وتطورهم، في سياق معطيات عالمية جدية، من بينها، أحداث 11 سبتمبر 2001 التي غيرت من نظرة الغرب للإسلام والمسلمين بالشكل السلبي. وقال الزاوي بخصوص هذه المسألة ''إننا نعتقد بأن الإسلام مرتبط بمستقبل مجتمعاته، وأن التجديد الفكر الإسلامي لن يكون إلا جانبا من تجديد الفكر التاريخي نفسه'' فيما شدد على اعتبار ''هذا الملتقى ليس فقط للآخرين بل هو للجزائريين من العلماء والمفكرين والأساتذة من اجل الالتقاء بوجهات نظر غيرهم''. مشيرا إلى أن اللجنة العلمية للملتقى، المتكونة من عدة أسماء جزائرية في مجال الفكر والفلسفة والأدب والفقه، قررت قبول خمسين ورقة مشاركة، تنصب كلها حول مسألة الاجتهاد، فيما رفض زهاء 100 عمل، حسب الزاوي، الذي أكد أن الرفض لا يعني الرقابة. ويسجل الملتقى مشاركة كل من المجلس الإسلامي الأعلى، بمحاضرتين، إضافة إلى مساهمة وزارة الشؤون الدينية لوجيستيكيا. وحول خلفية اختيار إيران كمشاركة في هذا النقاش، قال مدير المكتبة الوطنية، إن وجود إيران لا ينظر إليه من باب اختلاف المذاهب: ''نحن ننظر للإسلام خارج الأطر الطائفية والتمذهب'' يعلق الزاوي خلال تركيزه على سيمة الفكرية في موضوع الاجتهاد، وتفتحه على مجالات أرحب من الدين فقط. وبرر الزاوي غياب أسماء مثل محمد عابد الجابري مثلا بالحالة الصحية لهذا الأخير، فيما أرجع غياب محمد أركون إلى طباع المفكر الجزائري المغترب، بوصفه ''هو شخص غير ملتزم مع الجزائر'' في إشارة منه إلى تراجعه المستمر عن المشاركة في ملتقيات وطنية، وتلبيته لدعوات مغربية أو تونسية أو خليجية. يذكر أن الملتقى سيعقد بالمكتبة الوطنية الجزائرية بين 26 و27 فيفري الجاري.