سريناغار:اندلعت مواجهات جديدة الثلاثاء خلال تظاهرات جرت في سريناغار العاصمة الصيفية للشطر الهندي من اقليم كشمير، واسفرت عن خمسة قتلى رغم الدعوة التي اطلقها رئيس حكومة المنطقة ذات الاغلبية المسلمة الى "كسر دوامة العنف".وقتل 44 شخصا على الاقل منذ بدء اعمال العنف في 17 حزيران/يونيو يوم قتل طالب في السابعة عشرة بيد قوى الامن في تظاهرة ضد الادارة الهندية. وهذه الاحداث هي الاكثر عنفا منذ عامين. ودعت باكستان جارتها الهند الثلاثاء الى التهدئة على لسان وزير خارجيتها شاه محمود قرشي الذي قال في بيان ان "على الحكومة الهندية ممارسة ضبط النفس". وتابع ان "باكستان قلقة كثيرا حيال تصاعد العنف ضد سكان كشمير والذي ادى الى خسائر في ارواح الابرياء". وافادت الشرطة ان آخر الضحايا هم ثلاثة شبان قتلوا الثلاثاء عندما فتحت القوى الامنية النار لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يرشقون الشرطة بالحجارة في مناطق مختلفة من سريناغار، بالرغم من منع التجول الصارم الذي فرضته السلطات بالامس. وقتل شخص رابع في كولغام (جنوب) عندما فتحت الشرطة النار على متظاهرين اثر احراقهم مركزا للشرطة، حسبما ذكر مصدر امني. واصيب شخص رابع بجروح طفيفة في عطلة نهاية الاسبوع في جنوب كشمير وتوفي متأثرا بجروحه في المستشفى. وبعد مقتل المتظاهرين في سريناغار طلبت آليات للشرطة مزودة بمكبرات للصوت، من السكان البقاء في بيوتهم موضحة انها اصدرت اوامر باطلاق النار على الذين يخالفون منع التجول. وقالت الشرطة بمكبرات الصوت ان "اي شخص يضبط وهو يخالف حظر التجول سيقتل". الا ان قوات الامن نفت ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان تكون امرت باطلاق النار فورا. وقتل الاثنين ستة اشخاص من بينهم طفل في التاسعة في مواجهات بين متظاهرين وقوى الامن بحسب الشرطة وشهود. وتوجه رئيس حكومة كشمير الهندية عمر عبد الله الاثنين الى نيودلهي لعقد اجتماع طارئ مع الحكومة الفدرالية. وصرح عبد الله في لقاء صحافي بعد اجتماعه برئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ وعدد من الوزراء "مع الاسف اننا عالقون في دوامة عنف ادت فيها التظاهرات الى الهلاك، ما ادى الى تظاهرات جديدة وضحايا جدد". وتابع "علينا كسر هذه الدوامة"، مشيرا الى ان مشكلة كشمير "سياسية" في المقام الاول. وارسلت الحكومة الفدرالية تعزيزات اضافية من 1500 عنصر من القوات شبه العسكرية، بناء على طلب عمر عبدالله، بهدف فرض احترام منع التجول الذي يتجاهله السكان الى حد كبير حتى الان. واثار سقوط ضحايا جدد الى خروج حشد ضخم الى شوارع سريناغار حيث تعالت الهتافات ضد الهند فيما نقل جثمان احد الضحايا على حمالة. ومنع صحافيون يحملون تصريحا بالتنقل بالرغم من منع التجول من متابعة الموكب بعدما اطلقت القوات العسكرية طلقات تحذيرية بحسب صحافي في وكالة فرانس برس. ويشهد الشطر الهندي من كشمير منذ عشرين عاما تمردا ضد الادارة الهندية اسفر عن مقتل اكثر من 47 الف شخص، غير ان اطلاق عملية سلام عام 2004 مع باكستان التي تسيطر على الشطر الثاني من الاقليم الواقع في جبال الهيمالايا ادى الى الحد من العنف. وشكلت السيطرة على الاقليم سببا لحربين من ثلاث اندلعت بين الهند وباكستان منذ 1947. وتحمل نيودلهي مسؤولية انتعاش العنف لمتطرفين باكستانيين. غير ان الكثير من السياسيين المحليين يعتبر ان يأس الشباب حيال مستقبلهم هو ما يشعل الوضع. وتضم المنطقة 12 مليون نسمة من بينهم 400 الف شاب عاطل عن العمل. وتشكل ولاية جامو وكشمير الولاية الوحيدة في الاتحاد الهندي حيث الاكثرية من المسلمين. وتطالب احزاب مناصرة للهند بحكم ذاتي للمنطقة، فيما يسعى الانفصاليون المعتدلون الى استقلالها، بينما يريد المتشددون ضمها الى باكستان.