في مقالي السابق – الارهاب قبل الاغتيال – برز مؤشر خطير أوصل رسالة مفادها أن الكيان الاسرائيلي تجاوز كل الخطوط الحمراء للدول المجاورة وغير المجاورة بل نقل الصراع الى خارج الأرض المحتلة , ليس غريباً أن يترجل المجاهد البطل محمود المبحوح شهيداً بعد أن قضى عزيزا شامخاً , حيث قام جهاز الموساد باغتياله وباستباحة دولة عربية لم تكن الاولى في سجله الإرهابي ويصعب أن تكون الأخيرة . تراكم العمل الكمي يدفع باتجاه تغيير نوعي سواء اتفقنا مع حماس أو اختلفنا لان المعتدَى عليه هو عربي بالدرجة الأولى وعلى أرض دولة عربية تُعتبر من دول الإعتدال العربي , ان كان بقي اعتدال أو البقية الباقية منه أو سيبقى فيما هو قادم . ومسيرة حماس الطويلة وافقها بل لازمها استراتيجية نوعية مميزة وهي عدم نقل الصراع الى خارج الأرض المحتلة , ولكن هذه الاستراتيجية ليست مقدسة وأظن أنها قابله للتغيير , بل قابله للنقاش والمداولة , وتستطيع حماس أن تؤكد أنها لن تغير من استراتيجيتها الأساسية ولكل استراتيجية شواذ , وهذا الموقف ضمن هذه الشواذ . كي ترد الرسالة للعدو بتقدير الموقف حسب الظرف أولى من بقاءه مرتهن بيده , لذا من الضرورة بل من الحتمية أن يبادر الطرف المعتدَى عليه بالرد حسب طبيعة ومكان وزمان الإعتداء ويترك الأمر مفتوحاً , بوقته وقدره . أما المؤشر الآخر والذي لا يقل أهمية وخطورة عن سواه هو أن (اسرائيل) تعدت حدود العمل السياسي والأخلاقي بل والأمني , فكيف لدولنا العربية والتي تعتبر صنعت سلام مع (اسرائيل) من طرف واحد أن تترك المجال لهذا الكيان يسرح ويمرح ويصنع ما شاء وكيف ما شاء دون أن توقفه أو تغير من ردة الفعل التي اعتاد على سماعها . في الآونة الأخيرة سمعنا بل شاهدنا هذا الكيان حينما ضاقت به السبل لجأ الى الإعتذار وقد تكرر منه مرات عدة وآخرها موقفه السياسي تجاه تركيا , ويصعب بل يستحيل حدوث اعتذار دون مطالبة بل ضغط ومغالبة أمنية سياسية من جانب الدولة المتضررة بل المنظومة السياسية لدول مجلس التعاون الخليجي حيث استباح أرضها وأمنها , وحتى السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية كافة وعلى رأسها فتح مطالبة أن تقف وقفة جادة لرفض هذا الإجرام , وكما أسلفت أن هذا اعتداء على العربي والفلسطيني وهي سابقة قد تتكرر ولا نقبل مقولة "أكلت يوم أكل الدب الأبيض" , ان بقي أثر للأول فضلاً عن الثاني . فالإعتذار من شقين الأول عن ممارسة هذه الجريمة والثاني عن هدر كرامتنا واستباحة أمننا القومي , ولو حدث –الإعتذار- فإن المسؤولية أكبر على كاهل هذه الدولة العربية وشقيقاتها والتي تتمثل بمطالبتهم الجادة بمحاكمة المجرمين جميعهم وكل من تآمر لإنفاذ هذه العملية الإجرامية , وإلا .... .... هذا لسان الحر فينا ........ و..... نستطيع أن نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار, وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة الرياض: د. منصور سلامة