باريس (ا ف ب)الفجرنيوز:ستكشف الدورة الثانية من الانتخابات البلدية الفرنسية الاحد ما اذا كان الفرنسيون يختارون تشديد "الانذار" الذي وجهوه الى الرئيس نيكولا ساركوزي في الدورة الاولى لتحويله الى عقوبة حقيقية لادائه او السماح لليمين الحاكم بانقاذ معاقله الكبرى. وفضل ساركوزي بعد تدهور شعبيته الكبير في استطلاعات الرأي البقاء على الحياد قبل هذا الموعد الانتخابي باستثناء كلمة القاها هذا الاسبوع حول موضوع الهجرة وهو من ابرز المواضيع التي تهم ناخبي اليمين. ووعد بانه سيأخذ في الاعتبار "بالطبع" النتائج النهائية بدون ان يوضح كيف سيترجم ذلك على ارض الواقع مؤكدا عزمه على المضي في اصلاحاته بعد عشرة اشهر على فوزه الكبير في الانتخابات الرئاسية التي خاضعها تحت شعار "القطيعة" عن العهد السابق. وتتضمن الدورة الثانية من الانتخابات البلدية معارك ذات دلالات رمزية في مدن كبرى قد تنتقل السيطرة عليها من اليمين الى اليسار وفي طليعتها مرسيليا (جنوب شرق) ثاني المدن الفرنسية وتولوز (جنوب غرب) وستراسبورغ (شرق). وتلقى حزب الحركة الديموقراطية بزعامه الوسطي فرنسوا بايرو الذي حل في المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية ويجهد للفوز ببلدية مدينة بو (جنوب غرب) عروضا كثيرة من الجانبين اذ غالب ما يجد نفسه في موقع الحكم بالرغم من تحقيقه نتائج ضعيفة على الصعيد الوطني لم تتخط 4%. غير ان هذا الحزب خلط الاوراق في الدورة الثانية بعقده تحالفات قررها بناء على كل حالة على حدة تارة مع اليمين وطورا مع اليسار. ودعا كل طرف ناخبيه الى التعبئة بعد الدورة الاولى التي تميزت بنسبة مقاطعة مرتفعة شملت ثلث الناخبين. وسجل اليسار تقدما واضحا الاحد الماضي فانتزع من المرشحين المدعومين من حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الحاكم مدنا مثل روان (غرب). واعتبر الاشتراكيون ان نتيجة انتخابات الاحد الماضي تشكل "تحذيرا" الى ساركوزي من دون ان ينادوا بالنصر. اليمين من جهته اعتبر ان النتيجة افضل مما كان متوقعا ولا سيما بفضل الاداء الجيد لاعضاء الحكومة الذين ترشحوا للانتخابات اذ فاز 14 منهم من اصل 23 منذ الدورة الاولى. ورأى ساركوزي في هذه النتيجة "تشجيعا" واضحا "للحكومة جمعاء" مشددا في الوقت نفسه على الطابع المحلي للانتخابات. وقالت المرشحة الاشتراكية السابقة الى الانتخابات الرئاسية سيغولين روايال التي شاركت بشكل نشط في الحملات على الارض "لم يدرك نيكولا ساركوزي بعد ان الفرنسيين غير راضين. يجب تشديد التصويت العقابي الاحد". واقر رئيس الحكومة فرنسوا فيون بان "هناك خيبة امل ما او على الاقل تراجع في اهتمام قسم من ناخبي الغالبية". وتشير آخر استطلاعات الراي الى ان نسبة تأييد ساركوزي تراجعت الى اقل من 40% وان الفرنسيين يأخذون عليه انه لم يتمكن من تحسين القدرة الشرائية التي تشكل مصدر قلقهم الرئيسي واستعراض حياته الخاصة. وقال مسؤول في حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية رفض الكشف عن هويته "غني عن القول انه لم يكن يتعين الظهور بمظهر المؤيد لساركوزي" خلال الحملة الانتخابية. واحتفظ الاشتراكيون بالسيطرة على ليون ثالث مدن فرنسا بينما ضمن رئيس بلدية باريس الاشتراكي برنار دولانويه اعادة انتخابه بغالبية واسعة. وتفيد استطلاعات الراي ان المنافسة شديدة في مرسيليا التي يرئسها منذ 1995 جان كلود غودان احد ابرز مسؤولي الاتحاد من اجل حركة شعبية. ومن شأن فوز الاشتراكيين بهذه المدينة ان يشكل صفعة لليمين. ويأمل الاشتراكيون بان ينتزعوا من اليمين حوالى ثلاثين مدينة من تلك التي يتجاوز عدد سكانها الثلاثين الفا. انما مهما كان حجم انتصاره فان الحزب الاشتراكي يعاني من انقسامات بين زعمائه قد تتفاقم ولا سيما بين دولانويه وروايال قبل ان يعقد مؤتمرا مقررا الخميس المقبل. ويعقد الحزب مؤتمرا في الخريف المقبل لن تغيب عنه الانتخابات الرئاسية المقررة في 2012.