بقلم / صلاح عقيل أبوشمالة الفجرنيوز يفرض الحصار الثاني على التوالي خلال أربعة أعوام ، وهذه المرة من الفولاذ المصري الشقيق بعد حصار الاحتلال الإسرائيلي، التمويل أمريكي والمراقبة التجسسية فرنسية ، والإشراف الأمني مصري ، والضحية الشعب الفلسطيني في غزة الذي سوف يحرم من الطعام والوقود والسلع الغذائية والحياتية اللازمة والماء. جدار يشيد تحت أعماقه أنابيب توصل من البحر المتوسط وتضخ باتجاه الأراضي الفلسطينية وتقتل الفلسطيني ، التربة ، المياه الصالحة للشرب ، الشجر و الحيوان والطير الحجر أيضا . إن لم تتحرك الهيئات العربية والأجنبية والمؤسسات الحقوقية والإعلامية ، بل العالم كافة للإنقاذ ؛ ستحدث الكارثة . الآن يقام الجدار على الحدود الفلسطينية المصرية ،بمعدات وروافع ثقيلة جدا وشاحنات مصرية تنقل الفولاذ من داخل القاهرة إلى رفح المصرية. جدار الفصل العنصري في الضفة "إسمنت" يمكن كسره أو تهديمه أو تفتيته ، أما جدار الفصل المصري هو مصنوع من الفولاذ الصلب في الولاياتالمتحدةالأمريكية مثله مثل طائرة أل f16، ولضمان الجودة تم اختباره ضد الديناميت والمتفجرات بأنواعها، ولايمكن خرقه أوقصه أو حتى نحته! ، وعلى طول العشرة كيلومتر مع الحدود وبعمق يتراوح مابين عشرين إلى ثلاثين مترا، وبسمك خمسين سنتيمتر ، وبقمر صناعي فرنسي جميل للاستشعار والتجسس يبنى الجدار، وبعيدا عن المعاناة الاقتصادية والإنسانية التي سيحدثها الجدار الفولاذي ، الحدث الأكبر والمفجع الكارثة البيئية التي سيخلفها الجدار ، وذلك مما أكده خبراء المياه في غزة وخارجها ، بأن العمق المبني عليه الجدار يصل إلى المخزون الإستراتيجي الجوفي ، وأيضا خط المياه الواصل من البحر المتوسط إلى نهاية طول الجدار وبعمق الثلاثين مترا وضخ المياه باتجاه الأراضي الفلسطينية يلوث المياه بشكل مباشر ويجعلها "عدم" ، ويحدث أثرا بيئيا خطيرا، والتربة تصبح مخلخلة وغير ثابتة وسامة مما يؤثر على خصوبتها لاختلاطها بمياه البحر المتوسط والمواد السامة في الجدار وذلك مما حذر منه خبراء المياه في مصر. وكل تلك التحذيرات تحمل التجاوزات السياسية والقانونية لبناء مثل هذا الجدار، وإلا سوف تعلن غزة بعد مرور الوقت وفاة مياهها، وتصبح الأزمة بدلا من الوقود والطعام تصبح ماء، وتأتي لنا القوافل من الخارج بالمياه العذبة بعبوات بلاستيكية مكتوب عليها مساعدات من الشعب الأمريكي أو مساعدات من الشعب الفرنسي وتدخل من المعبر المصري . مياه غزة تحتضر والبناء مستمر ، هذه دعوة للأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" ومجلس الأمن، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ودعوة إلى الشعوب العربية الغافلة ، لبذل كل النشاطات والفعاليات من الجمعيات والمؤسسات العربية والأجنبية الفاعلة و الحقوقية وصاحبة الاختصاص في البيئة والمياه ، الهيئات الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية ، وبيان خطر الجدار على البيئة الفلسطينية ، وعلى المياه والمخزون الجوفي ، وندعو العلماء والدعاة وقفة الناقد لعين الحقيقة ، والدعوة لإيقاف بناء الجدار الفولاذي قبل وفاة مياه غزة ومن بعدها وفاة شعب كامل محاصر دافع عن الأمة الإسلامية والعربية برمتها . بقلم / صلاح عقيل أبوشمالة