خلصت دراسة استطلاع آراء اساتذة العلوم السياسية والاعلام حول مدى مهنية الجزيرة الى ان القناة هي الأكثر مشاهدة بين اساتذة الجامعات العربية وان موضوعية الجزيرة تتراوح بنسبة واضحة بين العالية جداً والجيدة كما أن مهنيتها تتراوح بين الممتازة والجيدة جداً. ونشر مركز الجزيرة للدراسات هذا الاستطلاع في كتيب خاص صدر مؤخراً. وقد رأس فريق الاستطلاع سامي الخزندار. وجاء في مخلص عام الدراسة: لاهمية قناة الجزيرة الفضائية كأبرز حدث اعلامي في العالم العربي على مدى السنوات العشر الاخيرة، تقييم مسيرتها المهنية من قبل اهم نخبة عربية متخصصة في مجالي الاعلام والعلوم السياسية. ومن هذا المنطلق قام مركز عالم المعرفة لاستطلاعات الرأي باجراء مشروع استطلاع «آراء اساتذة العلوم السياسية والاعلام في العالم العربي حول مدى مهنية قناة الجزيرة الاخبارية»، الذي عمل لانجازه وعلى مدى ما يزيد على احد عشر شهراً في محيط (19) تسع عشرة دولة عربية، مع اهم نخبة عربية متخصصة في هذا المجال. وشارك في انجاز هذا المشروع (46) باحثاً ومشرفاً ومساعداً، منهم (26) من اساتذة الجامعات (من حملة الدكتوراه) في تسع عشرة دولة عربية. ويعتبر هذا المشروع هو الاول من نوعه في العالم العربي، وهو المشروع الأضخم عربياً في مجال استطلاعات الرأى من حيث حجم مشاركة اساتذة الجامعات العربية فيه، وتنفيذه من قبل جهة عربية. ونشير الى ان نتائج هذا الاستطلاع، وتقريره الاولي قد خضعا لورشة عمل خاصة باشراف لجنة علمية من اساتذة وخبراء متخصصين في مجالات العلوم السياسية والاعلام والاحصاء، لدراسة هذا التقرير وتطويره. علماً انه لم يكن مسموحاً لأي طرف من قبل شبكة الجزيرة التدخل في تحديد طبيعة الاسئلة او صياغتها، او في اختيار العينة وتوزيعها، او القيام بأية خطوة تؤثر على نتائج الدراسة او تتعارض والمصداقية العلمية للاستطلاع. ومن الاهداف التي سعى اليها هذا الاستطلاع، معرفة آراء وتقييم هذه النخبة العربية حول مدى مهنية قناة الجزيرة الاخبارية، وكذلك معرفة مدى إقبال النخبة في الجامعات العربية على مشاهدتها، وأخيراً تحديد القناة العربية الاخبارية الأكثر مشاهدة لدى النخبة في العالم العربي. وتناول الاستطلاع مهنية قناة الجزيرة من خلال بعدين احدهما: الموضوعية، والآخر، المهنية او الحرفية. فعلى صعيد الموضوعية تمثلت مؤشراتها بقياس مدى «الحيادية»، و«المصداقة»، و«التوازن»، اما على صعيد المستوى الحرفي او المهني فتركزت مؤشراتها في قياس مدى تطور الجانب الفني في تقديم المادة الاعلامية من خلال (الترجمة الفورية، سرعة الانتقال الى مركز الحدث او النقل المباشر، المستوى العلمي للعاملين في تقديم البرامج او تحضير المادة الاعلامية، تحقيق السبق الاعلامي، الصور التي يلتقطها مصورو الجزيرة للاحداث، مستوى اللغة المستخدمة، وطبيعة المفاهيم المستخدمة في توصيف بعض الوقائع). شملت هذه الدراسة جغرافيا (19) دولة عربية، وهي: الاردن، الامارات، البحرين، تونس، الجزائر، السعودية، السودان، سوريا، العراق، عمان، فلسطين، قطر، الكويت، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، موريتانيا، اليمن. وقد استغرق العمل على هذا الاستطلاع منذ تاريخ 2008/1/9-2007/2/1. المنهجية: العينة ومجتمع الدراسة: تكون مجتمع الدراسة من اساتذة الجامعات في مجال العلوم السياسية والاعلام، من حملة شهادة الدكتوراه، والعاملين في الجامعات العربية، حيث بلغ العدد الكلي لمجتمع الدراسة من اساتذة الاعلام والعلوم السياسية 1251 استاذاً جامعياً من 19 دولة عربية، منهم 616 استاذاً جامعياً في تخصص الإعلام، و635 استاذاً جامعياً في تخصص العلوم السياسية. وقد استخدم اسلوب المعاينة الطبقية المنتظمة حيث جرى تقسيم مجتمع الدراسة إلى طبقات حسب التخصص والدولة. حجم وتوزيع العينة بين الطبقات: بلغت عينة الدراسة 611 استاذاً جامعياً: 298 استاذاً جامعياً في تخصص الإعلام. 307 اساتذة جامعيين في تخصص العلوم السياسية. 6 اساتذة جامعيين لم يحدد تخصصهم. وبهذا بلغ حجم العينة 48.84% للاستطلاع «ما يقارب ال50% أي ما نسبته ضعف العينة المطلوبة للاستطلاع، وهي عينة كبيرة جداً، وممثلة بشكل دقيق لمجتمع الدراسة، وامتازت العينة بانها عالية الموثوقية، متوازنة، غير نمطية، ذات قدرة على التقييم، وبلغت نسبة الاستجابة 100% من كامل العينة 611 من اساتذة العلوم السياسية والاعلام، مع العلم ان خطأ المعاينة يقل عن 1% للمتغيرات الرئيسية للاستطلاع. نتائج الاستطلاع: اظهرت النتائج تميزاً عالياً من حيث المهنية على مستوى الموضوعية والحرفية، فأظهرت نتائج الاستطلاع على صعيد المؤشرات العامة أن 98.4% من اساتذة الاعلام والعلوم السياسية يشاهدون قناة الجزيرة الفضائية، وان متوسط معدل المشاهدة اليومية لديهم تبلغ 3.2 ساعة يوميا اي ما مجموعه 1168 ساعة سنوياً، وأن هناك تنوعا في مشاهدة برامج الجزيرة تجاوز العشرين برنامجاً، وإن كانت البرامج الاخبارية هي الاكثر متابعة لديهم بنسبة 22.3%، كما حصلت الجزيرة على المرتبة الاولى بين القنوات الاخبارية الاكثر مشاهدة بين اساتذة العلوم السياسية والاعلام، حيث اعتبرها 77.2% من العينة القناة الاخبارية الاكثر مشاهدة كخيار اول بفارق كبير يزيد على ثلاثة أضعاف عن القناة، التي جاءت في المرتبة الثانية وبنسبة 17.9% وحوالي 28 ضعفاً مقارنة بالقناة التي حصلت على المرتبة الثالثة. وعند السؤال عن بعض المؤشرات المهنية رأى 37.3% من العينة وجود جهات تؤثر بشكل سلبي على الاداء المهني، وان كان 40.6% رأوا ان هذا التدخل غير موجود، وإن كان موجوداً فهو تدخل ايجابي، وهذه النسبة تتقارب مع نسبة الذين يعتبرونه تدخلا سلبيا. كما اظهرت النتائج أن 73% من العينة يعتقدون ان القناة «ستتراجع وتعتذر» أو «ربما تعتذر» عن وجود خطأ في المعلومة، في حين نفى ذلك ما نسبته 17.2% أما على صعيد المهارات المهنية والمستوى الحرفي للعاملين في القناة، فقد اظهرت النتائج أن هناك تقييما عاليا من قبل اساتذة العلوم السياسية والإعلام في هذا الجانب بمتوسط مقداره 75.6% وبلغ هذا التقييم أعلاه على مستوى سرعة الانتقال إلى موقع الحدث حيث وصل إلى 91.3%، وأدناه بنسبة 55.1% على مستوى الالتزام باللغة العربية الفحصى. بينما حصلت الترجمة الفورية على نسبة 76.9%، والسبق الإعلامي على 82.5%، والمستوى الفني للصورة على 76.5%، والقدرة العلمية للمذيعين ومقدمي البرامج على نسبة 72.6%، والقدرة الحوارية لمقدمي البرامج 74.5% أما على صعيد المؤشرات الموضوعية للقناة، فكانت النتائج متباينة أكثر من مستوى الحرفية، ولدى السؤال عن المصداقية، وصف 46% من أساتذة العلوم السياسية والإعلام مصداقية الجزيرة بأنها «عالية جداً»، بينما وصفها 50.1% بأنها «نسبية»، وفي المقابل اعتبر 2.6% من العينة بأن مصداقية الجزيرة «متدنية» أي أن 96.1% من الأساتذة اعتبروا مصداقية الجزيرة تتراوح بين العالية جداً والنسبية، ويلاحظ أن أعلى معدلات المصداقية التي حصلت عليها الجزيرة في إجابة عالية جداً كانت في الجنسيات الموريتانية والإماراتية والمصرية، وأعلى المعدلات في اجابة المصداقية النسبية كانت في الجنسيات العمانية 100% ثم السعودية 81.8% ثم في الكويتية 71.4%، ضمن اجابة كل جنسية. من ناحية أخرى اعتبر 29.7% من العينة أن توازن قناة الجزيرة في منح وجهات النظر المختلفة الحق في التعبير من ناحية، والزمن المتساوي من ناحية اخرى، تحققه القناة بشكل كبير، بينما اعتبر 60.6% أن هذا التوازن نسبي. وعند سؤال أفراد العينة حول مؤشر حذر الجزيرة في إثارة موضوع معين أو نقل خبر له حساسية كبيرة، اعتبر 18% أن الجزيرة حذرة في هذا المجال. ونفى 29.7% منهم هذا الحذر عن الجزيرة، بينما وصف 50.2% من العينة أن الجزيرة حذرة «احياناً». يلاحظ - أيضاً - ان 35.2% من العينة اعتبر قناة الجزيرة حيادية في استخدام المفاهيم بشكل كبير عند التعبير عن واقعة معينة، بينما اعتبر 52.9% انها حيادية «أحياناً»، واعتبر 10.2% بأنها «غير حيادية» في استخدام المفاهيم ويلاحظ هنا أن عدم الحيادية أحياناً في التعامل مع بعض المفاهيم لا تعني أن الأمر سلبي من وجهة نظر البعض، مثل استخدام مصطلح «شهيد» بدلاً من «قتيل» في قناة الجزيرة لوصف الفلسطينيين الذين يقتلون من قبل الكيان الإسرائيلي. أما على صعيد حيادية الصورة المستخدمة في تقارير وأخبار القناة، اعتبر 38.5% من العينة أن صور القناة حيادية «بشكل كبير»، و47.3% اعتبرها حيادية «أحياناً»، بينما نفى عنها هذه الحيادية ما نسبتهم 12.3%، من أفراد العينة، أيضا فإن اشكالية حيادية الصورة تماثل إشكالية حيادية استخدام المفاهيم والتي أشير إليها آنفاً. الدراسة شملت 19 دولة عربية و611 استاذاً الدوحة - الشرق تاريخ النشر:يوم الخميس ,27 مارس 2008