فلسطين،غزة الفجرنيوز:قالت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي 2009 الصادر اليوم الخميس 27 ماي 2010 أن استمرار الحصار العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلاً وإلى مشاكل في الصحة والصرف الصحي، والفقر وسوء التغذية لميلون ونصف المليون من السكان. وكان من شأن الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي في أواخر ديسمبر/كانون الأول أن يدفع بالأوضاع الإنسانية إلى حافة الكارثة. وحتى قبل بدء الهجوم، كان الاقتصاد المحلي يعاني من الشلل بسبب نقص الواردات وحظر الصادرات. وأدى النقص في معظم المواد الأساسية إلى ارتفاع الأسعار، مما جعل نحو 80 بالمئة من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الدولية. وواجهت هيئات الأممالمتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة والمنظمات الإنسانية قيوداً إضافية، مما أعاق قدرتها على تقديم المساعدات والخدمات لسكان غزة، كما زاد من تكاليف عملياتها. وتوقفت مشاريع البناء التي تشرف عليها الأممالمتحدة، والرامية إلى توفير مساكن للعائلات التي هُدمت منازلها على أيدي الجيش الإسرائيلي خلال السنوات السابقة، وذلك بسبب نقص مواد البناء. وكان من بين الذين علقوا في غزة بسبب الحصار عدد من المرضى المصابين بأمراض خطيرة، ممن يحتاجون إلى رعاية طبية لا تتوفر في غزة، بالإضافة إلى مئات الطلاب والعاملين الذين كانوا يرغبون في السفر للخارج من أجل الدراسة أو العمل. ولم تسمح السلطات الإسرائيلية إلا لعدد قليل نسبياً بمغادرة القطاع. وتُوفي عدد من المرضى الذين مُنعوا من الخروج من غزة. * ففي أكتوبر/تشرين الأول، تُوفي محمد أبو عمرو، البالغ من العمر 58 عاماً والذي كان يعاني من مرض السرطان. وكان محمد يسعى للحصول على تصريح لمغادرة غزة منذ مارس/آذار، ورُفض التصريح بناء على «أسباب أمنية» غير محددة، ولكنه صدر في نهاية المطاف بعد أسبوع من وفاته. * وفي نوفمبر/تشرين الثاني، تُوفيت كريمة أبو دلال، البالغة من العمر 34 عاماً وهي أم لخمسة أطفال وكانت تعاني من سرطان الغدد اللمفاوية، وذلك بسبب نقص العلاج. وكانت السلطات الإسرائيلية قد رفضت مراراً منحها تصريحاً من أجل السفر للعلاج في مستشفى بمدينة نابلس في الضفة الغربية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2007. وفي الضفة الغربية، أدت نقاط التفتيش والحواجز العسكرية الإسرائيلية، البالغ عددها نحو 600، إلى تقييد حركة الفلسطينيين، وأعاقت وصولهم إلى أماكن عملهم والمنشآت التعليمية والصحية وغيرها من الخدمات الضرورية. وواصل الجيش الإسرائيلي بناء جدار/سور عازل بطول 700 كيلومتر، ويقع معظمه داخل أراضي الضفة الغربية، مما أدى إلى عزل مئات الآلاف من المزارعين الفلسطينيين عن أراضيهم، حيث يتعين عليهم الحصول على تصاريح للوصول إلى أراضيهم، وهو الأمر الذي يُرفض في كثير من الأحيان. كما مُنع الفلسطينيون من الوصول إلى مساحات شاسعة من مناطق الضفة الغربية المتاخمة للمستوطنات الإسرائيلية، التي شُيدت ولا تزال مقامة بالمخالفة للقانون الدولي، ومُنع الفلسطينيون من المرور على طرق يبلغ طولها أكثر من 300 كيلومتر، أو فُرضت عليهم قيود في المرور عليها، وهي طرق يستخدمها المستوطنون الإسرائيليون. * ففي فبراير/شباط، مُنعت فوزية الدرك، البالغة من العمر66 عاماً، من المرور عبر نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية من أجل التوجه إلى مستشفى في مدينة طولكرم إثر إصابتها بأزمة قلبية. وقد تُوفيت بعد ذلك بوقت قصير. * وفي سبتمبر/أيلول، منع الجنود الإسرائيليون نهيل أبو رضا من المرور عبر نقطة تفتيش الهوارة من أجل التوجه إلى مستشفى في نابلس بالرغم من أنها كانت في حالة وضع. وقد وضعت جنينها تحت رعاية زوجها بالقرب من نقطة التفتيش، ولكن وليدها تُوفي.