الجزائر:أكد كاتب وإعلامي جزائري أن خطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خطر قائم في الجزائر، لكنه قلل من أهميته وأشار إلى أن الجزائر امتلكت خبرة استخباراتية وأمنية قال بأنها قادرة على تحجيم أي عمل إرهابي متوقع لتنظيم القاعدة.واعتبر رئيس تحرير صحيفة "الخبر" الجزائرية العربي زواق في تصريحات خاصة ل"قدس برس" أن الإقرار بوجود تنظيم القاعدة في الجزائر هو تماما مثل الإقرار بوجود الإله حقيقة لا نقاش فيها، وقال "لا شك أن القاعدة تنظيم موجود في الجزائر كوجود الإله نفسه وعناصره معروفون لدى الخاص والعام. والإقرار بذلك هو في الحقيقة إقرار بأن الحركة الإسلامية موجودة في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر، وأن بعض تياراتها اتخذت مسارات متطرفو، وأن الوصول إلى تنظيم القاعدة هو تطور طبيعي في مسارها الفكري والسياسي بعد أن أفلست الأنظمة العربية، ولو لم تكن هنالك القاعدة لكانت هناك تعبيرات أخرى للرفض". وقلّل زواق من أهمية تنظيم القاعدة من ناحية الامكانيات، وقال إن "قوة تنظيم القاعدة لا تكمن في تنظيمه وإنما في طبيعة عمله الإرهابي أو الثوري، ففي ثورة التحرير الجزائرية نحن هزمنا فرنسا ليس لأننا أقوى منها ولكن لاعتمادنا حرب العصابات، ولذلك يمكن لإرهابي واحد في العاصمة الجزائرية مثلا أن يحدث إرباكا أمنيا إذا استطاع القيام ببعض الأعمال الإرهابية في أماكن متعددة من العاصمة. فخطورة القاعدة تكمن في عملها السري وفي طبيعة عملياتها الإرهابية". ونفى زواق الأنباء التي تحدثت عن وجود قوات أجنبية في الصحراء الجزائرية لحرب القاعدة، وقال: "خبرة الجزائر في الحرب على الإرهاب خبرة واسعة جدا من خلال المعارك التي خاضتها ضد الإرهابيين في تسعينات القرن الماضي، وهي لا تحتاج مساعدة من أحد، ولا صحة للأقاويل عن وجود قوات أمريكية في الصحراء، فهذه كلها ادعاءات لا أساس لها من الصحى في شيء، والقاعدة موجودة في أطراف الصحراء في الأدغال ولا تشكل خطرا على الجزائر إطلاقا". واعتبر زواق أن القاعدة هي أحد الأدلة الواقعية على نهاية المشروع الإسلامي في الجزائر، وقال "بالنسبة للمشروع الإسلامي في الجزائر فقد انتهى من الناحية السياسية، حيث انقسمت كل الحركات الإسلامية على نفسها وتلاشت، وعلى المستوى المسلح انفض الشعب من حولها وتركها في العراء، بل وتحول إلى طرف في الحرب عليها بعدما أدرك خطورتها"، على حد تعبيره.