كابول(رويترز)الفجرنيوز:كان الملا عبدالغني بارادار الرجل الثاني في حركة طالبان الذي ألقي القبض عليه في باكستان مؤخرا واضع استراتيجيات عسكرية له كاريزما ساعد في إعادة بناء الجماعة لتصبح قوة قتالية قوية بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدةلأفغانستان. ويرفض عبدالغني كمتشدد أن تلعب طالبان دورا سياسيا ويلهم كثيرين آخرين بأن يحذو حذوهإِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ لكن شركاء سابقين قالوا إنه واحد من الشخصيات البارزة القليلة بالجماعة التي تتمتع بالتأثير اللازم لبدء حوار في حالة اذا أراد هذا وهو أمر غير مرجح. ولا يعرف معظم الناس إلا قائدا واحدا من طالبان هو الملا محمد عمر الذي وفر الحماية لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. لكن بارادار هو الذي كان يدير شؤون طالبان اليومية حيث يؤمن التمويل ويخطط للحملات العسكرية ويدرس أحدث تصريحات السياسة الأميركية بشأن خطط إضعاف مقاتليه وتحقيق الاستقرار لأفغانستان. ويوصف الملا بارادار الذي ألقي القبض عليه بكراتشي في عملية مشتركة للقوات الأمريكيةوالباكستانية بأنه اكبر واضع استراتيجيات لطالبان ورائد في الغارات التي تنفذ بأسلوب القوات الخاصة ومدافع عن التفجيرات الانتحارية. وهو على الأرجح الرجل الذي حرض المتشددين على مواجهة واحدة من اكبر عمليات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان التي تجري حاليا بإقليم هلمند. ولد بارادار عام 1968 وكان الساعد الأيمن للملا عمر الذي أطلق عليه اسم بارادار (الأخ) وهي خطوة منحته نفوذا ومكانة كبيرة في دوائر طالبان. وعلى غرار الملا عمر اكتسب صلابة من قتال قوات الاحتلال السوفيتي السابق في الثمانينات ومثل الكثير من عناصر طالبان يضرب تعليمه بجذوره بعمق في الدراسات الدينية الإسلامية. بزغ كقائد لامع مسؤول عن تطوير استراتيجيات عسكرية لجماعة تربطها علاقات معقدة بتنظيم القاعدة أدت الى سقوط حكمها في كابول بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001 . وفي الأوقات الصعبة التي أعقبت هذا اكتسب الملا بارادار مهارات أخرى ايضا حيث كان نائبا للملا عمر للشؤون السياسية. لكنه لم يسع قط الى الأضواء وفضل كسب ثقة زعيم طالبان في هدوء. ويقول مسؤولون سابقون بحركة طالبان إن حتى لحيته غير ملفتة للنظر مقارنة باللحى الطويلة الكثيفة التي يطلقها قادة ومقاتلو طالبان تقليديا. ويشير مسؤولو طالبان الى أنه في الأعوام الأخيرة أوصل عمر جميع رسائله العسكرية والسياسية للقادة الميدانيين في أفغانستان من خلال الملا بارادار. وقد يزود هذا الأمريكيين والباكستانيين بمعلومات قيمة للغاية وهو المطلوب بشدة منذ قتل عميل مزدوج سبعة موظفين بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي. ايه) في قاعدة أمريكية بشرق أفغانستان في ديسمبر كانون الأول. لكن معظم الروايات تشير الى إنه ليس رجلا من النوعية التي يمكن أن تتعاون. وبالحكم من خلال تصريحات أدلى بها لمجلة نيوزويك العام الماضي فإن فلسفة الملا بارادار بسيطة وهي القتال الى أن يطرد كل جندي أجنبي من أفغانستان. وقال مسؤول بطالبان إنه على عكس زعماء طالبان الآخرين لم يتمتع الملا بارادار بعلاقات جيدة مع باكستان وهي لاعب إقليمي قوي ولها صلات استراتيجية ببعض الجماعات المتشددة التي تقاتل القوات الغربية في أفغانستان. وربما قاد هذا الى سقوطه. وفي أمر نادر جدا بالنسبة لثقافة القيادة المتزمتة الشائعة في طالبان عرف عن الملا عمر والملا بارادار أنهما كانا يتبادلان المزاح امام رفقائهما.