القاهرة:أصدر الرئيس المصري حسني مبارك أمس، قراراً جمهورياً بتعيين الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر ومفتي مصر السابق شيخاً للأزهر خلفاً للدكتور الشيخ محمد سيد طنطاوي الذي توفي في السعودية متأثرا بأزمة قلبية مفاجئة .وقال الطيب إن الحفاظ على هوية الأزهر ورسالته العلمية والدعوية ومناصرته لقضايا المسلمين في العالم هي أهم أولوياته خلال المرحلة المقبلة . وأضاف، الأزهر هو مدرسة الوسطية الإسلامية وسيظل كذلك يؤدي واجباته ويعلم المصريين ومن يرغب من أبناء العالم الإسلامي، وسيعمل الأزهر على التواصل والتلاقي مع كل المؤسسات الإسلامية في العالم . وتابع الطيب، أمامنا تحديات كثيرة ليس وقت الحديث عنها الآن، لكن الأزهر بعلمائه المخلصين ودعم الحكومة المصرية له سيواجه هذه التحديات بصلابة وقوة وسيكون محل ثقة واحترام وتقدير المسلمين كما كان دائما . وعن السياسة الدعوية والتعليمية للأزهر في عهده قال الطيب شيخ الأزهر لا يخترع، الأزهر له سياساته الدعوية والتعليمية المعروفة، وكل ما هو مطلوب منا أن نلتزم بالسياسات لنحقق الأهداف، موضحا أن لكل هيئة من هيئات الأزهر أهدافا منوطة بها وعليها أن تعمل من خلال الخطوط الرئيسية المرسومة لها لكي تصل إلى هذه الأهداف . ويؤمن شيخ الأزهر الجديد بأهمية وحتمية الحوار الإسلامي المسيحي لمواجهة كل صور التطرف والتعصب الديني في الجانبين، لكنه يطالب رجال الدين الغربيين بالتخلي عن عصبيتهم واندفاعهم وتطاول بعضهم على الإسلام، مؤكدا أنه لا يمكن أن يحقق الحوار الإسلامي المسيحي أهدافه في ظل استمرار الحملات الإعلامية الغربية والتصريحات المسيئة لبعض رجال الدين الغربيين ضد الإسلام ورسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم . ويرفض الدكتور الطيب المتاجرة بشعارات حقوق المرأة في عالمنا العربي، ويؤكد بالأدلة والبراهين أن الإسلام لم يهضم حقا للمرأة ووفر لها كل مقومات الحياة الكريمة، لكن المشكلة الحقيقية في سيطرة عادات وتقاليد على عقول الرجال الذين حرموها من كثير من حقوقها . ويتحفظ شيخ الأزهر الجديد على الدعوات التي تنطلق داخل مصر وخارجها للمطالبة بتعيين المرأة قاضية، ويقول ليس هناك مانع من أن تكون المرأة قاضية، لكن كي تكون قاضية لابد أن تمر بمراحل شاقة في القضاء لا تتناسب مع طبيعتها الأنثوية وواجباتها الأسرية . ويرى الدكتور الطيب أن الإسلام لم يفرض على المرأة زياً معيناً ولم يلزمها بتغطية وجهها، ولذلك اتخذ موقفا وسطا في معركة الشيخ الأزهر الراحل مع المنتقبات في مصر، وقال النقاب ليس مفروضا ولا مرفوضا، وأعطى للمرأة المسلمة حق ارتداء النقاب وسمح للمنتقبات بدخول حرم الجامعة بزيهن المعتاد، لكنه رفض دخول الفتيات المنتقبات المدينة الجامعية وقاعات الامتحان إلا بعد الكشف عن وجوههن . والطيب (63) عاما من مواليد قرية المراشدة في دشنا بمحافظة قنا، تلقى تعليمه الأساسي بالأزهر حتى حصل على الليسانس من جامعة الأزهر في شعبة العقيدة والفلسفة الإسلامية عام ،1969 وعين معيدا بالجامعة الأزهرية حتى حصل على الماجستير عام 1971 ثم الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية عام 1977 وعمل عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر (فرع قنا)، ثم عميدا لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر (فرع أسوان)، كما عمل عميدا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بباكستان وشغل منصب مفتي مصر في 10 مارس/آذار ،2002 وظل فيها عاما وعدة أشهر حتى انتقل رئيسا لجامعة الأزهر، وهو عضو بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ الطريقة الأحمدية الخلوتية خلفا لوالده . وللطيب العديد من الدراسات والأبحاث والمؤلفات في العقيدة والفلسفة الإسلامية وترجمات وتحقيقات لعدد من المؤلفات الفرنسية عن الفلسفة الإسلامية .