مازال موضوع لاعبنا الدولي ياسين الشيخاوي يسيل حبرا على حبر خاصة أن الذين أخذوا القطار وهو يسير أكثر عددا من الذين أشعلوا نار الفتنة في البداية... وهذا ما جعل الموضوع مثل كرة الثلج يكبر مع كل حركة خاصة أن الاقدار جمعته بموضوع أكبر... ومبدإ أعظم... وميثاق أمتن وإساءة لا تضاهيها إساءة والتي تخص الرسوم الكاريكاتورية التي رآها الاعور الدجال (الغرب) بعين واحدة تؤكد على أنها عينة دامغة وحيّة لحرية الرأي... والاكثر ألما من هذا الموقف هو الصمت العربي الممتد من المحيط الى الخليج والذي يؤرخ مجددا لزمن العار والخجل. الشيخاوي الذي جرّدوه من عدة ألقاب لعل أبرزها أنه «زيدان الكرة العربية» وقطعوا لسانه بأن منعوه من مجرد الدفاع عن نفسه بدعوى أن لا فائدة من رأيه وهي آخر ابتكارات وبدع «حرية الرأي»، ظل يتابع الامر بعيون حائرة أولا لأنه لم يرَ أي عيب في كل حرف قاله... ثم انه صغير السن وليست له تجربة مع الاحتراف ومع الحياة... كذلك لم يجد سندا رسميا قريبا يسند اليه ظهره في هذه المحنة... دون أن ننسى العامل الاكبر خاصة أن «الاعور الدجال» مارس معه كل أنواع التعذيب النفسي قبل أن يصوّره على شكل «إرهابي» وهي الصورة التي يغفر الغرب كل شبيهاتها... ولا يغفرها هي... وأخشى ما نخشاه على ابننا الرائع أن «يجمّدوه» في عز حرارته وأن يسعوا الى دفنه حيّا أو أن ينفذوا فيه مقتهم وعداءهم للاسلام... كما فعلوا مع غيره ممن سبقوا الشيخاوي الى هذه «المعركة الكبرى» بين التمسك بروح الاسلام أو الاستسلام... ولعل الذاكرة مازالت تحفظ أسماء لم يقدر عليها «الأعور الدجال» بالطريقة التي أرادها ولابد أن نذكر هنا البطل الاسطورة في الملاكمة «محمد علي» الذي أعلن إسلامه وتحدّى المتشدقين بالحديث عن الحريات الوهمية في زمن قمع الارادة الانسانية... وكان ان لاقى شتى أنواع «الحرب» الباردة والساخنة لكنه لم يستسلم واستردّ لقبه العالمي في الوزن الثقيل ثلاث مرات كاملة ولم يسبقه الى ذلك أي ملاكم... * ولتايزون نصيب جاء الدور على «مايك تايزون» الذي صوّروه على شكل وحش واتهموه باغتصاب احدى ملكات الجمال وقضى ثلاث سنوات من ست داخل السجن الذي غادره مسلما لا مستسلما وهو ما مثّل ضربة موجعة لكل الذين ظنوا أنفسهم ماسكين ب «زمّارة» رقبته قبل أن يتأكدوا أنهم يمسكون خيوط الدخان وأن «مالك عبد العزيز» (اسمه الجديد) خرج اليهم أقوى من ذي قبل لكن «اللوبي» الذي وقف ضده كان قادرا على هدم جدار برلين أو سور الصين العظيم وليس مجرد بطل رفض الخضوع لمنطق الذل وخرج من قمقم العجز وحاول أن يطلّ على العالم ولو من ثقب إبرة فكانت نهايته سريعة حتى بلغ به الامر الى بيع ممتلكاته والصعود الى الحلبة في مباريات استعراضية لتحصيل قوت يومه... * الفرنسيون قادمون أنيلكا، اللاعب الفرنسي الموهوب الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في نادي أرسنال الانقليزي قبل أن يغازله العملاق ريال مدريد... ومن الصدف أن تزامنت هذه الصفقة مع إعلان نيكولا أنيلكا لاسلامه... ومن غرائب الصدف أيضا أن ذلك الهداف الخطير حوّلوه الى حمل وديع ولم يعد يعرف مجرد «تركيح» كرة فعاد الى فرنسا باحثا عن فريق يعيد اليه تنفسه الطبيعي قبل أن تعيده الظروف الى أنلترا بالذات ليواصل مشواره الكروي في صمت رهيب. غير بعيد من أنيلكا، اختار النجم الفرنسي الصاعد «فرانك ريبيري» اسم «بلال» وهو يخترق المسافة الفاصلة بين أولمبيك وبيارن مونيخ الالماني ورغم مرور العاصفة الاولى بسلام ها هو زميله في نفس الفريق «أوليفر كان» يتهجّم عليه بل ويطلب منه العودة الى مرسيليا إذا لم تعجبه الامور وطبعا كل هذا يدخل في «حرب الاعصاب» التي يخضع لها المارقين عن دينهم والداخلين في دين الله أفواجا... ولا ندري أي «نهاية» جهزها «أولاد الحلال» ل «بلال» فرنسا... زين الدين زيدان نجم العالم وأوروبا وفرنسا ورغم أنه يحمل دما جزائريا حرّا أصيلا إلا أنه يرفض باستمرار الدخول في تفاصيل حياته الخاصة ويعتبر بعض الاسئلة كالتي تعرّض اليها الشيخاوي ممنوعة من الطرح وقد سبق ل «الشروق» أن سألته عن ديانته عندما تواجد مع منتخب فرنسا في تونس فكان رده واضحا وصارما «أكره هذه الاسئلة»... وهذا لوحده يقيم الدليل على الخبرة في التعامل مع الاسئلة المطروحة والتي تكون على شكل فخاخ أو ألغام موقوتة. * ... حتى لا ننسى «كانوتي» آخر عنقود الحقد الاعمى على اللاعبين المسلمين أصاب ساحر المنتخب المالي الذي حاربوه بشتى الوسائل حتى لا يسطع نجمه أكثر داخل فريقه الاسباني «اشبيلية» خاصة أن العارفين بالجلد المكوّر يعتبرونه أفضل بكثير من «إيتو» ومن دروغبا اللذين ملآ الدنيا وشغلا الناس. كانوتي رد عليهم بالصمت الرهيب والعمل المثمر في صالح الاسلام والمسلمين وهو الذي اشترى مسجدا في اسبانيا كان مهددا بالسقوط والاندثار... ولا غرابة أن يتواصل الضغط على هذا اللاعب رغم وجوده في بلد شربت من حوض الاسلام ومازالت المنارات والمآذن فيها تحنّ الى... إقامة الصلاة. * «نسيم العرب»... ريح عاتية وإن نسينا فلن ننسى الملاكم اليمني الاصل الملقّب ب «البرنس» نسيم حميد الذي كان دوما يفاخر بأصله وفصله قبل أن يخرج من تحت أنقاض الكلام الى الفعل عندما تزوج أنليزية ارتدت منذ يومها الاول «الحجاب» وذابت في الاصول الدينية السمحة لاسلامنا العظيم... لكن حصل المكروه بعدها مباشرة وأعلنت وسائل الاعلام نبأ اعتزال «نسيم» وهو في عز العطاء ولا أحد يعلم الى اليوم الاسباب الحقيقية لغياب أو تغييب «نسيم» العرب الذي كان إعصارا على منافسيه...