واشنطن:ذكرت مصادر استخباراتية أمريكية أن لدى واشنطن قناعة شبه تامة بأن عنصرا في تنظيم القاعدة يدعى عدنان شكري جمعة كان قبل سنوات شخصية مغمورة في التنظيم، قد تمكن من التقدم في سلم القيادة بحيث يتولى حالياً الكثير من المهام الأمنية.وقالت المصادر إن جمعة، وهو من مواليد السعودية وعاش لفترة في الولاياتالمتحدة، بدأ مشواره مع القاعدة في معسكرات تدريب عادية، قبل أن يتسلق السلم ليتولى حالياً منصب المشرف العام على كامل العمليات الخارجية حول العالم، ما دفع الأجهزة الأمنية لرفع تصنيفه إلى "خطير للغاية." وقال براين لوبلان، وهو عنصر تحقيقات خاصة في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI: "على غرار كل النشاطات الأخرى، يمكن للمرء التقدم داخل القاعدة، ونعتقد أنه بات اليوم قائد عمليات التنظيم." وأضاف لوبلان: "جمعة قد لا يأتي للولايات المتحدة لشن هجمات على أراضيها، ولكنه يقبع في خارجها للتخطيط لهجمات مماثلة، ما يجعله فعلياً أكثر خطراً من المنفذين." وكشف لوبلان أنه تعرف على جمعة ودوره القيادي في تنظيم القاعدة عن طريق الصدفة، بعد أن عمل على تحليل بيانات التحقيقات الخاصة بمحاولة تفجير قطارات الأنفاق في نيويورك قبل أشهر، التي اعتقل على خلفيتها كل من نجيب الله زازي وزارين أحمد زاي. وذكر لوبلان أن ما توفر لديه من معلومات يشير إلى أن المتهمين اللذين أقرا بأنهما كانا يعتزمان تفجير نفسيهما تلقيا على الأرجح أوامرهما من جمعة المتمركز في مكان سري يقع بالمنطقة القبلية عند الحدود بين أفغانستان وباكستان. وأضاف: "جمعة هو من أقنعهما بالعودة إلى الولاياتالمتحدة والتحضير للعملية." أما والدة جمعة، التي طلبت من CNN عدم كشف اسمها، فقد نفت تورط ابنها في نشاطات إرهابية، وقالت إن المخابرات الأمريكية تخطط لاستخدامه ككبش محرقة. وقالت والدة جمعة: "من يتحدثون عنه ليس ابني، فابني ليس شخصاً عنيفاً، بل هو إنسان لطيف وكريم." وأضافت أنها تحدثت إليه للمرة الأخيرة في الحادي عشر من سبتمبر، بعد وقوع الهجمات بالولاياتالمتحدة، وقالت إنه اتصل بها عبر الهاتف وسألها عمّا إذا كانت قد سمعت الأخبار، وقال لها: "إنهم يريدون اتهام المسلمين بهذا الأمر." ولفتت والدة جمعة إلى أنها دعته إلى تجنب العودة للمنزل، ولكنه رفض ذلك قائلاً إنه لا يخاف العودة لأنه لم يقترف أي خطأ. وعدنان شكري جمعة هو النجل الأكبر لإمام مسجد سعودي، وكان قد جاء إلى الولاياتالمتحدة في سن مبكرة مع عائلته، وتولى والده مهامه الدينية في مسجد بمدينة نيويورك بينما كانت العائلة تقطن في منزل مجاور قبل أن تنتقل إلى ولاية فلوريدا في العقد التاسع من القرن الماضي. وتلقى جمعة دروساً في الكيمياء وهندسة الكمبيوتر، وكان لمحاضرة مصورة ألقاها أمام زملائه في الفصل الدراسي الدور الأكبر في التعرف على شكله، ويقول لوبلان إنه عرض صورته على زازي فتعرف عليه على أنه الشخص الذي كان يقوده في تنظيم القاعدة. وتعتقد الاستخبارات الأمريكية أن جمعة تمكن من التقدم في هرمية تنظيم القاعدة بعد مقتل عدد كبير من الشخصيات القيادية الأساسية في التنظيم بغارات نفذتها طائرات دون طيار في مناطق القبائل، على رأسهم مصطفى أبو اليزيد، الذي كان يوصف بالقائد العام لتنظيم قاعدة الجهاد بأفغانستان.