في أوربا يتطور نوع جديد من المعمار، طراز مختلف عما تعود عليه الناس في العالم الاسلامي، كما يقول مؤرخ الفنون كريستيان ويلزباخر في كتابه (المعمار الاوربي ا لاسلامي). ينظر كريستيان للامر علي أنه مؤشر علي انبثاق الاسلام الاوربي. يعتبر المسجد معلما مميزا متزايد الاهمية في الفضاء الاوربي.ولكن النسخة التقليدية من هذه العمارة الاسلامية بقبابها ومآذنها، غير مرحب بها من قبل الجميع. في سويسرا صوتت أغلبية الشعب قبل اشهر مضت لصالح منع بناء المآذن. بحسب مؤرخ الفنون الالماني كريستيان ويلزباخر فإن المسجد بشكله ومعماره التقليدي في سبيله للزوال في أوربا، المسلمون الاوربيون الشباب يفضلون طراز آخر من المساجد الحديثة التي تنسجم مع البيئة الثقافية الاوربية. يحدثك المسلمون بأن هنالك اسلام واحد، ولكنك تقول بأن هنالك اسلام جديد في سبيله للنمو؟ جذر العقيدة الاسلامية ثابت، ولكنك اذا راجعت التاريخ ستلاحظ تغير الثقافات الاسلامية باستمرار واختلاطها بالثقافات التي تلامسها، الشئ ا لذي يحدث الان في اوربا. لذا فهناك نوع جديد من المساجد في سبيله للانتشار ، يتميز بمعمار أوربي ممزوج بالقليل من العمارة الاسلامية التقليدية. ولكن ما الذي يعيب الطراز التقليدي من المساجد بقبابه ومناراته؟ يوحي المسجد التقليدي بشكل تاريخي من الاسلام، لذلك فإن زمانه قد مضي وسياقه قد اختفي. يحيل المسجد التقليدي الي ثقافة هي غير أوربية لم يتبق منها غير المرجعية التاريخية. المسلمون الاوربيون الذين يختارون التصميم التقليدي هم في الغالب من الجيل القديم، واختيارهم يصور نوستالجيا وحنين لبلد الاصل، ولكن الاجيال الجديدة لها شخصية ا وربية ، لقد نشأوا هنا وهم على استعداد للبحث عن اشكال تعبيرية جديدة لهويتهم الاسلامية في اوربا. سيخبرونك بأن القرآن لم يذكر شيئا حول تصميم المساجد ، الامر الذي يعيطيك مطلقة الحرية في الابتكار لابتداع تصميمك الخاص. اذا فأنت تود إخباري بأنه ليس كل المسلمين يريدون مآذنا علي مساجدهم؟ هنالك نقاشات كثيرة حول أهمية المئذنة. البعض يقول بأن المئذنة جزء ضروري لا ينفصل عن المسجد، وهي بالتالي تميز المسجد وتجعل الناس يتعرفون عليه علي هذا الاساس. ولكن البعض الاخر يقول بأن للمئذنة وظائف علمية حيث كان يصعد عليها المؤذن للنداء للصلاة. ولكن مثل هذه الممارسة غير مسموح بها في اوربا، غير مسموح حتى بالنسخة الحديثة المتمثلة في النداء للصلات بمكبر الصوت، وعليه ليس هنالك ثمة حاجة عملية للمئذنة. بناءا علي ذلك ، إن لم نعد بحاجة للمئذنة فيجب علينا الشروع في التفكير في ابتكار شكل للمسجد يسهل التعرف عليه بدونها. كيف يكون المسجد حديثا، ومميزا كمان مقدس وكعمارة اسلامية في ذات الوقت. يقول المؤرخ الالماني اريك روز : الناس الذين يقررون تصميم المسجد في هولندا ليس من همهم الاشارة الي الاندماج في المجتمع الهولندي، مايريدونه بتصاميمهم بقدر رغبتهم في اظهار التيار الاسلامي الذي ينتمون اليه. يقول مؤرخ الفنون كريستيان: أعتقد أن اريك روز علي حق ، ففي وقتنا الحاضر يفتقر تصميم المساجد في أوربا للاستقلالية. ففي كثير من الحالات تتدخل اطراف خارجية، تكون هي ا لممولة، في تحديد شكل المسجد وتصميمه . فإذا عزمت الجالية التركية في هولندا علي بناء مسجد في مكان ما هنا، فإن لها الخيار للاتصال ب (بالديانة) وزارة الشئون الدينية التركية، للحصول على دعم مالي، وكما نعلم فإن الحكومة الحالية في تركيا محافظة جدا، ومن المرجح أن يطالبوا بأن يكون معمار المسجد علي الطراز التقليدي العثماني. www.rnw.nl