في ذكرى مجزرة دير ياسين الإرهابية المركز الفلسطيني للإعلام الفجرنيوز مضى اثنان وستون عاماً على مجزرة دير ياسين المروعة، التي اقترفها الصهاينة عام 1948، مستغلين حالة الإرباك التي اعترت المجاهدين نتيجة استشهاد قائدهم عبد القادر الحسيني في معركة القسطل، ليتسللوا تحت جنح الظلام وبأعداد كبيرة، إلى بلدة دير ياسين، ليقترفوا جريمة القتل والتنكيل والتمثيل بجثث النساء والأطفال، تعبيراً عن العنجهية الصهيونية الساعية إلى توظيف سياسة ارتكاب المجازر لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، فلم تكن مجزرة دير ياسين وحيدة، إنما حلقة في سلسلة مجازر وجرائم بشعة اقترفها الصهاينة في الطنطورة، والصفصاف، وأبو شوشة، واللد، وقبية، وكفر قاسم، والسموع، وبحر البقر، وغيرها.. وهي سياسة صهيونية إجرامية ما زالت معتمدة حتى اليوم، فبالأمس القريب اقترف الصهاينة مجازر بشعة بحق الأطفال والنساء والشيوخ، أثناء حربهم الإجرامية الأخيرة على شعبنا في قطاع غزة.
ظنَّ الصهاينة أن سياسة المجازر سوف تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وتجعله يتخلى عن أرضه وحقوقه، لكن شعبنا اليوم أشد ثباتاً ورسوخاً في أرضه، وأكثر عزماً وتمسكاً بالمقاومة لتحرير الأرض من الاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة القوة. إننا في ذكرى مجزرة دير ياسين التي ارتكبها الصهاينة، لنؤكد على ما يلي: إنَّ ما تشهده مدينة القدس اليوم من تهويد وتهجير لأهلها، وما يتعرض له الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر يؤكد أن الجرائم والمجازر والعدوان نهج نشأ عليه الكيان الصهيوني الغاصب، وسياسة مستمرة، وليست مجرد محطة عابرة في مسيرته الإرهابية و العدوانية. إن مجزرة دير ياسين، وكل المجازر التي ارتكبها الصهاينة ضد شعبنا الفلسطيني، والتي كان آخرها العدوان على غزة عام 2008 - 2009، هي جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب لا تسقط بالتقادم.. وسنعمل على ملاحقة ومحاكمة الكيان الصهيوني ومجرمي الحرب الصهاينة في كل المحافل الدولية بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات المعنية.. ونؤكد أننا سنواصل متابعة نتائج تقرير غولدستون وغيره من الوثائق الدولية الهامة التي أدانت جرائم العدو الصهيوني ووثقتها.. إننا ندعو المؤسسات والهيئات والمحاكم الدولية والعربية والفلسطينية، إلى ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم الدولية والوطنية ذات الصلة، نصرة لدماء الشهداء والأبرياء الذين سقطوا بفعل الإجرام الصهيوني الغاشم..