مصر،القاهرة:يقود المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي وقفة احتجاجية صامتة اليوم في وسط محافظة الإسكندرية الساحلية (240 كلم شمال القاهرة) للتنديد بما أسماه معارضون «البلطجة الأمنية بحق المواطنين الشرفاء، والتي كان آخرها مقتل الشاب خالد سعيد قبل أسبوعين». وتأتي هذه الوقفة بعد يوم من حصول البرادعي على حكم قضائي يقضي بإلزام الحكومة المصرية بالتصديق على توكيلات للمواطنين الراغبين في تفويضه بالعمل على إجراء تعديلات دستورية وقانونية في البلاد. وألزمت محكمة القضاء الإداري في محافظة الإسكندرية وزارة العدل المصرية أمس بتوثيق وإصدار توكيلات يفوّض فيها مصريون المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعمل على إجراء إصلاحات دستورية «تؤمن ديموقراطية سليمة» في البلاد. وألغت المحكمة قراراً لمصلحة الشهر العقاري التابعة لوزارة العدل كان قد اتخذ في وقت سابق ويقضي بمنع إصدار توكيلات للمواطنين لتفويض البرادعي. واختصم مدير «مركز نصار للقانون وحقوق الإنسان» المحامي أحمد نصار وزير العدل ورئيس مصلحة الشهر العقاري في دعوى قضائية طعن فيها بقرار المصلحة الامتناع عن توثيق التوكيلات للمواطنين. واعتبر نصار أن الحكم يعد «انتصاراً لدعاة التغيير والإصلاح»، مشيراً إلى أنه دليل على نزاهة القضاء المصري وحياده. وأكد ل «الحياة» أنه سيبدأ على الفور في خطوات جمع التوكيلات، لافتاً إلى أنه في حال طعنت الحكومة في الحكم الجديد «سنواصل نضالنا القضائي لانتزاع حقوقنا المشروعة». وقال: «القانون المصري يعطي الحق لأي مواطن في توكيل غيره في القيام بأي عمل أو اتخاذ قرار». في غضون ذلك، أعلن ناشطون معارضون في الإسكندرية أن اليوم الجمعة هو «يوم غضب» ضد ما اعتبروه «بلطجة أمنية بحق المواطنين الشرفاء»، في إشارة إلى حادث مقتل الشاب خالد سعيد الذي يقول معارضون إنه قُتل تحت وطأة التعذيب الأمني، لكن تقرير الطب الشرعي الذي صدر قبل يومين برّأ الشرطة من تهمة قتل الشاب الذي بات يعرف ب «شهيد الطوارئ» وأرجع التقرير وفاته إلى ابتلاعه «لفافة مخدر». وأعلنت المعارضة أنها ستنظّم وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة اليوم أمام مسجد سيدي جابر (وسط الإسكندرية) من المنتظر أن يقودها الدكتور البرادعي في أول تحرّك له في الشارع بهذا الشكل. ودعا البرادعي المصريين إلى المشاركة في «الوقفة الصامتة» للتضامن مع «ضحايا التعذيب»، معرباً عن أمله بأن تتناسب الوقفة مع جلالة الحدث. وأكد البرادعي في رسالة بعث بها إلى مناصريه على موقع «فيس بوك» أن «أي نظام لن يستطيع اعتقال شعب بأسره»، قائلاً: «لن نغيّر إلا إذا تحركنا جميعاً». ودعا المصريين إلى «أن يصنعوا مستقبلهم بأيديهم». ويأتي هذا النشاط في وقت منعت أجهزة الأمن أمس تظاهرة دعا إليها عدد من النشطاء والنواب المعارضين للتنديد بما سمّوه «تزوير» انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى بالتزامن مع أول جلسة للمجلس بعد اكتمال تشكيله. لكن عدداً من النواب وأعضاء في «الجمعية الوطنية للتغيير» التي أطلقها البرادعي لدى عودته إلى البلاد في شباط (فبراير) الماضي، تمكنوا من تنظيم وقفة احتجاجية أمام مجلس الشعب (وسط القاهرة) رفعوا فيها لافتات كتب عليها «باطل» مرددين هتافات بينها «حلف اليمين باطل .. التزوير باطل». واعتدى عناصر في الأمن على عضو الكتلة البرلمانية ل «الإخوان المسلمين» النائب علي لبن، فيما منعت الشرطة عدداً من النشطاء من الوصول إلى مقر التظاهرة ومن بينهم المنسقان السابقان لحركة «كفاية» الدكتور عبدالجليل مصطفى وجورج إسحاق وهما عضوان في «جمعية التغيير» في الوقت نفسه. في غضون ذلك، جرح عميد شرطة ومجند خلال مواجهات وقعت أمس بين أفراد في الشرطة وتجار في سوق الجمعة في منطقة التونسي بعد قطعهم طريق الأوتوستراد مدة ساعتين احتجاجاً على قرار محافظة القاهرة نقل السوق إلى خارج محيط القاهرة بعد اشتعال النيران فيه قبل يومين. ورشق التجار المحتجون أفراد الشرطة بالحجارة، فيما هاجم العشرات سيارة شرطة، ما أدى إلى تحطيمها. وأعتقلت الشرطة 15 شخصاً تمهيداً لعرضهم على النيابة للتحقيق معهم في شأن اتهامات ب «القيام بأعمال شغب ومقاومة السلطات وقطع طريق رئيسي». واندلع حريق هائل الثلثاء الماضي في سوق منطقة التونسي في منطقة السيدة عائشة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات. الحياة الجمعة, 25 يونيو 2010