باريس:غداة تعديل حكومي املته هزيمة نكراء في الانتخابات المحلية، يواجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء يوما صاخبا من الاحتجاجات الاجتماعية يتخلله اضراب عام وتظاهرات في انحاء البلاد ضد سياسته الاقتصادية.وكانت الحكومة الفرنسية اعلنت بعد الهزيمة الانتخابية انها ستواصل الاصلاحات.لكن رئيس الوزراء فرنسوا فيون اعلن من الثلاثاء التخلي عن رسم الكربون المشروع الذي يشكل رمز الارادة الفرنسية بخفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون والذي يرى فيه اليمين ضريبة جديدة. وبالنسبة الى النقابات، يندرج يوم التعبئة الثلاثاء في اطار الهزيمة الانتخابية التي واجهتها السلطة والتي فسرت على انها رفض للاصلاحات غير الشعبية التي اعلنت وخصوصا تلك المتعلقة بالتقاعد والغاء آلاف الوظائف في القطاع العام. وقال برنار تيبو الامين العام للنقابة الاولى في فرنسا سي جي تي "لا احد ينكر الرفض وخيبة الامل والغضب والاستياء من سياسة اقتصادية واجتماعية تتسبب بظلم كبير". وتسببت الاضرابات باضطرابات صباح الثلاثاء في النقل والمدارس وبعض الشركات بينما يتوقع ان تنظم تظاهرات في جميع انحاء البلاد. وتراجعت حركة القطارات وخصوصا تلك التي تربط بين مناطق فرنسا، لكن القطارات السريعة الدولية الى بلدان اخرى في اوروبا يفترض ان تعمل بشكل طبيعي، بحسب ادارة السكك الحديد التي تحدثت قبيل ظهر اليوم عن مشاركة ثلاثين في المئة من العاملين في القطاع في حركة الاضراب. وفي باريس كانت حركة النقل عادية تقريبا في قطارات الانفاق والباصات ولكن سادت بعض الفوضى على الخطوط الداخلية. ولقيت الدعوة الى الاضراب تجاوبا بدرجات في المدن الفرنسية حيث كانت حركة السير شبه طبيعية في ليون (وسط) واقل كثافة في مرسيليا (جنوب) وشبه معدومة في لوريان (غرب). وكانت النقابات تتوقع تعبئة كبيرة في القطاع العام وخصوصا في قطاع التعليم. ويشكل هذا التحرك اول اختبار للحكومة التي عدلها الرئيس نيكولا ساركوزي غداة فوز واسع لليسار في الانتخابات المحلية. ويهدف هذا التعديل الحكومي الى انضمام ممثلين لليمين غير موالين لساركوزي للحكومة. ومع ذلك، عهد لاحد الاوفياء للرئيس ايريك ورت بوزارة العمل وستكون مهمته التي تتسم بحساسية كبرى قيادة الاصلاح الاخير في الولاية الرئاسية، ويتعلق بالتقاعد. وقد ذكر هذا التكنوقراطي الاتي من وزارة الميزانية والذي يقف في الصف الاول في مواجهة هذا اليوم الاحتجاجي الثلاثاء بان الاولوية هي "للسيطرة على النفقات العامة". ولم تتوقع النقابات التي تتوخى الحذر مشاركة كبيرة جدا في يوم التحرك هذا الذي يفترض ان يستخدم "لاعادة المشاكل الاجتماعية الى جدول الاعمال"، بينما وصف رئيس ثاني نقابة في فرنسا (سي اف دي تي) فرنسوا شيريك الاجواء الاجتماعية بانها "متفجرة". وبعدما طالب "بتغيير التوجهات الاقتصادية والاجتماعية"، دعا برنار تيبو الى التئام سريع لقمة اجتماعية مع الرئيس ساركوزي. ويريد ساركوزي حتى نهاية 2010 اصلاح النظام الفرنسي للتقاعد ما سيؤدي حتما الى تمديد مدة دفع المساهمات. في المقابل قد تشهد مجالات اخرى تباطؤا. فالى جانب رسم الكربون الذي اثار استياء كبيرا، تشير مصادر في اليمين الى اصلاح القضاء الذي يفترض ان يؤدي الى الغاء منصب قاضي التحقيق.