هكذا بدأت معركة التغيير في مصر في الفترة الأخيرة في الاشتعال و التحرك و أصبحت مصر و كأنها علي أعتاب ثورة خضراء , و أصبح ما كنا نعاني منه في السابق من إقناع الناس بضرورة التغيير , أصبح الآن مطلب شعبي و جماهيري . إن اللبنة التي وضعها الإمام الشهيد لن تتوقف و ما كان لها أن تتوقف إلا أن تحقق أهدافها . و المتمثلة في أحداث تغيير علي أساس الإسلام , ان حركة الإخوان و هي الحركة الإسلامية الكبرى الآن في مصر و التي عليها معول التغيير الإسلامي دخلت في الفترة الأخيرة في فتح حوارات مع عدد من أحزاب المعارضة المصرية . و هو الحوار الذي مدحه عدد كبير من المراقبين للجماعة , و عدد أخر اعتبروها محاولة للالتفاف علي الحظر المفروض علي الجماعة , أما الحزب الوطني الحاكم في مصر فاعتبرها محاولة للضغط علي النظام . كما جاء في جريدة الشرق الوسط يوم 10/4 . اما بعض مفكري الجماعة فد اعتبرها إستراتيجية جديدة يقوم بها المرشد الجديد الدكتور بديع . ان فتح الحوار مع الأفكار المختلفة هو سنة قرآنية نحن أولي بالإتباع فيها , خاصة مع الذين ينشدون التغيير , و لكن لا يجب التنسيق مع هذه الأحزاب علي شيء داخل معركة التغيير , فالتجارب تثبت لنا أن التعامل المشترك بين الإسلاميين و غيرهم لا يصب في مصلحة الإسلام و كان التنسيق مع ضباط الثورة اكبر دليل , و الائتلاف الحادث مع حزب الوفد و العمل . لقد حصدت الجماعة مقاعدها البرلمانية حوالي 20 % و هي متفردة في طريقها و أفكارها , و تحرك رجل الشارع نحوها و هي ترفع شعارها المميز , و لكن اختلاط الرايات و عدم تميزها بين الإسلام وغيره لا يفيد و لا يعطي لفكرتنا نحن الإسلاميين ادني نجاح . إن أهم ما يميز الإسلام هي وضوح فكرته و صفاء عقيدته . و الائتلاف مع الآخر الذي بدوره لا يؤيد الفكرة الإسلامية سواء كان في الحكم او في المعارضة سيجعلنا في تنازل لا يرضي الله عنه حينما نتفق علي الحد الأدنى من فعاليات التغيير , و لقد وضح من الاستقالات التي قدمت بعد إجراء الحوار مع احدي هذه الأحزاب إلي أي مدي يكره هؤلاء الجماعة و فكرها النابع من الإسلام , و كان الغريب إن واحد من هذه الاستقالات هو رجل النظام داخل هذا الحزب .و ربما تكون استقالته لإفشال هذا الحوار من جانب النظام . ان جماعة الإخوان و هي تقف في مربع التغيير منذ أكثر من سبعين عاما , لا يجب اليوم أن تقف في المربع الذي يقف فيه أصحاب الفكر المضاد لأفكار الإسلام سواء في نظمه و أحكامه أو في طريقته في الحكم , أن بعض هذه الأحزاب لم تكتفي في أوقات كثيرة بمهاجمة الجماعة بل هاجمت الإسلام و عابت علي الإسلاميين ان يطالبوا بالحكم الإسلامي في القرن العشرين و كأن الإسلام قد نزل للتطبيق في القرون الهجرية الأولي ثم يكتب عليه الموت و الفناء لصالح أفكار الغرب من رأسمالية و شيوعية , نهيك عن إن بعض هذه الأحزاب لن تترد في التخلي عن الجماعة إذا القي لها النظام عدة مقاعد في مجلس الشعب أو الشورى . إنني و انأ أطالب قيادة الجماعة بعدم الانخراط في تنسيق مع أحزاب تعادي الفكرة الإسلامية , لا ارفض الحوار معها , و إن كان هناك باباً من التنسيق فيجب أن يبدأ فيه بالحركات الإسلامية , خاصة التي تتحرك للتغيير , ثم يكون بعدها الحركات المعارضة و الغير محسوبة علي فكر معادي للإسلام بل بينه و بين دعاة الفكر الإسلامي خطوط مشتركة . اللهم أحفظ الإسلام وأعز المسلمين