فلسطين،رام الله:نعى متظاهرون فلسطينيون في بلدة بلعين غرب رام الله، القانون الدولي، وكتبوا على مجسم لميزان مالت إحدى كفتيه لصالح الاحتلال “الفاتحة على القانون الدولي”، وذلك بمناسبة مرور ست سنوات على قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن جدار الفصل العنصري، وبقاء ذلك القرار حبراً على ورق. وقمع الاحتلال التظاهرات الأسبوعية التي شهدتها الضفة الغربية بالتزامن مع المناسبة .وذكرت مصادر محلية في قطاع غزة أن الاحتلال استهدف بالقصف الجوي والمدفعي عدداً من الفلسطينيين شرق غزة ووسطها . وذلك في وقت قصفت زوارق الاحتلال مناطق خالية في مستوطنة “نتساريم” السابقة جنوب غرب غزة . في الوقت ذاته، كرر رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو دعوته السلطة لاستئناف المفاوضات المباشرة . وقال لخبراء في العلاقات الدولية في نيويورك إن القرار الذي أسماه “تجميد” الاستيطان لم يؤد حتى الآن إلى حمل الفلسطينيين على استئناف المفاوضات المباشرة. قوات الاحتلال تخنق قرار "لاهاي" حول الجدار بالغاز المدمع "الفاتحة على القانون الدولي"، هذا نص كتب على مجسم لميزان وضع في “نعش كرتوني” حمله المتظاهرون الفلسطينيون والمتضامنون الأجانب و”الإسرائيليون” خلال المسيرة الأسبوعية التي نظمت في قرية بلعين غرب رام الله، للمطالبة بتطبيق قرار محكمة لاهاي الدولية الداعي لإزالة جدار الفصل العنصري الذي تقيمه “إسرائيل” في الضفة الغربية . وحرص المشاركون في هذه المسيرة، على اظهار ميل إحدى كفات الميزان لصالح “إسرائيل”، على حساب الكفة الثانية له التي وضع فيها العالم كله، الأمر الذي دفع جنود الاحتلال الى قمع المتظاهرين من خلال إطلاق قنابل الصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة ثائر محمد (25 عاماً)، ومحمد ظاهر (20 عاماً) بقنبلتي غاز، واعتقال اثنين من المتضامنين الدوليين، فيما أصيب العشرات بالاختناق، إلى جانب احتراق مساحات من الأراضي الزراعية . وقالت وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تسيير الأعمال ماجدة المصري، التي شاركت في المسيرة برفقة عدد من الوزراء والمسؤولين الفلسطينيين “بعد مرور ست سنوات على قرار لاهاي، فإن “إسرائيل” تواصل إدارة الظهر للقرار والاستمرار في بناء الجدار والمستوطنات وتهويد القدس وحصار غزة”، معبرة عن أسفها لعدم ارتقاء الإرادة الدولية الى مستوى إلزام “إسرائيل” بالقرارات الدولية . وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن قرار محكمة العدل الدولية أكد أنه لا يمكن ل “إسرائيل”، بصفتها القوة المحتلة، هضم حقوق الشعب الفلسطيني في سبيل تحقيق أهدافها، مشيراً الى أن “إسرائيل” ما زالت تتصرف كدولة فوق القانون ولا يزال الجدار يتسبب بالضرر لحياة الفلسطينيين . وأضاف “إننا نشهد استعماراً في القرن الواحد والعشرين ممثلاً بمشروع الاستيطان “الإسرائيلي” في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث إن الجدار ما هو إلا واحد من أبشع مظاهر انتهاكات حقوق الإنسان كونه يفصل المزارع عن أرضه، ويمنع الأطفال من الوصول إلى مدارسهم، ويقطع أوصال العائلات بعضها عن بعض” . وتابع “هذا تسلط على الأراضي تحت غطاء الأمن ويهدف لتوسيع المستعمرات” . وأردف “ببساطة فان الجدار جزء من نظام مصمم على الاتجاه نحو الفصل العنصري، مطالبا المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته وفق القانون الدولي واحترام التزاماتهم كما هو منصوص عليه بقرار محكمة العدل الدولية: “مشروع الاستيطان بشكل عام، والجدار بشكل خاص، يهدمان حياة الشعب الفلسطيني والآمال لحل الدولتين” . وأكدت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين على لسان منسقها الإعلامي راتب أبو رحمه، ضرورة تنفيذ قرار فتوى محكمة لاهاي التي تشدد على ضرورة إزالة الجدار لعدم شرعيته، وطالبت المجتمع الدولي بتفعيل قرار “لاهاي” . في غضون ذلك، شهدت قرية النبي صالح شمال رام الله، مواجهات ساخنة أصيب خلالها مواطن فلسطيني واثنان من المتضامنين الأجانب خلال المسيرة الشعبية السلمية المنددة بالجدار والاستيطان في القرية . وأطلق جنود الاحتلال القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع باتجاه المسيرة، ما أدى إلى وقوع حالات اختناق بين المتظاهرين، فيما تم اعتقال ناجي محمد عبداللطيف التميمي واثنين من المتضامنين الأجانب، كما أصيب العديد من المتضامنين بجروح نتيجة الاعتداء عليهم . وفي منطقة بيت لحم، قمعت قوات الاحتلال مسيرتي المعصرة ووادي رحال المناهضتين للجدار والاستيطان . واعتدى المحتلون على المشاركين بالضرب، وأطلقوا الأعيرة المطاطية وقنابل الصوت والغاز، ما أدى إلى إصابة البعض بحالات اختناق من جراء استنشاقهم للغاز المدمع، وسط المطالبة بتنفيذ قرار محكمة لاهاي بإزالة الجدار، ودعوا لتوسيع الفعاليات الشعبية المناهضة للاحتلال والاستيطان والجدار .