بيروت:ردّت 'حركة حماس' امس على ما ورد على لسان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في العاصمة المصرية من أن 'الوضع لن يستقيم في قطاع غزة إلا بعد عودة السلطة الشرعية الفلسطينية اليه'، وجاء في الرد الذي صدر عن مسؤول العلاقات اللبنانية في حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' رأفت مرة ما يلي:1 - يبدو أن خبرة سمير جعجع في الموضوع الفلسطيني ضعيفة جداً أو أن الذاكرة تخونه، أو أنه يريد بيع مواقف على حساب الفلسطينيين وقضيتهم، وتسليف جهات معينة فواتير ليستفيد منها في مشاريعه السياسية. 2 - نذكّر سمير جعجع بأن السلطة الموجودة في قطاع غزة هي سلطة فلسطينية شرعية منتخبة، فازت في انتخابات عامة، شهد عليها مراقبون وهيئات دولية مختلفة، وإن هذه السلطة تحظى بتأييد غالبية الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وتحظى بتعاطف جهات كثيرة في هذا العالم. وبالتالي لا يحق لأحد الانتقاص من شرعية الحكومة الفلسطينية بقيادة الأخ إسماعيل هنية، ولا من شرعية حركة حماس التي هي أساس مشروع المقاومة في فلسطين. 3 - نذكّر سمير جعجع بأن سبب الهجمة على حماس والحصار على الشعب الفلسطيني ومحاولات عزل الحكومة الفلسطينية الشرعية في غزة، هو التمسك بخيار المقاومة، وحمل أمانة الشهداء والجرحى والأسرى، والإصرار على التحرير من الاحتلال وإرهابه، وعدم بيع أنفسنا وقضيتنا في بورصة المواقف والمشاريع الهدامة. ونؤكد لسمير جعجع أن الوضع في فلسطين لن يستقيم إلا بعد إنهاء الاحتلال وتحرير الأرض وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وتحقيق عودة اللاجئين. 4 - إننا وإذ نستغرب تصريح سمير جعجع هذا، ودخوله المفاجئ على الخط الفلسطيني، فإننا نعتبره تدخلاً في الشأن الفلسطيني الداخلي، واصطفافاً مع جهة فلسطينية ضد جهة أخرى. ومن هنا فإننا ندعو سمير جعجع الى الالتزام بحدوده وإلى ترك الساحة الفلسطينية لأهلها، فهم أدرى بمعالجة شؤون بيتهم'. وكان جعجع واصل جولته الخارجية والتقى امس في القاهرة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ثم انتقل الى العاصمة الفرنسية حيث سيمكث يومين يلتقي خلالها وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير قبل محطته الثالثة في اسبانيا. ونفى جعجع أن يكون طلب من رئيس وزراء قطر التوسط بينه وبين دمشق، مؤكداً ان هذا الأمر غير صحيح، مشيراً إلى أن اللقاء الذي جمعه بالشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر أثناء زيارته الأخيرة لبيروت ركّز على الوضع اللبناني في صفة عامة، و'لم نقترب من قريب أو بعيد لأي شيء اسمه الوساطة بين وبين سورية'. وعلى هامش زيارة مصر رأى جعجع أن 'حزب الله' يريد أن يحول لبنان ساحة حرب بالوكالة عن فرقاء إقليميين من خلال استخدام سلاحه، الذي تتحكم به في شكل أساسي إيران وسورية'. ورداً على الانتقادات التي وجهت إلى مصر بسبب استقبالها له رأى جعجع 'أن مصر لا تضع همها على إحياء بعض الجثث الميتة في العالم العربي أو في بعض زواياه، ولا يوجد أي دولة تقوم بمثل هذا الأمر'، مؤكداً أن ليس هناك حاجة لتأكيد وجوده، فالانتخابات البلدية الأخيرة وقبلها الانتخابات النيابية تثبتان أن 'القوات اللبنانية' موجودة كمرجعية'. ولفت جعجع إلى محاولات البعض لاتهام مصر بالوقوف إلى جانب قوى 14 آذار، متسائلاً 'لماذا يتخيّل البعض أن مصر تقف إلى جوار 14 آذار؟، لأن مجموعة 14 آذار كانت مع الدولة وإعادة بنائها ولذلك كان من الطبيعي أن يكون التقاء في وجهات النظر بين مصر والمجموعة'. وإتهم جعجع دمشق بأنها 'كانت السبب فى تحميله هو شخصياً تبعات الحرب الأهلية اللبنانية'، وقال 'للأسف بدلاً من أن تنتهي الحرب الأهلية اللبنانية على بياض، صادر الإخوة السوريون اتفاق الطائف، وحوّلوه إلى ما ينفع مصالحهم، وفي سياق هذه المصادرة اختيرت القوات اللبنانية من بين كل القوى اللبنانية الموجودة على الساحة لمحاكمتها لأنها شاركت في الحرب، على رغم أن هذا الأمر مناف لاتفاق الطائف'. واضاف 'ليست كل القضايا التي تمت محاكمتي بسببها كانت حقيقية، فليس هناك شك في أننا شاركنا في الحرب اللبنانية وأننا أخطأنا في هذه الحرب، ولكن ليس لدي أدنى شك كذلك أنه تم إضافة الكثير من الوقائع التي لم تكن القوات اللبنانية لها يد فيها، وتم اتخاذ قرارات ظنية ضدنا، واتهمنا اتهامات ليست في محلها، وتم حل الحزب وادخلوني السجن طوال الفترة الماضية'. واكد 'ان ليست هناك بينه وبين دمشق أي مشاكل، وإنما هناك مجموعة ملفات عالقة بين بيروتودمشق يجب حلها'، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء سعد الحريري هو الذي يتفاوض حالياً مع السوريين، وانه كان أول من شجّع الحريري على الذهاب إلى سورية، لأن السوريين لم يعطوه شيئاً، فهو حصل على رئاسة الحكومة بقوته هو وبأكثريته النيابية، و بالتالي يستطيع الذهاب إلى دمشق للتفاوض من منطق القوة'. القدس العربي سعد الياس