شرح الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في حديث خصّنا به عبر الهاتف موقف حركته من قرار وزراء الخارجية العرب استئناف المفاوضات واصفا هذه الخطوة بأنها تغطية على الجرائم الاسرائيلية. وتحدث الدكتور موسى أبو مرزوق أيضا عن ملف المصالحة والخيارات الفلسطينية المتاحة في مواجهة التحديات القادمة داخليا وخارجيا ومنها بالخصوص خيارات "حماس" في الرد على اغتيال قائدها العسكري محمود المبحوح. وهنا هذا الحوار: · بداية ما موقفكم من القرار العربي بإعادة اطلاق مسار المفاوضات. والى أي مدى يمكن، برأيكم، أن يدفع عملية التسوية في هذه المرحلة بالذات؟ هذا القرار جاء بهدف إعطاء السلطة الفلسطينية غطاء لمحاورة الحكومة الاسرائيلية. فبعد أن عادت السلطة الى الشجرة وأصرّت على موقفها القاضي بعدم استئناف المفاوضات مع الاسرائيليين بحثت عن آلية للنزول عن الشجرة. وبما أن الولاياتالمتحدة خذلتها وانحازت الى الطرف الاسرائيلي فإنها (السلطة) لجأت الى الجامعة العربية للحصول على تفويض عربي بالعودة الى المفاوضات. موقفنا أن هذا القرار هو محاولة عربية للتغطية على الجرائم الاسرائيلية وغطاء لتكريس الاستيطان وتهويد القدس ولمواصلة الاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات الاسلامية. نحن نتساءل ماذا ستحقق هذه المفاوضات؟ ألم تكف 17 سنة من المفاوضات التي لم تجلب شيئا سوى مضاعفة الحصار والتدمير والقتل ضد الشعب الفلسطيني. والدليل أنه قبل أوسلو كان هناك بضعة آلاف من المستوطنين. واليوم هناك أكثر من 200 ألف مستوطن. طبعا من حق الوزراء العرب أن يقرّروا ما يشاؤون من قرارات لكننا لسنا معنيين بهذا القرار ولا نقبل به على الاطلاق. · في ظلّ الطبخات المتوالدة للتسوية في المنطقة هذه الأيام وفي ظلّ قواعد اللعبة السياسية التي كما تعرفون تقتضي التنازل والعمل على تصفية المقاومة. سؤالي هنا تحديدا. ما هو الخيار الاستراتيجي ل"حماس" في المرحلة المقبلة. وكيف ستتعاطون مع هذه المرحلة بتعقيداتها وتجاذباتها؟ ما أقوله هنا أن مسار التسوية هو مسار حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية وبالنسبة إلينا نحن فإننا ماضون في موقفنا الثابت والقائم على خيار المقاومة حتى تحرير الأرض من الاحتلال والاعداد لمواجهة قادمة معه. نحن نعتقد أن المقاومة هي العمود الفقري لأي برنامج فلسطيني ويجب أن يبقى كذلك. ومقاومة هذا العدو المحتل واجب وهي حق مشروع للشعب الفلسطيني. وهناك اتفاق في الشارع الفلسطيني على هذا الخيار ولم تجتمع الحالة الفلسطينية يوما إلا على برنامج المقاومة ومواجهة الاحتلال. · إذا كان هناك اتفاق، كما تقولون، على خيار المقاومة، فما الذي يعطّل الاتفاق على المصالحة إذن؟ المصالحة هي هدف كل الأطراف الفلسطينية لما لها من انعكاسات مباشرة على القضية الفلسطينية ومصالح كل الشعب الفلسطيني والجميع يعمل على تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل، وهناك بعض العقبات والاشكالات التي تعطّل هذه المصالحة . وموقف حركة "حماس" بهذا الخصوص يرى أن ملف المصالحة بحاجة الى حراك والى ليونة في الموقف المصري. وبلا شك ان قرار الحركة وتوجهها هو المصالحة. الأمر باعتقادنا في حاجة الى عدم تمسك الجانب المصري والسلطة الفلسطينية بالتوقيع على الورقة المصرية أولا. فالورقة ليست حلا سحريا بل هي بداية للوصول الى كثير من التفاهمات. · تحدّثتم عن العقبات التي تعطل المصالحة ولكن ماذا عن عقبة تداعيات انقلابكم في غزة خاصة ان وجهة النظر الأخرى ترى ان ما قمتم به في القطاع يشكل عقبة حقيقية أمام انهاء الانقسام القائم؟ بالعكس . فما جرى في غزة كان بوابة لحل الكثير من المشاكل. وبالتالي كان لا بد من ولوج هذه البوابة لانهاء حالة الحصار والمطاردات الأمنية والفلتان الأمني. وما حدث في غزة ليس انقلابا بل كان خطوة ضرورية. · تطالبون بالمشاركة في القرار الفلسطيني في اطار مرجعية وطنية مشتركة. لكن هل تعتقدون ان القوى الدولية يمكن ان تقبل بمرجعية لا "تتناغم" مع ما تنص عليه اللجنة الرباعية الدولية التي ترفضون شروطها؟ في ورقة منظمة التحرير تم الاتفاق على مرجعية مشتركة واحدى النقاط التي أبدينا عليها ملاحظات هي حذف الجملة التي تتحدث عن البنود غير القابلة للتحقيق. نعم نحن نريد انتخابات حرة ونزيهة للشعب الفلسطيني لكنني هنا أتحدث عن خيارات هذا الشعب وليس عن خيارات اللجنة الرباعية او الادارة الأميركية او الاحتلال الصهيوني. فالشعب الفلسطيني هو الذي يختار من يقوده وليست هذه الاطراف. · تشهد الساحة الفلسطينية هذه الأيام جدلا حول المشاركة الفلسطينية في القمة العربية القادمة. فمن سيمثل الشعب الفلسطيني في هذه القمة؟ القمة العربية للرؤساء العرب واذا دعيت حماس اليها فانها ستلبي هذه الدعوة لكن ما يهمنا من هذه القمة ان تتوقف عند استحقاقات الاستيطان والتهويد والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني ومقدساته. وأن تعمل على تقديم سند حقيقي للشعب الفلسطيني يساعده على مواجهة محنته. · كيف تتابعون تداعيات اغتيال القائد العسكري ل"حماس" محمود المبحوح أمنيا وسياسيا. وكيف ستتعاطون مع هذه الجريمة عسكريا؟ في الحقيقة لا بدّ من التأكيد هنا على أن هذا هو طبع العدو الصهيوني. وهذه هي سياسته القديمة. ما أقصده أن سياسة العدو الاسرائيلي لا تقتصر على استهداف رجال المقاومة في فلسطين. بل ان مصير من يخالفه يكون القتل. فهذا العدو نفّذ جرائم في عدة عواصم عربية. ولم يكن ضحاياه من الفلسطينيين فقط بل أيضا علماء عراقيون. وبالتالي فإن سياسة الاحتلال من اجتماع وزراء الخارجية الاخير هي مواجهة الآخر بالاغتيال وبتلك الطريقة الوحشية والدنيئة. وهي سياسة ثابتة نأخذ حذرنا منها ونسخّر في الوقت نفسه كل امكاناتنا من أجل الردّ عليها. نحن لم نقرّر بعد الردّ خارج فلسطين ولكن الرد لن يبقى مقصورا على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. لكن حتى هذه اللحظة ليست هناك سياسة مقررة في هذه المسألة وإن كانت مسألة تطبخ على نار هادئة ولكن كل الخيارات في هذا الشأن تبقى بالنسبة إلينا مفتوحة. المصالحة والخيارات الفلسطينية المتاحة في مواجهة التحديات القادمة داخليا وخارجيا ومنها بالخصوص خيارات "حماس" في الرد على اغتيال قائدها العسكري محمود المبحوح. وهنا هذا الحوار: · بداية ما موقفكم من القرار العربي بإعادة اطلاق مسار المفاوضات. والى أي مدى يمكن، برأيكم، أن يدفع عملية التسوية في هذه المرحلة بالذات؟ هذا القرار جاء بهدف إعطاء السلطة الفلسطينية غطاء لمحاورة الحكومة الاسرائيلية. فبعد أن عادت السلطة الى الشجرة وأصرّت على موقفها القاضي بعدم استئناف المفاوضات مع الاسرائيليين بحثت عن آلية للنزول عن الشجرة. وبما أن الولاياتالمتحدة خذلتها وانحازت الى الطرف الاسرائيلي فإنها (السلطة) لجأت الى الجامعة العربية للحصول على تفويض عربي بالعودة الى المفاوضات. موقفنا أن هذا القرار هو محاولة عربية للتغطية على الجرائم الاسرائيلية وغطاء لتكريس الاستيطان وتهويد القدس ولمواصلة الاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات الاسلامية. نحن نتساءل ماذا ستحقق هذه المفاوضات؟. ألم تكف 17 سنة من المفاوضات التي لم تجلب شيئا سوى مضاعفة الحصار والتدمير والقتل ضد الشعب الفلسطيني. والدليل أنه قبل أوسلو كان هناك بضعة آلاف من المستوطنين. واليوم هناك أكثر من 200 ألف مستوطن. طبعا من حق الوزراء العرب أن يقرّروا ما يشاؤون من قرارات لكننا لسنا معنيين بهذا القرار ولا نقبل به على الاطلاق. · في ظلّ الطبخات المتوالدة للتسوية في المنطقة هذه الأيام وفي ظلّ قواعد اللعبة السياسية التي كما تعرفون تقتضي التنازل والعمل على تصفية المقاومة. سؤالي هنا تحديدا. ما هو الخيار الاستراتيجي ل"حماس" في المرحلة المقبلة. وكيف ستتعاطون مع هذه المرحلة بتعقيداتها وتجاذباتها؟ ما أقوله هنا أن مسار التسوية هو مسار حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية وبالنسبة إلينا نحن فإننا ماضون في موقفنا الثابت والقائم على خيار المقاومة حتى تحرير الأرض من الاحتلال والاعداد لمواجهة قادمة معه. نحن نعتقد أن المقاومة هي العمود الفقري لأي برنامج فلسطيني ويجب أن يبقى كذلك. ومقاومة هذا العدو المحتل واجب وهي حق مشروع للشعب الفلسطيني. وهناك اتفاق في الشارع الفلسطيني على هذا الخيار ولم تجتمع الحالة الفلسطينية يوما إلا على برنامج المقاومة ومواجهة الاحتلال. · إذا كان هناك اتفاق، كما تقولون، على خيار المقاومة، فما الذي يعطّل الاتفاق على المصالحة إذن؟ المصالحة هي هدف كل الأطراف الفلسطينية لما لها من انعكاسات مباشرة على القضية الفلسطينية ومصالح كل الشعب الفلسطيني والجميع يعمل على تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل، وهناك بعض العقبات والاشكالات التي تعطّل هذه المصالحة . وموقف حركة "حماس" بهذا الخصوص يرى أن ملف المصالحة بحاجة الى حراك والى ليونة في الموقف المصري. وبلا شك ان قرار الحركة وتوجهها هو المصالحة. الأمر باعتقادنا في حاجة الى عدم تمسك الجانب المصري والسلطة الفلسطينية بالتوقيع على الورقة المصرية أولا. فالورقة ليست حلا سحريا بل هي بداية للوصول الى كثير من التفاهمات. · تحدّثتم عن العقبات التي تعطل المصالحة ولكن ماذا عن عقبة تداعيات انقلابكم في غزة خاصة ان وجهة النظر الأخرى ترى ان ما قمتم به في القطاع يشكل عقبة حقيقية أمام انهاء الانقسام القائم؟ بالعكس . فما جرى في غزة كان بوابة لحل الكثير من المشاكل. وبالتالي كان لا بد من ولوج هذه البوابة لانهاء حالة الحصار والمطاردات الأمنية والفلتان الأمني. وما حدث في غزة ليس انقلابا بل كان خطوة ضرورية. · تطالبون بالمشاركة في القرار الفلسطيني في اطار مرجعية وطنية مشتركة. لكن هل تعتقدون ان القوى الدولية يمكن ان تقبل بمرجعية لا "تتناغم" مع ما تنص عليه اللجنة الرباعية الدولية التي ترفضون شروطها؟ في ورقة منظمة التحرير تم الاتفاق على مرجعية مشتركة واحدى النقاط التي أبدينا عليها ملاحظات هي حذف الجملة التي تتحدث عن البنود غير القابلة للتحقيق. نعم نحن نريد انتخابات حرة ونزيهة للشعب الفلسطيني لكنني هنا أتحدث عن خيارات هذا الشعب وليس عن خيارات اللجنة الرباعية او الادارة الأميركية او الاحتلال الصهيوني. فالشعب الفلسطيني هو الذي يختار من يقوده وليست هذه الاطراف. · تشهد الساحة الفلسطينية هذه الأيام جدلا حول المشاركة الفلسطينية في القمة العربية القادمة. فمن سيمثل الشعب الفلسطيني في هذه القمة؟ القمة العربية للرؤساء العرب واذا دعيت حماس اليها فانها ستلبي هذه الدعوة لكن ما يهمنا من هذه القمة ان تتوقف عند استحقاقات الاستيطان والتهويد والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني ومقدساته. وأن تعمل على تقديم سند حقيقي للشعب الفلسطيني يساعده على مواجهة محنته. · كيف تتابعون تداعيات اغتيال القائد العسكري ل"حماس" محمود المبحوح أمنيا وسياسيا. وكيف ستتعاطون مع هذه الجريمة عسكريا؟ في الحقيقة لا بدّ من التأكيد هنا على أن هذا هو طبع العدو الصهيوني. وهذه هي سياسته القديمة. ما أقصده أن سياسة العدو الاسرائيلي لا تقتصر على استهداف رجال المقاومة في فلسطين. بل ان مصير من يخالفه يكون القتل. فهذا العدو نفّذ جرائم في عدة عواصم عربية. ولم يكن ضحاياه من الفلسطينيين فقط بل أيضا علماء عراقيون. وبالتالي فإن سياسة الاحتلال هي مواجهة الآخر بالاغتيال وبتلك الطريقة الوحشية والدنيئة. وهي سياسة ثابتة نأخذ حذرنا منها ونسخّر في الوقت نفسه كل امكاناتنا من أجل الردّ عليها. نحن لم نقرّر بعد الردّ خارج فلسطين ولكن الرد لن يبقى مقصورا على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. لكن حتى هذه اللحظة ليست هناك سياسة مقررة في هذه المسألة وإن كانت مسألة تطبخ على نار هادئة ولكن كل الخيارات في هذا الشأن تبقى بالنسبة إلينا مفتوحة. القدس الأحد مارس 7 2010