تونس:أكدت آخر الدراسات حول العقم وعلاقة تلوّث الهواء بحرمان الرجال من حقّ الإنجاب الشيء الذي دفع بالمختصين الى إطلاق صيحة فزع حول تفشي الظاهرة بسبب تزايد استعمالات السيارات وكثرة المصانع والمعامل المفرزة لثاني أوكسيد الكربون وانضاف التلوّث الى قائمة المصادر الجديدة للعقم والمنضوية تحت عامل المحيط والمناخ بصفة عامة وهذا ما سيؤدي حتما الى القضاء على النسل والخطوة الأولى هي القضاء على خصوبة الرجل. وأفاد الدكتور منصف بن ابراهيم أخصائي في أمراض النساء والتوليد ورئيس الجمعية التونسية للصحة الانجابية ورئيس إقليم العالم العربي لجمعيات تنظيم الأسرة. إن العوامل الجديدة للإصابة بالعقم لها علاقة بالمحيط والمناخ بصفة عامة. وأوضح ان الأغذية التي يتناولها الرجل وتحتوي على المبيدات والهرمونات المحقونة وكذلك المواد الكيمياوية التي يتعرض لها الرجل في بعض المهن هي مضرّة ولها تأثير غير مباشر على خصوبة الرجل وذلك من خلال التأثير على جودة الحيوان المنوي. وأشار الى أن عديد المهن معنية بهذه المؤثرات كالعمل في الطرقات والعمل في المصانع وكذلك البناء. وقال: «إن آخر دراسة علمية شملت عيّنة من العاملين في محطات الاستخلاص أفضت الى أن العاملين في هذا القطاع تأثّرت خصوبتهم بنسبة هامة وهو ما يدعو الى مراجعة السياسات وتكثيف التشجير لتوفير أكثر ما يمكن من هواء نظيف وضمان توفّر الأوكسجين أيضا لتنفّس هواء نقيّ وأضاف الدكتور بن ابراهيم أن الخصوبة تراجعت بنسبة 50٪ خلال ال 50 سنة الأخيرة. وقال: «إن البلدان التي تتوفّر بها الطرقات السيارة بنسب هامة وأسطول سياراتها كبير مهددة أكثر من غيرها بالعقم». تدخين و«ستراس» ومن العوامل الجديدة ايضا للعقم أفاد الدكتور ان التدخين هو أكثر الأسباب فعالية في الاصابة بالعقم نظرا لتأثيره المباشر على الطاقة الجنسية للرجل وعلى الخصوبة بصفة خاصة. وأوضح أن التدخين يؤدي الى الاصابة بسرطان المثانة وبالتالي القضاء على الخصوبة بصورة نهائية. ومن الاسباب التي لها فعالية كبيرة ايضا في وقتنا الراهن نجد «الستراس» بمعنى الضغوطات اليومية والتمزّق بين العمل وتلبية حاجيات العائلة، والتي أدّت بشكل كبير الى بروز حالات اكتئاب وتوتّر نفسي شديد يؤثر لا فقط على الخصوبة بل أيضا على الرغبة في ممارسة الجنس. الأسباب التقليدية يصيب العقم 35٪ من رجال تونس حسب آخر الاحصائيات وهذا له علاقة بالأسباب الحديثة سالفة الذكر لكن له ايضا علاقة بالأسباب التقليدية التي لها علاقة بأمراض تصيب الرجل العقيم وتتمثل في الأسباب الهرمونية التي لها علاقة بالغدد كالغدة الدرقية والغدّة فوق الكلوية و«البنكرياس» وبأمراض في مستوى الجهاز التناسلي للرجل. وقاية وعلاج ذكر الدكتور أن العلاج بالأدوية يتناول كل مصاب حسب التشخيص فإما العلاج بالأدوية او المرور الى التلقيح الاصطناعي او المرور الى طفل الأنبوب. واعتبر ان الوقاية أفضل من كل هذا حيث يكفي ان تتجنّب استعمال المبيدات في الانتاج الفلاحي وحقن الهرمونات في اللحوم لنضمن الوقاية بنسبة كبيرة من العقم. كما يتعيّن تغيير الأسلوب الغذائي والعناية بحماية المحيط من التلوّث والإكثار من غراسة الأشجار وتجنّب «الستراس» بأخذ قسط من الراحة والاستعانة بمختصين للخروج من حالات التعب النفسي. الشروق