بيان حركة النهضة: حول الأوضاع في منطقة الحوض المنجمي بقفصة بسم الله الرحمن الرحيم تتابع حركة النهضة بقلق بالغ تطور الأوضاع في منطقة الحوض المنجمي بقفصة، في معتمديات الرديف وأم العرائس والمظيلة. هذه المنطقة التي تشهد منذ بداية السنة تحركات اجتماعية للتنديد بالتلاعب المفضوح الذي قامت به السلطة في نتائج مناظرة الانتداب التي قامت بها شركة فسفاط قفصة. وقد أبانت هذه النتائج عن حقيقة السياسة الاجتماعية للسلطة وتحول المحسوبية إلى ممارسة عادية تمثل أحد مظاهر الفساد المستشري في البلاد. ضحية هذا الفساد هم المحتاجون من أبناء الجهة والعاطلون من أصحاب الشهادات وغيرهم. لقد هب أبناء المنطقة بكل عفوية وروح وطنية، رافضين للظلم المسلط عليهم، هبة سلمية مدنية راقية، لم يشذ عليها أحد، نساء ورجالا شيبا وشبابا، فكانوا عينة ناطقة وطليعة واعدة تعبر عما يعتمل في نفوس التونسيين من نقمة على السياسات المجحفة للسلطة وانتشار الفساد. وقابلت الحكومة كعادتها الموقف الشعبي في هذه المنطقة بالتعتيم والاحتقار ظنا منها أنها ستفرض الصمت و تفشل التحرك، إلا أنها منيت بالفشل بفضل تصميم وإصرار أهلنا ، رغم لجوئها لأساليب الخداع عبر التفاوض للالتفاف على المطالب الشرعية للمحتجين، ما دفعها -حسب ما تدل عليه المؤشرات الميدانية- إلى ما اعتادت من التعامل مع مطالب الشعب ، عبر أساليب القمع والترهيب. إننا نلفت انتباه الرأي العام المحلي والدولي إلى خطورة الموقف ونعتبر: ان المطالب التي ينادي بها أهالي قفصة مطالب اجتماعية مشروعة وأن تحركهم هو دفاع مدني سلمي للتعبير عن موقفهم والنضال من أجل الحصول على حقوقهم. أن السلطات لا تقوم بأي جهد لتصحيح الوضعية بل تتهرب من مسؤولياتها و تنحاز لمصالح فئات فاسدة ومتنفذة. أن ما وقع في المنطقة من تجاوزات خطيرة في حق المواطنين يمثل عينة لما تعيشه مناطق البلاد الأخرى. و بناء على ما تقدم فإننا: نطالب الحكومة بالاستجابة الفورية لمطالب المحتجين والكف عن المناورات. نحذرها من مغبة اللجوء إلى العنف لفك التحرك ونحملها مسؤولية سلامة الأهالي. ندعو المنظمات الأهلية وعلى رأسها الإتحاد العام التونسي للشغل إلى مساندة هذا التحرك والقيام بواجبه في النضال من أجل إعادة الحقوق لأصحابها. ندعو القوى الحية في الداخل والخارج إلى مواجهة التعتيم الحاصل وتحشيد الجهود لدعم التحرك ودفع السلطة إلى تغيير سلوكها تجاه القضية. لندن في 16 مارس 2008