سؤال طاما يردده المهتمون بالشأن السياسي العام والحقوقيون والمدافعون على حقوق الانسان في الجمعيات والمنظمات والحركات والأحزاب . والجواب حسب رأيي المتواضع هو من أجل الدفاع عن حق المواطن في الحرية في جميع المجالات وفي شتى الميادين حتى يتنفس هواء نقيا غير ملوث بالغازات السامة التي تنبعث من ديارالحكام الدكتاتوريين ومن قصورالسلاطين المستبدين . وهكذا يصبح المواطن يمتلك مواطنته الحقة ومنه تستمد السيادة والمناعة للوطن . ومن هذا المنطلق نقول أنه اذا تمتع المواطن بحريته يزدهر الوطن وتتقدم الأمة ويصبح الدفاع عن الاستقلال الوطني مهمة وطنية وقومية عينية وعفوية يقوم بها كل مواطن بكل اعتزاز واعتداد وثقة بالنفس . فلا يعود تكالب الأعداء على الوطن والأمة منهجا تسلكه الدول العظمى وأسلوبا في التعامل بحيث نصبح كما هو حالنا اليوم عرضة للاستعمار المباشروالاستيطان الصهيوني . ونصبح في وضع لا نحسد عليه يتميز بحالة الضعف والوهن والتشرذم السياسي الذي يتميز بالتبعية لهذا المعسكر أو لذاك المعسكر فيسهل بذلك الهوان علينا و نكون عرضة لمشاريع الأعداء في الحروب الأهلية و الطائفية والفتن الداخلية الذين يريدون نهش جسم الأمة المريض والمأزوم مستغلين مرحلة الانحطاط والتدهور لمصالحهم الاستراتيجية . فيعيدون تقسيم خريطة الوطن العربي حيث يقومون بتقسيم المقسم وبتفتيت المفتت فيزرعون كيانات طائفية وعرقية ومذهبية . ويقول الدكتور فتحي الرحمان في هذا السياق في دراسة لطبائع الاستبداد للشيخ عبدالرحمان الكواكبي في منتدى الحوار على المجلة الالكترونية بتاريخ 30 أفريل 2010: «أن الاستبداد يسعى إلى إفساد الإنسان، فهو في نظر الكواكبي ينتج نظاما أخلاقيا به يحمي نفسه فيجعل " الرعيّة خادمة للرعاة " ويحارب القيم الفاضلة ومن بينها الحريّة ، وهي العدوّة الطبيعيّة للاستبداد، ويقتل إرادة الإنسان ويشيع قيم العبودية و " يجعل الإنسان يكفر بالنعم ... فاقدا حبّ وطنه لأنّه غير آمن.. ضعيف الحبّ لعائلته"، فالاستبداد يسعى إلى تفتيت الأسر وتفكيك كلّ العلاقات التقليديّة ليحاول إنتاج نفسه في كلّ المستويات والمؤسسات الاجتماعيّة حتّى " يصير الإنسان مستبدا صغيرا في كنف المستبدّ الأعظم» . وفي الموسوعة الحرة لخلق وجمع المحتوى العربي بمجلة المعرفة وبالذات في عددها الخاص بالمصلح الكبير خير الدين باشا التونسي في كتابه أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك نقرأ مايلي : «وقد عزا خيرالدين الانحطاط الذي آلت إليه الحضارة الإسلامية خصوصاً إلى نظام الحكم المطلق الذي توخته الدول الإسلامية على الإجمال منذ القرون الوسطى معتبراً هذا النظام غريباً عن الإسلام في أصوله... إثر هذا يعكف المؤلف على تحليل الأسباب التي انجرت عنها في أوروبا نتائج مغايرة تماما وجعلت هذه القارة، وهي التي كانت تتخبط في الظلمات حين كانت حضارة الشرق في أوج الازدهار، تصبح اليوم مجموعة من الدول الأكثر تحضراً، في حين نرى الممالك الإسلامية تعاني الانحطاط". تجدر الإشارة إلى أن مقدمة هذا الكتاب قد ترجمت إلى الفرنسية بعيد صدوره بوقت قصير. وفي هذه المقدمة دعوة الشرق للنهوض والاستفادة من الغرب وذلك ليتمكن الشرقيون من الوقوف بندية والخروج من حالة التخلف ومنافسة الغربيين، ودللت كتابات التونسي وممارسته السياسية كأحد أبرز رجالات الدولة التونسية والعثمانية في النصف الثاني من القرن العشرين على رفضه للتبعية أو الدخول في تحالفات مع الغرب،» وأتمنى من السادة القراء أن يكونوا قد فهموا ما وراء القصد والله ولي التوفيق: مقالة بتاريخ :21 ماي 2010-