ناشد اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الرئيس المصري حسني مبارك بوقف تشييد الجدار الفولاذي على الحدود مع قطاع غزة المحاصر، وحثه على أن يوعز بفتح معبر رفح وإنهاء معاناة المليون ونصف المليون فلسطيني المحاصرين في القطاع، مؤكدا أنّ تخاذل المجتمع الدولي قد تسبب في زيادة الأوضاعَ الإنسانية هناك سوءً، بعد سنة من العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي راح ضحيته أكثر من سبعة آلاف شهيد وجريح.وقال الاتحاد في بيان وصلت مؤسسة الإسلام اليوم نسخة منه: إنه في مثل هذه الأيام من الشتاء الماضي، وقفت الضمائر الإنسانية في أنحاء العالم مذهولةً أمام عدوان عسكريّ، عمدت إليه آلة الحرب الإسرائيلية، مقترفة أبشع الفظائع ضد مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، القابع تحت حصار خانق وعزلة صارمة عن العالم. وأضاف البيان: ها قد انقضت سنةٌ على ذلك العدوان الوحشيّ، بكلّ ما تخلله من جرائم أكدتها لجنة جولدستون، ضد السكان الفلسطينيين، وضد المنشآت المدنية والمرافق التعليمية والصحية ودور العبادة. ومنذ ذلك الوقت؛ ما زال الحصار مستمرّاً، بل يتواصل تشديده وتتصاعد قيوده، وسط إجراءات تُنْبِئ بالأسوأ، وهي جميعها تضرب عرض الحائط بالقيم الإنسانية والالتزامات الأخلاقية والمواثيق الدولية، وتتجاهل بشكل صارخ نداءات وكالات الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة بضرورة رفع الحصار وفتح المعابر. وقال الاتحاد إنه من المؤلم أن تتواتر تقارير من غزة تؤكد تشديد الحصار، عبر زرع جدار فولاذي هائل تحت الأرض بين قطاع غزة المحاصر والجانب المصري، مع مباشرة أعمالِ حفرٍ وشقّ قنوات عازلة، تخرج قطاع غزة بالكامل عن إمكانية التواصل مع محيطه، بما يترتب على ذلك من عواقب مأساوية، إذ تسدّ شرايين الحياة وتقطع ما تبقّى من إمكانات التزوّد بالنزر اليسير من الاحتياجات الغذائية والمستلزمات المعيشية، بكلِّ ما في ذلك من مخالفةٍ صارخة للمواثيق الدولية ونقضٍ مريع للالتزامات الأخلاقية على حد تعبيره. ولفت بيان اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا النظر إلى أنه لم يعد خافياً على أحد؛ أنّ منطقة الحدود مع مصر، باتت تمثل لسكان قطاع غزة قصبة التنفس الوحيدة تحت الحصار الخانق، خاصة مع استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق كافة معابر القطاع. وأكد أنّ تخاذل المجتمع الدولي قد تسبب في زيادة الأوضاعَ الإنسانية سوءً، فهو لم يكتفِ بغضّ الطرف عن العدوان الحربي الإسرائيلي على غزة؛ بل حنث بوعوده بدعم إعادة إعمار ما دمّرته آلة الحرب الإسرائيلية، فلم ير أهل غزة شيئاً من المليارات التي تعهّدت بها الدول المانحة وقال الاتحاد إنّ أقلّ ما ينتظره السكان في قطاع غزة، اليومَ وبعد سنةٍ من شنّ الحرب الوحشية؛ هو ألاّ يتم تشديد الحصار الخانق عليهم أكثر فأكثر، وألاّ يتم قطع ما تبقّى من شرايين الحياة عن أطفالهم ومرضاهم. وختم الاتحاد بيانه بالقول إنه ليس بوسع أصحاب الضمائر في أي مكان، أن يتجاهَلوا نداءاتِ السكان المحاصَرين وقد علت من غزة خلال الأيام الماضية، مستنجدةً بأن تقف مصر، الجارة والشقيقة الكبرى، عند مسؤوليّاتها في رفع هذا الحصار، وفتح معبر رفح، بوابة القطاع الوحيدة إلى العالم الخارجي، مع الامتناع عن تجويع المواطنين الفلسطينيين، أو تشديد الخناق على القليل المتبقي من موارد معيشتهم وإمكانات بقائهم. الاثنين 11 محرم 1431 الموافق 28 ديسمبر 2009