تضاربت الأقوال حول مصدر الصواريخ التي سقطت على مدينتي إيلات والعقبة ، أكدت مصادر أردنية أن سيناء المصرية مصدر القصف وفي الحال وكما هو سائد نفت مصر دون تحري أو تدقيق هذه الأخبار ووصفتها بالمزاعم ، لكنها وكالعادة أيضاً تراجعت بل وألصقت هذه الأعمال بالمحاصرين في قطاع غزة ، تارة بالتحديد أنها حركة حماس كما جاء على الموقع الالكتروني لجريدة اليوم السابع المصرية في الرابع من شهر أغسطس الجاري ، وتارة أخرى بالتعميم بأنها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وهو ما صدر عن وكالة أنباء الشرق الأوسط ، أيضاً وكالعادة نسب الخبر لمصدر وهمي يسمى عادة بالمصدر الأمني ، في هذه الأحداث يكون من الصعب تحديد الفاعل ، لكن من اليسير والسهل تحديد من المستفيد، وهنا وكما يقولون مربط الفرس ، من المستفيد من إطلاق صواريخ من الأراضي المصرية على مدينتي إيلات والعقبة ؟ هل حماس وشعب غزة المحاصر منذ أربع سنوات ؟ وهل وصلت حماس لهذه الدرجة من البساطة والسذاجة بل والمقامرة لتقوم بهذا العمل من الأراضي المصرية وهي تعي أن النتائج وخيمة وأن العلاقة مع مصر متوترة بما فيه الكفاية وأن اللوبي الصهيوني المنتشر في بعض المؤسسات المصرية على قدم وساق لتوظيف كل الأحداث وإلصاق كل التهم سابقة التجهيز بحماس ومن يناصر حماس ؟ وكيف دخلت هذه الصواريخ ومنصات إطلاقها لأرض سيناء وأين الأجهزة الأمنية المسيطرة على كل كبيرة وصغيرة في المنطقة وتستخدم الرصاص الحي وفوراً ضد من يتحرك على الحدود ؟ أم أن الفاعل المستفيد هو من يريد إحكام الحصار وتعطيل الإعمار وتجميد المصالحة ووقف تبادل الأسرى بل وإرباك الملف الفلسطيني بجميع أوراقه بل والمنطقة العربية ، لتتحول الأنظار بعيداً عن الجرائم الصهيونية التي ترتكب يومياً في حق الشعب الفلسطيني من توسع الاستيطان والتهويد العلني للقدس وباقي الأراضي الفلسطينية "راجع ما تم في قرية العراقيب بالنقب وما تم على الحدود الفلسطينية اللبنانية" هذا الفاعل المستفيد يعي جيداً النفسية والخلفية التي تهيمن على عقل النظام الحاكم في مصر ، هذا الفاعل المستفيد يرتب لخلط الأوراق وتبديل الأدوار ليكون الشقيق مكان العدو ويكون العدو مكان الصديق بل والترتيب لحرب جديدة ضد لبنان وسوريا وحماس وإيران ، الفاعل المستفيد يعي جيداً العقلية المستبدة والفاسدة للنظم الحاكمة بالمنطقة خاصة دول الجوار التي من الممكن أن تضحي بكل شئ إلا مقاعد الحكم ، ومقاعد الحكم تستمد شرعيتها من هناك بعيداً عن الإرادة الشعبية ، لذا من المتوقع إلصاق التهم سابقة التجهيز بحماس والفصائل الفلسطينية بل ببعض فصائل المعارضة المصرية و العربية ، لضرب كل العصافير بحجر واحد. *مدير المركز المصري للدراسات والتنمية