واشنطن:كشف الأدميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، أن لدى الجيش الأميركي خطة لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، إلا أنه أضاف أن تلك الضربة ربما ليست الحل الأفضل لمواجهة طهران. وجاء ذلك بينما حذر مسؤول رفيع في الحرس الثوري الإيراني من أن أمن المنطقة سيتعرض للخطر لو قام الأميركيون «بأي مغامرة»، مؤكدا أن أمن الخليج «إما للجميع وإما ليس لأحد». وفي غضون ذلك رفضت طهران عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما الإفراج عن الرهائن الأميركيين الثلاثة، مؤكدة أن الرهائن يخضعون للتحقيق حول احتمال قيامهم بأعمال ضد الأمن القومي للجمهورية الإسلامية. وقال الأدميرال مولن إن لدى بلاده خطة لضرب إيران، واصفا طموحات إيران لتطوير سلاح نووي بأنها «غير مقبولة». ولم يوضح المسؤول الأميركي تفاصيل تلك الخطة، إلا أنه حذر من أن ضرب الجمهورية الإسلامية ستكون عواقبه وتفاعلاته في الشرق الأوسط غير مضمونة. وأكد الأدميرال في مقابلة مع تلفزيون «إن بي سي» أن حصول إيران على أسلحة نووية سيهدد المنطقة، لكنه رفض أن يوضح إن كانت قنابل إيران النووية أكثر مغامرة من ضربة أميركية أو العكس. وأضاف أن ضرب إيران «يظل خيارا موجودا ليستعمل عند الحاجة إليه». وجاء ذلك بينما تعمل الولاياتالمتحدة على تفعيل الدرع الصاروخية جنوب أوروبا كجزء من تعزيز الجهود الدولية لبناء الدفاعات لمواجهة الصواريخ الإيرانية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين في البنتاغون عن أنهم بصدد إكمال اتفاق لإنشاء محطة رادار أرضية مهمة، ربما في تركيا أو في بلغاريا، وسيجعل إنشاء هذه المحطة الدرع الصاروخية فاعلة العام القادم. ويتزامن ذلك مع الجهود العسكرية الأميركية للعمل مع إسرائيل والحلفاء في المنطقة لبناء أو تحسين قدراتهم الدفاعية الصاروخية. وأنشأت الولاياتالمتحدة محطة رادار أرضي في إسرائيل عام 2008، وتتطلع لإنشاء محطة ثانية في المنطقة. وبإمكان هذا الرادار من إعطاء إنذار مبكر مهمّ للغاية لأي صاروخ ينطلق من إيران، وبالتالي يعزز احتمالات إسقاطه. والدفاعات الصاروخية في أوروبا وإسرائيل ستكون منفصلة بعضها عن بعض، كما أنها في مراحل متفاوتة من التطوير، غير أنها جميعا صممت لقيادتها وإدارتها من قبل أو بمساعدة الجيش الأميركي. وعلى سبيل المثال فإن الرادار الذي أقيم في إسرائيل يشغل من قبل موظفين أميركيين، وهو جاهز مسبقا لأداء مهامه، كما أنه يغذي السفن البحرية الأميركية في البحر المتوسط بالمعلومات. ومن جانبه هدد مساعد الشؤون السياسية للقائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد يد الله جواني بأنه لو قام الأميركيون بأي مغامرة فإن أمن المنطقة سيتعرض للخطر، ومثلما تم التأكيد في السابق فإن «أمن الخليج للجميع أو ليس لأحد». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن المسؤول الإيراني: «لو أراد الأميركيون القيام بمغامرة ما فإن نطاقها يمكن أن يشمل المنطقة كلها»، مضيفا أن الخليج منطقة استراتيجية، «لو تعرض أمنها للخطر فإنهم يتضررون أيضا، وإن ردنا سيكون حاسما». وفي سياق متصل أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أمس أن الأميركيين الثلاثة الذين مر عام على اعتقالهم في إيران بعد «دخولهم بصورة غير شرعية»، يخضعون لتحقيق حول احتمال قيامهم بأعمال ضد الأمن القومي، بحسب ما أورد التلفزيون الإيراني الرسمي عبر موقعه الإلكتروني. وأعلن رامين مهمان باراست أن «الأميركيين الثلاثة تم توقيفهم لدخولهم الأراضي الإيرانية بصورة غير شرعية، وجريمتهم واضحة، وعليهم أن يمثلوا أمام القضاء». وأضاف مهمان باراست: «في المقابل، تجري السلطات المختصة تحقيقا بشأن احتمال توجيه اتهامات لهم كتنفيذ، أو النية في تنفيذ، أعمال ضد الأمن» القومي. وتابع مهمان باراست: «إنها مسألة قضائية بحتة»، مؤكدا أن إيران لن تخضع «للضغوط السياسية». ويأتي تصريح مهمان باراست بعد يومين من دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إيران إلى «الإفراج فورا» عن الأميركيين الثلاثة الذين تعتقلهم، قائلا إنهم لم يعملوا أبدا لحساب الحكومة الأميركية ولم يرتكبوا «أي جريمة مطلقا». محمد علي صالح طهران
