إصابة 8 جنود سوريين في غارة صهيونية على مشارف دمشق    القصرين: اكتشاف أول بؤرة للحشرة القرمزية    الجامعات الغربية تخاطب النظام العالمي الأنغلوصهيوأميركي.. انتهت الخدعة    بايدن يتحدى احتجاجات الطلبة.. "لن أغير سياستي"    بجامعة لوزان..احتجاجات الطلبة المؤيدين لفلسطين تصل سويسرا    أبناء مارادونا يطلبون نقل رفاته إلى ضريح في بوينس آيرس    مجاز الباب.. تفكيك وفاق إجرامي مختص في الإتجار بالآثار    حالة الطقس ليوم الجمعة 3 ماي 2024    القبض على منحرف خطير محلّ 19 منشور تفتيش    وزير الداخلية يدعو لانطلاق أشغال اللجنة المشتركة لمراقبة العودة الطوعية للمهاجرين    منزل جميل.. تفكيك شبكة مختصة في سرقة المواشي ومحلات السكنى    ساقية الزيت: حجز مواد غذائية مدعّمة بمخزن عشوائي    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان عبد الله الشاهد    وفاة الممثل عبد الله الشاهد‬    ماذا في لقاء لطفي الرياحي بمفتي الجمهورية؟    النادي الافريقي يراسل الجامعة من أجل تغيير موعد الدربي    منوبة: مشتبه به في سرقة المصلّين في مواضئ الجوامع في قبضة الأمن    قيس سعيد: الامتحانات خط أحمر ولا تسامح مع من يريد تعطيلها أو المساومة بها    قضية التآمر على أمن الدولة: رفض مطالب الافراج واحالة 40 متهما على الدائرة الجنائية المختصة    صفاقس : غياب برنامج تلفزي وحيد من الجهة فهل دخلت وحدة الانتاج التلفزي مرحلة الموت السريري؟    انتخابات جامعة كرة القدم.. قائمة التلمساني تستأنف قرار لجنة الانتخابات    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    عاجل : معهد الصحافة يقاطع هذه المؤسسة    رئيس الجمهورية يتسلّم دعوة للمشاركة في القمة العربية    الروائح الكريهة تنتشر في مستشفي قابس بسبب جثث المهاجرين    إغتصاب ومخدّرات.. الإطاحة بعصابة تستدرج الأطفال على "تيك توك"!!    الترجي يقرّر منع مسؤوليه ولاعبيه من التصريحات الإعلامية    شوقي الطبيب يرفع إضرابه عن الطعام    عاجل/ إستقالة هيثم زنّاد من ادارة ديوان التجارة.. ومرصد رقابة يكشف الأسباب    البنك المركزي يعلن ادراج مؤسستين في قائمة المنخرطين في نظام المقاصة الالكترونية    مجددا بعد اسبوعين.. الأمطار تشل الحركة في الإمارات    رئيس لجنة الشباب والرياضة : تعديل قانون مكافحة المنشطات ورفع العقوبة وارد جدا    مدنين: بحّارة جرجيس يقرّرون استئناف نشاط صيد القمبري بعد مراجعة تسعيرة البيع بالجملة    هام/ الترفيع في أسعار 320 صنفا من الأدوية.. وهذه قيمة الزيادة    اليوم: جلسة تفاوض بين جامعة الثانوي ووزارة التربية    إرتفاع أسعار اللحوم البيضاء: غرفة تجّار لحوم الدواجن تعلق وتكشف..    وزارة التجارة تنشر حصيلة نشاط المراقبة الاقتصادية خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2024    بنزيما يغادر إلى مدريد    عبد المجيد القوبنطيني: " ماهوش وقت نتائج في النجم الساحلي .. لأن هذا الخطر يهدد الفريق " (فيديو)    وزارة التربية على أتم الاستعداد لمختلف الامتحانات الوطنية    حادث مرور قاتل بسيدي بوزيد..    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    الحبيب جغام ... وفاء للثقافة والمصدح    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 2 ماي 2024    الحماية المدنية: 9حالة وفاة و341 إصابة خلال 24ساعة.    هذه حقيقة فتح معبر رأس وعودة حركة العبور..#خبر_عاجل    تونس تشهد تنظيم معرضين متخصّصين في "صناعة النفط" و"النقل واللوجستك"    ''أسترازنيكا'' تعترف بأنّ لقاحها له آثار قاتلة: رياض دغفوس للتونسيين ''ماتخافوش''    روبليف يقصي ألكاراز ويتقدم لقبل نهائي بطولة مدريد المفتوحة للتنس    يهم التونسيين : حيل منزلية فعالة للتخلص من الناموس    مصطفى الفارسي أعطى القصة هوية تونسية    تونس:تفاصيل التمديد في سن التقاعد بالقطاع الخاص    محمد بوحوش يكتب .. صرخة لأجل الكتاب وصرختان لأجل الكاتب    نَذَرْتُ قَلْبِي (ذات يوم أصابته جفوةُ الزّمان فكتب)    عاجل : سحب عصير تفاح شهير من الأسواق العالمية    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    القيروان: إطلاق مشروع "رايت آب" لرفع الوعي لدى الشباب بشأن صحتهم الجنسية والانجابية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير عن " مانديلا تونس"
نشر في الفجر نيوز يوم 10 - 12 - 2009

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس
International Campaign for Human Rights in Tunisia
[email protected]
Tel: (0044) 2084233070- 7903274826
بمناسبة الذكرى الواحدة والستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان
تقرير عن " مانديلا تونس"
الدكتور صادق شورو
1- الدكتور الصادق شورو : سيرة ذاتية
2- محنة " مانديلا تونس" الدكتور صادق شورو
3- مواقف المنظمات الوطنية والدولية
4- مواقف و آراء الدكتور صادق شورو
5- نداءات إلى أنصار الحرية في العالم
6- ملحق :
- كلمة الدكتور صادق شورو أمام المحكمة
- بيان مشترك للمنظمات والجمعيات التونسية
- بيان : الحرية لمانديلا تون
" مانديلا تونس"
الدكتور صادق شورو
الدكتور الصادق شورو : سيرة ذاتية
الدكتور صادق بن حمزة بن حمودة شورو مولود في 10 فيفري 1948 متزوج وله أربعة أبناء هم أسماء و هاجر ووجيه وإسلام . حصل الدكتور صادق شورو على الدكتوراه في الكيمياء من كلية العلوم بتونس، ودرس بكلية الطب مادة الكيمياء إلى حدود اعتقاله سنة 1991 وهو عضو لجنة البحث العلمي بالمركز الجامعي للبحث العلمي بمنطقة برج السدرية، وعضو بنقابة التعليم العالي للإتحاد العام التونسي للشغل. عرف بتأييده للنضال الطلابي. وحضر المؤتمر التأسيسي للإتحاد العام التونسي للطلبة. وهو حافظ لكتاب الله عزّ وجل. انضمّ لعضوية مجلس الشورى المركزي لحركة النهضة منذ بداية الثمانينات، وانتخب في مؤتمر 1988 رئيسا للحركة، وواصل القيام على مهامه حتى اعتقل في 17 فيفري 1991.
محنة "مانديلا تونس" الدكتور صادق شورو
استحق الدكتور صادق شورو لقب " مانديلا تونس " بالنظر الى محنته التي امتدت لكثر من 18 سنة دفاعا عن الحريات في تونس وهي أطول فترة سجن يقضيها مواطن تونسي في سبيل وطنه منذ الاستعمار الفرنسي دون ان يتنازل عن مطالبه الاساسية في حق التونسيين في التعبير والتنظم وحق حركته في العمل القانوني. لقد أعتقل الدكتور صادق شورو في 17 فيفري 1991 في اطار حملة استئصالية شنتها السلطة ضد حركة النهضة وكان الدكتور شورو رئيسا للحركة وتم الاحتفاظ به سرا لفترة طويلة دون ان يعلم احد من عائلته عن مكان احتجازه وتعرض الى تعذيب شديد لحمله على الاعتراف بسيناريوهات امنية تهدف لتوريطه وحركته في استعمال العنف للوصول الى السلطة وفي يوم
28 اوت 1992 مثل مع 265 قياديا من حركة النهضة أمام المحكمة العسكرية في بوشوشة التي حكمت عليه بالسجن مدى الحياة وقد اجمعت المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية على عدم عدالة المحاكمة لعدم توفر الحد الادنى من شروط العدالة حيث انتزعت الاعترافات تحت التعذيب. وتميزت ظروف اعتقاله بالقسوة البالغة اذ تعرض الى انواع شتى من التعذيب وخضع للسجن الانفرادي لمدة 14 سنة.
وفي برنامج بلا تأشيرة على قناة الحوار اللندنية قال الدكتور صادق شورو خلال الفترة القصيرة التي افرج فيها عنه ( 27 يوما فقط) متحدثا عن ظروف اعتقاله: " تداولت على تعذيبي فرق شتى بأشد أصناف التعذيب وفي ثلاث فترات متوالية لاكراهي على الاعتراف بتهم تدينني قضائيا وفي المحاكمة قضت علي المحكمة العسكرية ببوشوشة بالسجن بتهمة محاولة قلب نظام الحكم بالقوة مع انه لم تقدم لاثبات هذه التهمة اي دلائل مادية وبعد المحاكمة ابعدت عن مقر سكنى اهلي بالعاصمة الى سجون كثيرة من اقصى الشمال بالناظور الى اقصى الجنوب بقفصة مرورا بالقصرين والهوارب وقرمبالية كنت في عزلة انفرادية في كل تلك السجون مدة 13 سنة لقد عوملت مثل اخواني معاملة مساجين من الدرجة الثانية مقارنة بمساجين الحق العام بيسبب انتمائنا الى حركة النهضة اذ حرمنا من الحقوق التي يتمتع بها سجناء الحق العام فكنا اقل درجة من المساجين العادين وكان من اشد المعاملات قسوة علي انني ضربت وعوقبت بالسجن المضيق لانني صليت اماما بجمع من المساجين بعضهم من الحق العام في زنزانة من جناح العزلة سجن 9 افريل بالعاصمة وذلك في صائفة 1993 ومنعت علي الكتب والجرائد والكراسات وادوات الكتابة والمجلات وحتى اللباس التقليدي التونسي ولقد كنت اتألم لما كان يعاني منه اخواني من شدة واذى فمنهم من مات تحت التعذيب في الايقاف ومنهم من مات في السجن بسبب الاهمال الصحي ومنهم من كان يتعرض للضرب والتعذيب والشتم والاهانة من طرف اعوان السجون لقد اوذو وزلزلول زلزالا شديدا" ( من مداخلة الدكتور صادق شورو في برنامج بلا تأشيرة لقناة الحوار في لندن بتاريخ 1 ديسمبر 2008)
وفي رسالة الى صحيفة الوسط الالكترونية قال سجين سياسي سابق متحدثا عن الدكتور صادق شورو في سجن الناظور بتونس " تخيلوا انسانا يقضي 23 ساعة ونصف في زنزانة لا تزيد عن 6 متر مربع هي غرفة نومه ومسجده ومرحاضه (النصف الساعة المتبقي من 24 ساعة هو زمن الفسحة الصباحية والمسائية) أما أكله والله لا ترضى به كلاب اروبا طبعا، انهم يدفعونه للجنون" ( الوسط التونسية 6 جوان 2007)
أطلق سراح الدكتور صادق شورو يوم 5 نوفمبر 2008 ضمن عفو رئاسي شمل 21 قيديا من حركة النهضة وبعد ثلاثة أسابيع أعيد اعتقاله من جديد على خلفية تصريحاته الصحفية التي تحدث فيها عن انواع التعذيب التي تعرض لها واخوانه داخل السجن وفي وزارة الداخلية واعلن اصراره على التمسك بحقه وحق حركته في التنظم والتعبير
وفي كلمته أمام المحكمة قال الدكتور صادق شورو "عجبت من إدانتي بتهمة الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها و سبب عجبي أن هذه التهمة لا أصل لها عقلا و لا واقعا و لا قانونا فهي لا تستقيم عقلا لأن حركة النهضة حركة كان لها رئيس معلوم للقاصي و الداني و قد فكك تنظيمها بالقوة الغاشمة و لم يعد لتنظيمها وجود في الداخل منذ بدايات التسعينات ، و هي تهمة لا تستقيم واقعا لأني لم ألبث خارج السجن ، بعد مغادرته في 05 نوفمبر 2008 ، إلا 27 يوما فكيف يعقل أن أعيد تنظيما فضلا عن أني كنت مشغولا باستقبال المهنئين و تحسس محيطي العائلي و الإجتماعي .و هي تهمة لا تستقيم قانونا لأن الجمعية لا تقوم إلا بفردين على الأقل و ها أنذا أحال بمفردي أما السبب الحقيقي لإدانتي و سجني فهو عدم انصياعي لتهديدات و جهها لي أحد ضباط إدارة الإستعلامات بعد تصريحي لموقع " إسلام أونلاين " حيث طلب مني التراجع عن تنظيم حفل العشاء في منزلي لشكر المحامين و كل من وقف مع الإسلاميين في محنتهم كما قال لي حرفيا " إما أن تصمت و إما أن تعود للسجن " فإجبته : " لن أصمت و لو عدت للسجن .. و لن أصمت بعد مغادرته .." و لما رفضت إمضاء المحضر قال لي : " لسنا في حاجة لإمضائك لنعيدك إلى السجن .." ، إن من أصدر الأمر بسجني بهذه التهمة الباطلة أراد إسكاتي لأنه لم يستسغ ماقلت لأن ما قلته شهادة حق و هي شهادة تدين كل من تورط في التعذيب و الإضطهاد و إصدار الأحكام الظالمة ، و هي كلمة حق غير أنهم لا يطيقون حرية التعبير "
( بيان الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بتاريخ 28 مارس 2009)
أما عن معاناة الدكتور صادق شورو منذ تاريخ اعتقاله الاخير في 3 ديسمبر 2009 فذكرت منظمة الكرامة أن وذكرت منظمة الكرامة " ان ظروف اعتقال الدكتور صادق شورو اللاانسانية ترقى الى مستوى التعذيب حيث ترتب عنها عواقب جسيمة على وضعه الصحي الحالي لا سيما وأنه اليوم يبلغ 62 سنة من العمر ويعاني من امراض مزمنة مختلفة نتيجة طول فترة احتجازه"
(الكرامة 7 نوفمبر 2009)
ومن جهتها قالت السيدة أمنة النجار زوجة الدكتور صادق شورو " أن زوجها يتعرض للمعاملة السيئة والمضايقة الممنهجة تحت اشراف ادارة سجن الناظور فلم تكتف الادارة بوضعه في العزلة بل اسكنت بالغرف المجاورة له في جناح العزلة مساجين الحق العام تنحصر مهمتهم اليومية في ازعاجه ومضايقته من خلال التطاول بصوت عال على مقام الجلالة والتلفظ بالكلام البذيئ والسب والشتم لبعضهم البعض " ( بيان منظمة حرية وانصاف بتاريخ 30 جويلية 2009)
وذكرت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ان " ادارة سجن الناظور ممعنة في التنكيل بالدكتور صادق شورو وحرمانه من ابسط الحقوق التي يكفلها القانون والمواثيق الدولية ورغم التأكيدات الرسمية المتوالية عن احترام حقوق السجناء والتطبيق الحرفي لمقتضيات المواثيق الدولية ذات الصلة فإن ما يتعرض له الدكتور شورو من سوء معاملة دليل أضافي على عمق الهوة بين الخطاب الرسمي والممارسة اليومية بين ما يصرح به المسؤولون وما ينفذه مديرو السجون ولا ترى الجمعية في الممارسات الخسيسة التي يتعرض لها الدكتور صادق شورو من مثل تعمد سكب طعامه على حاجياته او حرمانه من التداوي الا دليلا اضافيا على التشفي الذي رافق كل مراحل المظالم التي تعرض لها من احتجاز تعسفي وتلفيق لتهمة كيدية باطلة ومحاكمة صورية"
( الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بتاريخ 28 جويلية 2009)
وقالت السيد أمنة النجار زوجة الدكتور صادق شورو لموقع السبيل اون لاين ان زوجها " يقبع في زنزانة بالغة الرطوبة المفتقرة الى ادنى مقومات العيش الصحي من تهوئة ونور الشمس وهو يشكو الاما حادة في المفاصل وصداعا مستمرا يحرمه النوم كما ان سوء التغذية نتج عنه هبوطا خطيرا في ضغط الدم فاكتسح الشحوب وجهه ولازمته رعشة غير معهودة لديه ونحولا ينذران بما لا يحمد عقباه اضافة الى ظروف الزنزانة القاتمة فقد اصبح زوجي يعيش على الماء والخبر نظرا الى أن السلّة (القفّة) التى أجتهد في إرسالها إليه يتم خلط ما فيها بعضه ببعض من طرف أعوان السجن حتى يصبح محتواها مقرفا ، وما ينجو من العبث لا ينجو من التلف ، بسبب الحرارة المرتفعة وعدم وجود ثلاجة لحفظ الطعام كما هو الحال بالنسبة للزنزانات الأخرى .
هذا غيض من فيض ، من أوجه المعاناة التى ترهق زوجي وتسنزف صحّته ، وقد أصبحت أخشى عليه من إنهيار صحيّ كامل رغم تحمله وصبره ومقاومته الصامتة وقد لحق جميع أفراد أسرتي منذ نعومة أظافرهم بعد إعتقال زوجي من الأهوال ما يفوق الخيال ، إذ بفقدان الزوج والسند لي ولإبنائي جاء عذاب التنقل بين سجون الجمهورية للزيارة حيث أمعنوا في التنكيل بنا جميعا بنقله المستمرّ بين السجون وقد حُرم أبنائي من العمل رغم شهاداتهم العلمية وكفاءاتهم المشهود بها لمجرد إنتسابهم للدكتور الصادق شورو ، فقد أصبحوا ملاحقين بإستمرار ولا يُسمح لهم بالإستقرار في أي وظيفة ، وحين التفطن إليهم يقع فصلهم بشتى الأعذار . "( رسالة السيد آمنة النجار الى موقع السبيل اون لاين بتاريخ 5 اوت 2009)
وفي حوار مع موقع اسلام اون لاين قالت السيدة آمنة " حالي أنا هي حال من فارقت زوجها منذ عام 1992، وحال من وجدت نفسها بلا مُعيل ولا مُقيل، لقد كان عليّ خلال كامل هذه الفترة أن أتدبر أمور أبنائي لوحدي بدءا من تربيتهم وتعليمهم إلى مواساتهم في غياب أبيهم، كما كان علي أن ألعب دور الأم والأب والأخت والأخ في نفس الوقت.كل ذلك إلى جانب الاهتمام بشئون الصادق من حيث زيارته: طعامه وملابسه بما يعنيه ذلك من تنقل طوال عشرين سنة بين سجون البلاد في معاناة لن يدرك حجمها إلا من عاش مثلها، حتى أصابتني الأمراض من كل نوع، وفقدت طعم الحياة وبات كل همي أن تمر الأيام بأسرع ما يمكن.وكما تعلم فنحن الآن في رمضان وهذه السنة ال 18 التي يقضيها الصادق بعيدا عن عائلته، وهي فترة طويلة جدا فقدنا بسببها طعم الفرح؛ فلا أعيادنا أعياد، ولا مواسمنا مواسم، ولا أفراحنا أفراح، بل إني بت أخشى من مثل هذه المناسبات إذا أَقْبَلتْ؛ لأنها تذكر أبنائي بغياب أبيهم، وتزيد في معاناتهم، حتى أصيبوا بالإحباط والاكتئاب، وبرغم ذلك فإننا نقول الحمد لله رب العالمين"( اسلام اون لاين بتاريخ 15 سبتمبر 2009)
مواقف المنظمات الحقوقية الدولية والوطنية من قضية الدكتور صادق شورو
تجمع المنظمات الحقوقية المحلية والدولية على أن قضية الدكتور صادق شورو قضية سياسية وقد تعرض لمظلمة قاسية استمرت لما يقارب العقدين بسبب مواقفه وآرائه السياسية و تفضح عملية اعادة اعتقاله بعد اسابيع قليلة من الافراج عنه سياسة الانتقام والتشفي التي تنتهجها السلطة ضد الدكتور صادق شورو خاصة وان الاعتقال جاء على خلفية تصريحاته لوسائل الاعلام مبينا أصناف التعذيب التي تعرض لها وبقية عناصر حركة النهضة واعلان تمسكه بانتمائه لحركة النهضة واستمراره في الدفاع عن الحريات في البلاد ولقد عبيرت منظمة العفو الدولية عن قلقها "العميق بشأن احتجاز صادق شورو ... وتخشى منظمة العفو الدولية أن يكون صادق شورو من سجناء الراي حيث احتجز دونما سبب سوى ممارسته لحقه في حرية التعبير وذلك اثر الافراج عنه في نوفمبر 2008 بعد ان امضى 18 عاما في السجن وكان الصادق شورو قد اجرى مقابلات مع وسائل اعلام عربية تحدث خلالها عن تجربته في السجن وآرائه عن الوضع السياسي في تونس كما عبر عن رغبته في ان تحصل حركة النهضة على الترخيص القانوني لكي تستأنف أنشطتها السياسية"
كما انتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية لحقوق الإنسان الحكومة التونسية لقيامها بإعادة اعتقال شورو بعد أسابيع قليلة لمجرد تعبيره عن آرائه السياسية في الإعلام ودعت المنظمة الى اسقاط التهم الموجهة للدكتور شورو وأن يخلى سبيله ، و ونقلت شبكة " سي إن إن " الاخبارية الامريكية عن سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة قولها إن شورو "يجد نفسه في السجن مجددا بعد قضاء عشرين عاما تقريبا فيه بناء على اتهامات مشكوك في صحتها بسبب تعبيره عن آرائه لوسائل الإعلام ... والصادق شورو وراء القضبان بسبب قانون غير منصف يجرم الانتماء إلى الجمعيات، وتطبقه الحكومة التونسية على نحو غير عادل لسحق المعارضة ... ويجدر بالادعاء إسقاط القضية ومنح شورو حريته" ( موقع هيومن رايتس ووتش بتاريخ 12 مارس 2009)
وفي بيان مشترك للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمجلس الوطني للحريات والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ومنظمة حرية واتصاف والجمعية التونسية لمناهضة التعذيب والودادية الوطنية لقدماء المقاومينت والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والابداع عبرت هذه المنظمات "عن رفضها المبدئي للمحاكمات السياسية بصفة عامة ولمحكمة الدكتور الصادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة من أجل آرائه و مواقفه السياسية بصفة خاصة وتساند بقوة حقه في حرية التعبير والتنظم و استرداد حقوقه المدنية و السياسية و تدعو إلى إطلاق سراحه فورا و رفع المضايقات المسلطة على أفراد عائلته. " ( بيان بتاريخ 13 مارس 2009)
وقد سبق للحملة الدولية لحقوق الانسان بتونس وعدد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية وبعض الشخصيات الوطنية ان تقدمت بعريضة تطالب بإطلاق سراح السجناء السياسيين وفي مقدمتهم الدكتور صادق شورو ومن بين هذه المنظمات اللجنة العربية لحقوق الانسان والجمعية السورية لحقوق الانسان والجمعية البحرينية لحقوق الانسان والمجلس الوطني للحريات ومنظمة حرية انصاف وجمعية الحقيقة والعمل ومن بين الشخصيات نذكر فوليت داغر رئيسة اللجنة العربية لحقوق الانسان و هيثم مناع الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الانسان وخميس كسيلة الكاتب العام للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ومحمد النوري رئيس منظمة حرية وانصاف وسهام بن سدرين الناطقة باسم المجلس الوطني للحريات والأستاذ سمير ديلو والقاضي مختار اليحياوي.
ومن جهتها جددت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تذكيرها " للرأي العام الدولي والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية أن الدكتور صادق شورو يُوشك أن يُقضّي في السجون التونسية 20 عاماً من السجن ،وهي عقوبة لم يسبق أن قضاها سجيناً سياسياً تونسياً في سجون تونس منذ الحماية الفرنسية على تونس سنة 1881 إلى اليوم وأن العقوبات السجنية التي أصدرتها محاكم السلطات الإستعمارية في حق الوطنيين التونسيين ، كانت تصدر على إثرها و بعد بضع سنوات، قرارات بالعفو، تنهي العقوبة ، وتهيأ لمناخ سياسي واجتماعي ونفسي جديد والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، التي تشجب سياسة التشفي التي باتت مقررة على الدكتور صادق شورو، تذكر أن عشرات من السجناء السياسيين فارقوا الحياة في السجون التونسية أو بُعيد سراحهم بسبب إهمال قصدي أوبغيره ، لأحوالهم الصحية، وهي تخشى أن يكون الدكتور الصادق شورو ، لا قدّر الله ، مرشح للإنضمام إلى قوائم الموت البطىء.. و تحمّل السلطات العليا منذ الآن، ما يمكن أن يلحق الدكتور صادق شورو من أذى صحي أو نفسي ، بسبب تمسكها بساسة التشفي. ( بيان بتاريخ 4 اوت 2009)
وذكرت منظمة حرية وانصاف في بيانها الصادر يوم 30 جويلية 2009 انها:
" 1) تدين بشدة لجوء إدارة سجن الناظور إلى مضايقة الدكتور الصادق شورو باستعمال مساجين الحق العام وتدعو إلى إبعادهم فورا في انتظار إطلاق سراحه.
2) تناشد أحرار العالم منظمات وأحزابا إلى الضغط على السلطات التونسية لإطلاق سراح سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وتطالب هيئة الصليب الأحمر بزيارته في السجن المذكور والاطلاع عن كثب على وضعه الصحي.
3) تدعو السلطات السجنية إلى تطبيق القانون بكل حيادية والابتعاد عن سياسة التنكيل والتشفي التي سيحاسب مرتكبوها عاجلا أم آجلا."
ومن جهته شدد المجلس الوطني للحريات بتونس " على خطورة الانتهاكات والتجاوزات للقانون في القضية التي أخيل فيها الدكتور صادق شورو والى استمرار السلطة في توظيف القضاء للتشفي من خصومها فإنه يدعو أحرار البلاد واحرار العالم الى رفع أصواتهم والتحرك الفاعل من أجل إطلاق سراح الدكتور صادق شورو" ( بيان المجلس الوطني للحريات بتاريخ 30 مارس 2009)
وفي بيانها الصادر يوم 14 مارس 2009 جددت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين " مطالبتها بالافراج الفوري عن الدكتور الصادق شورو وتعتبر محاكمته غير عادلة ولا منصفة وتنبه الى تدهور حالته الصحية وتحمل محتجزيه المسؤولية كاملة في ما قد يتعرض له من مضاعفات نتيجة الحرمان من العلاج وقساوة ظروف الاحتجاز وتناشد الجمعية كل الجمعيات والمنظمات الوطنية والدولية كما تهيب بهيئة الدفاع ان تواصل التجند لمساندة سجين الراي الدكتور صادق شورو ومواصلة الجهود لرفع المظلمة المسلطة عليه"
مواقف وآراء الدكتور صادق شورو
في كلمته أمام المحكمة يوم مارس 2009 قال الدكتور صادق شورو " ما على السلطة إلا أن تفتح الباب لحوار وطني لا يقصي أحدا على أساس فكري أو سياسي و أن تعلم أنه لا بديل عن حريات مدنية و سياسية فعلية و حقيقية و عن عدالة اجتماعية لا يميز فيها بين الفئات و لا بين الجهات و لا مناص من إرجاع الحقوق لأصحابها و تيسير عودة جميع المهجرين و تعويض المتضررين المسرحين من السجون و الإعتراف بحق حركة النهضة في الوجود القانوني .... إن خلافنا مع النظام خلاف سياسي و قد تمسك برفض حله سياسيا و فضل أن يحسمه بأداتين : السلطة الأمنية التي وظفها لتفكيك التنظيم بالقوة و العنف بغاية الإستئصال ، و السلطة القضائية التي وظفها لتبرير الإقصاء لدى الرأي العام ، و كانت الحصيلة إدانة واسعة داخليا و خارجيا للنظام في هذه المحطات ، إن المناسبة الوحيدة التي تم تحكيم الشعب فيها في الخلاف بين السلطة و الحركة كانت سنة 1989 و كان حكم الشعب واضحا لكن تم الإستخفاف به و العبث بإرادته بتزوير الإنتخابات( بيان الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بتاريخ 28 مارس 2009)
وفي حوار مع موقع " اسلام اون لاين " قال الدكتور صادق شورو "إن التجربة التي عاشتها حركة النهضة بحلوها ومرها منذ ولادتها وتأسيسها إلى الآن أثبتت أن حل قضية الحركة ومشاكلها لا يمكن أن يكون حلا أمنيا، فاللجوء إلى الحل الأمني طيلة هذه السنوات فشل في القضاء على الحركة أو اقتلاعها من جذورها، وإن كان قد نجح في إضعافها وتشريدها بين الداخل والخارج، وهذا يعني أن حل قضية الحركة لا يمكن إلا أن يكون حلا سياسيا بالأساس ... النظام غير مستعد يبدو أن النظام غير مستعد الآن للسماح للحركة بالعودة والرجوع إلى مواقعها السابقة، لكن نرى أن مصلحة البلاد ومستقبلها تقتضي السماح للحركة بحقها في العمل السياسي والقانوني، ويؤكد هذا الخيار أن الحل الأمني لم يعد هو الخيار، فهو يعمل على منع الحركة من الحصول على حقها في العمل السياسي القانوني، ومن الدمج داخل المجتمع كحركة طبيعية".( اسلام اون لاين 25 ديسمبر 2008)
وفي تصريح لبرنامج بلا تاشيرة لقناة الحوار في لندن قال الدكتور صادق شورو " إننا لم نسمي حركتنا باسم النهضة اعتباطا وانما سميناها كذلك لأننا أردناها ان تكون لبنة في صرح نهضة اسلامية معاصرة وان التاريخ والواقع قد أكد لنا أن هذه اللبنة لن يكتب لها القيام في المجتمعات العربية والاسلامية المتخلفة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا ما لم تقم فيها شروط ثلاثة هي الحرية والعدل والحق لذلك فأن سبيلنا هو سبيل اقامة هذه الشروط في مجتمعاتنا ... وان طريقنا في هذه الدعوة هي الطريقة التي أوصانا بها ربنا في قوله تعالى " ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" ... ان بلادنا في أشد الحاجة الى كل قواها الفاعلة ثقافيا وسياسيا واجتماعيا لاجتناب أسوء آثار هذه الأزمة وإنه لا سبيل لدرء مفاسدها الا بفتح باب المشاركة السياسية والثقافية والاجتماعية لكل هذه القوى وفي مقدمتها حركة النهضة في كنف الحريات والحقوق العامة والفردية وابرزها حرية التعبير وحرية التنظم السياسي وحرية الصحافة واستقلال القضاء لقوم بدورها بكل مسؤولية ... انني ارى ان الازمة العالمية وما تقتضيه من تجند كل القوى الفاعلة في البلاد تجعل الوقت قد حان لنطوي جميعا صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة ترد فيها الحقوق لأهلها ومنها حق اخواننا المهجرين في العودة الى وطنهم وحق المسرحين من السجون في الرجوع الى وظائفهم وتعويضهم عما لحقهم من اضرار مادية ومعنوية هم وعائلاتهم طيلة فترة سجنهم وحق حركتنا في التأشيرة للعمل السياسي"( موقع الفجر نيوز بتاريخ 25 ديسمبر 2008)
نداءات الى انصار الحرية في العالم
إن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس اذ تقدم هذا التقرير لإنارة الراي العام الوطني والدولي ببعض جوانب المظلمة المستمرة لما يقارب العقدين ضد رئيس حركة سياسية ترفض العنف وتطالب منذ نشأتها سنة 1981 بالترخيص القانوني فإنها تدعو السلطة مجددا الى الكف عن سياسة الانتقام والتشفي واطلاق سراح الدكتور صادق شورو وجميع السجناء السياسيين ووقف المحاكمات السياسية وإطلاق الحريات. وتناشد الحملة أنصار الحرية وحقوق الانسان في العالم التدخل لوضع حد لهذه المظلمة التي يتعرض لها الدكتور صادق شورو وجعلت منه بحق ما نديلا تونس اذ لم يسبق لتونسي قبله منذ الاستعمار الفرنسي ان بقي في السجن نفس الفترة التي يعيشها الدكتور شورو.
وقد سبق للدكتور صادق شورو ان وجه نداء لعلماء الأمة " وعلى رأسهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي يطالبهم فيها بأن يكونوا شهداء على ما يتعرض له من قمع داخل السجون التونسية وحرمانه من أبسط الحقوق " ( اسلام اون لاين بتاريخ 15 سبتمبر 2009)
ولقد توجه الدكتور شورو في رسالة ارسلها مع زوجته بالشكر " الى كل المنظمات والشخصيات والهيئات الحقوقية المحلية والدولية على وقفتها معه في محنته وعلى ما بذلته من جهد في التعريف بالمظلمة التي وقعت عليه" ( اسلام اون لاين بتاريخ 15 سبتمبر 2009)
وفي رسالتها الى موقع السبيل اون لاين قالت السيدة آمنة النجار زوجة الدكتور صادق شورو " إننى أرفع أكف الضراعة إلى الله عزّ وجلّ ليرفع عنّا الضيم والظلم والمعاناة ، ويسخّر لنا من أصحاب الهمم العالية والخلق الكريم من ناشطي حقوق الإنسان أفرادا ومؤسسات بالداخل والخارج ، ومن المتنافسين في الدفاع عن المظلومين ومساندة المستضعفين ، أن يهبوا الى نجدتنا ويجتهدوا ما في وسعهم لوضع حدّ لمأساة عائلة بأسرها لم تعرف طعما للأمان منذ إعتقال سندها الدكتور شورو ، والعمل على إنتشال زوجي من غياهب السجن لإنقاذه من الموت البطيىء ، ليسعد هو بالحرية ونسعد نحن بجمع شملنا بعد طول انتظار ، حتى يبقى لإنسانية الإنسان معنى ... والله لا يضيع أجر من أحسن عملا " ( السبيل اون لاين بتاريخ 5 اوت 2009(
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس
علي بن عرفة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.