بقلم :عادل الجوجري الفجرنيوز من سجن الى سجن يتسع الوطن العربي ،وتتسع رقعة بلد جميل اخضر اسمه تونس ،كل مافيه جميل،الناس والشجر والبحر... إلا شئ واحد بغيض وكريهة هو الحكم الاستبدادي للرئيس الحالي بين علي. هذا الرئيس يقود نظاما لايطيق وجود معارض واحد ،ولاصوت واحد مخالف لأنشودة النفاق اليومي التي تسبح بمجد الحاكم وتنسى هموم الامة...نظام لا يعرف من الديمقراطية حرفا واحدا،لكنه محترف في كل فنون تلفيق القضايا للمعارضين واخرها قضية الكاتب الصحفي توفيق بن بريك الذيثبتت محكمة استئناف تونسية حكم السجن ستة اشهر الصادر بحقه الصحافي بعد ادانته بالتعامل بعنف مع سائقة سيارة اصطدمت بسيارته، في قضية يؤكد الدفاع انها "مختلقة بالكامل"، كما اعلنت محامية الدفاع عنه راضية نصراوي لوكالة فرانس برس. وسبق لبن بريك ان اكد لدى مثوله امام محكمة الاستئناف بتونس انه يتعرض "لمحاكمة سياسية" في اطار "قضية اختلقتها اجهزة الامن" التونسية.وكان اكد خلال محاكمته الاولى انه وقع "ضحية شرك" نصب له من الشرطة السياسية على حد قوله وذلك بسبب كتاباته التي ينتقد فيها النظام التونسي. وادين الصحافي بتهم "اعمال عنف والاساءة علنا للاخلاق الحميدة والاضرار المتعمد باملاك الغير" وذلك بعد شكوى رفعتها ضده ريم نصراوي وهي سيدة اعمال (28 عاما) اتهمته بالاضرار بسيارتها وضربها لكن المراقبين للشأن التونسي يؤكدون ان السلطات الامنية ضاقت ذرعا بالمقالات التي يكتبها بن بريك وفي مجملها معارضة لنظام الرئيس بن علي وكاشفة لكل الاساليب الدكتاتورية التي يمارسها النظام ضد خصومه في المعارضة والغريب ان قضية الخلاف مع سيدة لاتساأهل نقل الصحفي الى سجن سليانة التي تبعد 130 كلم عن العاصمة،ويتم عادة وضع المجرمين فيه،وهكذا بدا الامر وكأن السلطات التوةنسية تنتقم من معارضيها باختراع مشكلات لهم تبرر لها الدفع بهم الى غياهب السجون باسم القانون وبعيدا عن السياسة في حين ان التهمة سياسية والمحاكمة سياسية بل والسجن نفسه سياسي. والدليل أن أحدا غير بريك لو كان ارتكب هذه "الجنحة" لكان قد تم الافراج عنه بمجرد اتصال هاتفي، لكن الصحفي المعارض في وطننا العربي الكبير يتم التربص به واختلاق مشكلات له حتى يتم التعويض منه والانتقام نظرا لجرأته في نقد نظام شمولي متخلف. وتوفيق بن بريك مناضل شريف ضد الاستبداد والنهب وحرمان الفقراء،وله تاريخ نضالي كبير منذ تم فصله من الصحيفة الحكومية المسائية التي كان يعمل فيها بعد ان تم البلاغ عنه بأنه يعد ملفا عن الفساد في تونس،ومنذ عام 1998 تطارده السلطات الامنية في كل مكان يعمل فيه،تطارده في رزقه ،وتضايق زوجته التي اضطرت الى ترك البلاد الى فرنسا بحثا عن مكان آمن بعيدا عن تحرشات اجهزة الامن ،وسبقت المحاكمة حملة للافراج عن بن بريك في فرنسا. واطلقت زوجته عزة في 15 كانون الثاني/يناير الماضي من باريس "صرخة استغاثة" بشأن صحة زوجها. وكلف الاتحاد الدولي لحقوق الانسان وبلدية باريس المحامية سابرينا غولدمان بمتابعة المحاكمة،لاسيما في ظل التاريخ الاسود الطويل لجهاز الامن ضد المعارضين الاسلاميين واليساريين والناصريين،فقد جرى سحب جواز سفر بن بريك واكثر من 300معارض تونسي حتى لايتمكنوا من السفر وفضح النظام في الدوائر الدولية المعنية بحقوق الانسان،وقد انطلقت في عدد من دول المغرب العربي وفرنسا وسويسرا حركة تضامن مع الزميل بن بريك،ومع كل مناضل تونسي يصر على ان تبقى بلاده خضراء بعيدا عن سلطة يابسة.