الدوحة:قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي جون كيري إن كل الدول الغربية تحتاج أن تفهم أن إجراءات منع بناء المآذن وحظر الحجاب والبرقع من شأنها أن تبني جدارا لا داعي له بين الغرب والعالم الإسلامي، وأشار إلى رفضه بشكل قطعي تصنيف الأديان، لافتا إلى أنه عبر التاريخ الأميركي تم تأسيس منزل لحماية الدين.وقال كيري في الكلمة التي ألقاها في افتتاح منتدى أميركا والعالم الإسلامي إنه ممتن للشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، واجتمع معه وتعلم أن هناك حاجة للتعامل بشكل مختلف بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي. وأكد أنه يحترم ويقدر محاور كلمة مبعوث الرئيس الجزائري في الافتتاح التي تطرق فيها لطريقة معاملة الولاياتالمتحدة للمسلمين، ووصفها بأنها اتسمت بروح مباشرة، مشيرا إلى أن هناك مفكرين كثيرين من مختلف مجالات الحياة اجتمعوا في هذا المنتدى، كما لفت كيري إلى أن العلاقات بين العالم الإسلامي وأميركا فيها العديد من المحطات التي يجب التوقف عندها كما تخللتها حربان، موضحا أن الكثير من البلدان الغربية تعتقد أن الدين مغذيا للعنف من باب أن الانتحاريين سيطروا على الأخبار اليومية في وقت كان المعتدلون يدينون هذه الأفعال، ملمحا إلى أن المتطرفين يعرفون أنفسهم، لافتا إلى أنه منذ تولي أوباما منصة الحكم تم التعرف على أن أفعاله هي بداية طريق طويل في الوقت الذي كثرت فيه الصراعات في أفغانستان والعراق واليمن، وأشار إلى وجود نقاش مستمر حول التطرف، ودعا المجتمعات للبحث عن هذه الحلول مثلما فعلت السعودية في تقديم حوار بين الأديان، وتقدم بالشكر لدولة قطر وللقطريين، كونهم جمعوا الناس على طاولة الحوار. ودعا كيري الجميع إلى أن يقفوا من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان وأن يكون هناك جدول أعمال، لكنه دعا في نفس الوقت إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي، لافتا إلى أن حكومة إيران اختارت أن تتحدى نظام الحد من التسلح الدولي، لينوها بعدها بانضمام أوباما إلى الدعوات الهادفة لعالم خال من الأسلحة النووية، مؤكداً أن الطريق إلى الأمام لا يسير من خلال التسليح نوويا. وذكّر كيري بإرسال الولاياتالمتحدة لفريق طبي قبل الحج للعمل مع السلطات السعودية على منع انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير، مضيفا أن هذا الفريق نجح في مهمته ولم يكن هناك انتشار للوباء في موسم الحج، وقال إن هذه الخطوة تؤكد العلاقة القوية والشراكة بين أميركا والعالم الإسلامي، وتصب في إطار إعداد منهج مشترك بين أميركا والعالم الإسلامي، مثنيا على الجمعيات الخيرية التي تقدم التبرعات، كما فعل الصليب الأحمر لضحايا الزلزال في هايتي. وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أن الإدارة الأميركية أو مجلس الشيوخ لا يقبلان مواصلة إسرائيل للاستيطان، ولا يسمح لهذه القضية أن تكون عذراً في انحراف المفاوضات، مشيرا إلى أن الحاجة التي تفرض نفسها في الوقت الحالي هي الإرادة والقيادة، وإن إدارة كلينتون اقتربت من التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين نحو تسوية شاملة وعادلة، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يحتاج إلى تقوية المؤسسات، ويحتاج إلى دعم أميركي، ودعا إلى معالجة الظروف الإنسانية في غزة، إذ وصف وضعها بعد العدوان بالمأساة، خاصة أنه قام بزيارتها كأول مسؤول أميركي، لكنه أشار إلى أن صواريخ حماس لا يُمكن لأي دولة أن تتحملها!، مشدّدا على أن السلام وحده غير كاف لحلحلة القضية، ونصح بتلبية حاجات الوظائف وامتداد الشراكة إلى ما بعد الصراع، داعيا إلى تغيير الآليات الحالية، والتعامل مع قضايا كانت تؤثر على علاقات أميركا بالعالم الإسلامي، مؤكدا وجود حاجة لسلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن حل الدولتين هو الحل العادل والقابل للحياة وأن أميركا لن تتوقف عن العمل على ذلك، ولم يخف إحباطا أميركيا حيال ما تم إنجازه في السنة الماضية. وأشار كيري إلى مبادرة السلام العربية التي وقعتها كل الدول العربية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل سنة 2002، وهي المبادرة التي قال عنها كيري إنها لا تزال على قيد الحياة، مشيرا إلى أن لأميركا دورا كبيرا وستنخرط بشكل كبير في هذا المسار، وقال إن إسرائيل ستكون أكثر أمنا عندما تنخرط أميركا في عملية السلام، وأكد ضرورة أن تكون هناك مفاوضات مباشرة حيال كل القضايا المطروحة على الطاولة، لكنه أشار إلى أنها لن تنجح إذا لم يكن هناك أمن للحدود. - العرب