القاهرة:شن وزير الداخلية المصري الحبيب العادلي هجوماً عنيفاً على جماعة الإخوان المسلمين، واتهمهم «بدعم مجموعات الإثارة والتحريض ... وإفساد جوهر العمل السياسي والديموقراطي بالإصرار على نهج كل ما هو غير شرعي». ويأتي هذا الهجوم متزامناً مع اجتماع لقادة أحزاب المعارضة المصرية مع المرشد العام لجماعة الإخوان الدكتور محمد بديع وعدد من أعضاء مكتب إرشاد «الإخوان» في محاولة لتوحيد صفوف المعارضة قبل الانتخابات البرلمانية التي تجري في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وقال وزير الداخلية المصري أمس «هم (الإخوان) مثّلوا دوماً عباءة لمجموعات العنف وبذوراً للتكفير والإرهاب». وكان الوزير يتحدث في حفلة تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة وقسم الضباط المتخصصين، بحضور الرئيس حسني مبارك وكبار رجالات الدولة. ووجه العادلي حديثه إلى الرئيس مبارك قائلاً «لقد حددتم سيادة الرئيس للوطن مسار الإصلاح والتنمية نحو المستقبل .. بسلام تحميه القوة .. واستقرار تعززه مؤسسات دستورية .. حذّرتم سيادة الرئيس من انعكاسات قد تعود بنا إلى الوراء من جراء خطوات غير محسوبة العواقب وشعارات ومزايدات لا تصنع حاضر الأمة ولا مستقبلها». وحذّر من «مخاطر التحريض على هدم كل ما هو اشتراعي .. ودفع الأمور نحو دائرة مفرغة من الفوضى والتشتت»، قائلاً: «ما بين التستر بالدين والديموقراطية أصبح الفصيل الرئيسي للتطرف الديني (الإخوان) حاضناً لكل من يجنح للإثارة وطمس الحقائق وخرق الشرعية .. وهم (الإخوان) الذين مثّلوا دوماً عباءة لمجموعات العنف وبذوراً تنبت التكفير والإرهاب». وقال: «ليس صحيحاً أو صدقاً .. سعيهم (الإخوان) للتوافق مع مسار وطني عام .. فهم على تراثهم يُملُون شروطهم على كل من يهرول إليهم، تتلوّن منطلقاتهم ولا تتبدل أهدافهم . يحاولون بدعمهم لمجموعات الإثارة والتحريض .. إفقاد اليقين والثقة، والنيل من كيان الدولة وإهدار الاشتراعية الدستورية وإفساد جوهر العمل السياسي والديموقراطي .. بالإصرار على نهج كل ما هو غير اشتراعي». وفي محاولة لوأد إشاعات انطلقت خلال الأيام الأخيرة في شأن حالته الصحية، قام الرئيس مبارك عقب حضوره احتفال تخريج دفعة جديدة من طلاب الشرطة بجولة ميدانية في مطار القاهرة، افتتح خلالها مشاريع جديدة. في غضون ذلك، خلص اجتماع عقد أمس بين مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع وعدد من قادة أحزاب ونشطاء المعارضة إلى ضرورة التنسيق والتشاور خلال الفترة المقبلة التي تسبق انتخابات مجلس الشعب والسعي نحو انهاء حال الطوارئ المعمول بها في البلاد منذ اغتيال الرئيس الراحل انور السادات على يد متشددين في عام 1981. وترأس الاجتماع الذي استمر لنحو ثلاث ساعات بديع في حضور عدد من قادة الاخوان و35 من ممثلي المعارضة أبرزهم كل من رئيس حزب الجبهة الديموقراطية الدكتور اسامة الغزالي حرب والامين العام في الحزب نفسة مارجريت عازر ورئيس حزب العمل (المجمد) محفوظ عزام وعن حزب التجمع اليساري عضو المكتب السياسي انيس البياع والقيادي في حزب الوفد اشرف بلبع وعن الحزب العربي الناصري طارق العاشري والغد شادي طه والمنسق العام لحزب الكرامة (تحت التأسيس) محمد بيومي، فيما تواجد اعضاء في الجمعية الوطنية للتغيير (اطلقها المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي) وفي مقدمهم المنسق العام استاذ العلوم السياسة الدكتور حسن نافعة والخبير القانوني يحيى الجمل والرئيس السابق لنادي القضاة في محافظة الإسكندرية الساحلية القاضي محمود الخضيري ومنسق حركة «كفاية» عبد الحليم قنديل وعدد من نشطاء المعارضة. واتفق المجتمعون على ضرورة إنهاء حال الطوارئ والتصدي لظاهرة التعذيب والتعاون الجاد للتصدي للفساد وفضح التزوير في الانتخابات وتفعيل آليات الرقابة الشعبية على العملية الانتخابية. الحياة أحمد مصطفى