عراقجي: مقابل كل ضابط أو عالم نفقده هناك المئات ممن يصطفون ليحلوا مكانه    مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون ترامب الضريبي    36 عرضا موسيقيا ومسرحيا تونسيا ومن عديد بلدان العالم في الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي من 11 جويلية إلى 13 أوت    سبيطلة: عرض ملحمي يجسد تاريخ "العبادلة السبعة" ضمن فعاليات الأيام الرومانية    وفاة المرأة التي اصيبت بطلقة "بارود " في افتتاح مهرجان الساف بالهوارية    تشلسي يتخطى بنفيكا برباعية و يضرب موعدا مع بالميراس في نصف نهائي كأس العالم    إنقاذ طفلة من الغرق في المنستير وتواصل البحث عن أخرى فقدت بسواحل قليبية    وسائل إعلام إيرانية.. المضادات الجوية تتصدى لمسيرات إسرائيلية صغيرة في شيراز    ليبيا.. أعيان مصراتة وطرابلس يدعون لحل التشكيلات المسلحة وإنهاء الانقسام    زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب باكستان    وزير الصحة يفتتح فضاء "الصحة والرفاه" بمركز رعاية الام والطفل بالملاسين    الخارجية الأمريكية تعلق على احتمال إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة الأسبوع المقبل    اضطرابات محتملة في رحلات لود قرقنة بسبب تقلبات الطقس    انقطاع جزئي للكهرباء بتاجروين    البحر مضطرب نهاية هذا الأسبوع...ونصائح للمصطافين بتوخي الحذر    بين الذهيبة وبن قردان ...أوراق لفّ «الزطلة»...في مكيفات هوائية    صفاقس... وفاة شخص وإصابة مرافقه في حادث انقلاب جرار فلاحي    رئيس الجمهورية يؤكّد: لا للوصاية... والشعب سيحبط كلّ المؤامرات    الشواطئ للناس الكلّ: تحذير من التعدّي على الملك العمومي البحري    احتياطي العملة الأجنبية    وزير الفلاحة يتفقد تقدم موسم الحصاد بجندوبة    كاس العالم للاندية.. بالميراس البرازيلي يزيح مواطنه بوتافوجو ويمر إلى ربع النهائي    يوم شراكة تونسي سعودي غرة جويلية 2025    عاجل/ وفاة المرأة التي اصيبت في مهرجان الساف والغاء جميع الانشطة الاحتفالية المتبقية..    العداء عبد السلام العيوني ثانياً في سباق 800 متر بملتقى مونجيرون الفرنسي    المنستير: انتهاء أشغال بناء مركز تصفية الدم بطبلبة    الخطوط التونسية تعلن عن تعديلات في مواعيد بعض الرحلات نتيجة إضطرابات في حركة الطيران    وزير التجهيز والاسكان يعطى اشارة انطلاق عدد من المشاريع ويتابع تقدم انجاز احد اكبر الجسور على وادى مجردة    عاجل/ هذا ما تقرّر ضد أجنبيين أدخلا شحنة مخدّرات الى تونس    الترجي الجرجيسي يواصل تعاقداته في الميركاتو    كأس العالم للأندية: باريس سان جيرمان يواجه إنتر ميامي وبايرن ميونخ يصطدم بفلامنغو    عاجل_للتونسيين : أوقات قطارات الخطوط البعيدة خلال الصيف    الهلال السعودي يتلقى ضربة موجعة قبل لقاء مانشستر سيتي    عاجل/ استشهاد 66 طفلا في غزة بسبب الجوع    زغوان: تجميع 550 ألف قنطار من الحبوب وتقدم موسم الحصاد بنسبة 80 بالمائة    الأطباء الشبان يلوحون بالانسحاب من المستشفيات انطلاقا من غرة جويلية القادم    رابطة البطولة الفرنسية لكرة القدم تعلن جدول ومواعيد مباريات الموسم الجديد (2025-2026)    غدا الاحد...حملة نظافة واسعة بشاطىء رواد للحد من مظاهر التلوث والسلوكات المضرة بالبيئة    عاجل/ العثور على طفل مشنوق داخل إسطبل    وزارة الصحة: زرع الكلى باش يجي للجهات زادة    غدا الاحد....لقاء افتراضي توعوي حول الاصابات الفموية والهضمية حول مرض التصلب الجلدي (السكليروديرما)    السيزيام: نتائجك توصلك في SMS قبل الكل!    زلزال قوي يهز جنوب الفلبين وما ثماش تسونامي    ارتفاع نسبي في الحجوزات السياحية داخل تونس وخارجها رغم الغلاء    للتذكير: من السبت للأحد.. شارع الحبيب بورقيبة للناس موش للكراهب    غلطة في تطييب المقرونة ينجم يطلعلك السكر...كيفاش؟    سخانة الصيف: وقتاش تخرج ووقتاش تبقى في الدار؟    جبل الأحمر: 36 سنة سجناً لزعيم شبكة تهريب وترويج مخدرات    أعلام الثقافة والإعلام في «حكايات درويش» على الوطنية 1    من زاوية أخرى ...بين «قرطاج» و«أوذنة» التاريخية صراع العروض «الراقية» و«الشعبية»    القصرين: مهرجان الشعانبي الدولي للمسرح المعاصر أمسيات شعرية وعروض مسرحية    وزير النقل يدعو للإسراع في استكمال الصيغة النهائية لمشروع قانون تنظيم النقل البري    استبدال كسوة الكعبة مع بداية العام الهجري    تحب تعمل حفلة الباك ولا العرس؟ هاني باش نقولك كيفاش تتحصل على رخصتك !    خطبة الجمعة... الهجرة النبوية... دروس وعبر    ملف الأسبوع... كَرِهَ عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ، وَطَلَبَ الدِّينَ فِي الْآفَاقِ.. وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ... أوّل المؤمنين بعد خديجة    ما هي الأشهر الهجريَّة؟...وهذا ترتيبها    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصطفى البرغوثي:الابقاء على الديموقراطية الفلسطينية ضرورة وطنية لكنها تموت ببطء
نشر في الفجر نيوز يوم 07 - 08 - 2010

img height="100" width="120" align="left" src="http://www.alfajrnews.net/images/iupload/albarghuthimustafa.jpg" style="" alt="واشنطن:نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للدكتور مصطفى البرغوثي، الامين العام للمبادرة الشعبية الفلسطينية، قال فيه ان السلطة الفلسطينية الغت الانتخابات البلدية التي كانت مقررة في أواخر الشهر الماضي، واصدرت بيانا قالت فيه ان الالغاء كان بهدف "تمهيد الطريق امام انهاء الحصار على غزة ولخدمة الجهود المتواصلة من اجل تحقيق الوحدة" بين "حماس" التي" /واشنطن:نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للدكتور مصطفى البرغوثي، الامين العام للمبادرة الشعبية الفلسطينية، قال فيه ان السلطة الفلسطينية الغت الانتخابات البلدية التي كانت مقررة في أواخر الشهر الماضي، واصدرت بيانا قالت فيه ان الالغاء كان بهدف "تمهيد الطريق امام انهاء الحصار على غزة ولخدمة الجهود المتواصلة من اجل تحقيق الوحدة" بين "حماس" التي
تسيطر على قطاع غزة والحكومة القائمة في الضفة الغربية.
واضاف البرغوثي ان "الغاء الانتخابات كان غير مبرر وغير قانوني وغير مقبول. وقد تسبب في الحاق الضرر بالحقوق الديموقراطية، وعَرض مصالح الشعب الفلسطيني للسخرية.
فهذه القضية ابعد كثيرا من كونها قضية فلسطينية داخلية. ولن يقوم سلام دائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين الا على اساس تسوية تتفاوض عليها ديموقراطيتان – هكذا كانت الاوضاع في اوروبا، وهي كذلك في الشرق الاوسط.
كان النضال الفلسطيني من اجل الديموقراطية طويلا ومرهقا. فقد نجحنا رغم كل العوائق في بناء مجتمع مدني مذهل لنتخطى القهر الذي يسببه الاحتلال الاسرائيلي ولنملأ الفراغ الذي خلفه عدم وجود حكومة مركزية. وأقمنا انظمة صحية وتعليمية غير حكومية و17 جامعة والالاف من منظمات المجتمعات المحلية. بل اننا انشأنا هيئات شعبية وبرامج تأهيل للمواطنين المعاقين، وهو ما حظي باعتراف عالمي.
بينما استخدمت الحكومة الاسرائيلية الخداع في الحديث عن الديمقراطية الفلسطينية فيما كانت تقوم في الوقت ذاته بالقضاء على المبادرات التي انتجت ما لا يعجبها. وفي العام 1976 عرض رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك شمعون بيريز قيادة محلية وهمية باقامة انتخابات بلدية كان الهدف منها تمييع سلطة منظمة التحرير الفلسطينية.
لكن المفاجأة بالنسبة الى بيريز كانت ان 90 في المائة من الفلسطينيين ادلوا باصواتهم لصالح منظمة التحرير الفلسطينية وللقوائم الانتخابية التي تدعو الى الاستقلال. ولم يمض اكثر من عامين حتى قامت الحكومة الاسرائيلية – التي تدعي لنفسها بانها النموذج المثالي للديموقراطية – بابعاد الناجحين في الانتخابات وحل المجالس.
وكنا نأمل في ان نحصل مع انشاء السلطة الفلسطينية في التسعينات على ديموقراطية حقيقية. الا اننا اضطررنا الى تحمل تقلبات حادة بين انتخابات شعبية ناجحة وجهود بعضها من عندنا وبعضها من الخارج لسحق مؤسساتنا الديموقراطية الهشة. وانتظر الفلسطينيون حتى العام 1996 للادلاء باصواتهم في أول انتخابات برلمانية في تاريخ فلسطين لانتخاب اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني. ولا أزال اذكر تلك الابتسامة على وجه سيدة في السبعينات من العمر اسمها فاطمة وهي تقول لي "هذه هي المرة الاولى في حياتي التي ادلي فيها بصوتي".
لكن تلك الفرحة لم تكتمل. اذ كان علينا ان ننتظر عشر سنوات اخرى حتى العام 2006 لاجراء انتخابات برلمانية مرة اخرى. ورغم ان العالم امتدح هذه الانتخابات التي وصفها الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر بانها "صادقة ونزيهة وامينة"، فان اسرائيل او معظم الدول الغربية لم تقر بها لان نتائجها لم تعجبهم: اذ سيطرت "حماس" على غالبية المقاعد.
بل انه حتى عندما تمكن الفلسطينيون من اقامة حكومة وحدة وطنية، كانت تمثل 96 في المائة من الناخبين الفلسطينيين، بقينا تحت الحصار. وقد اسهم ذلك في النزاع المطول بين "فتح" و"حماس" ما ادى
الدكتور مصطفى البرغوثي
الى انقسام داخلي بين الضفة الغربية وغزة في العام 2007. كما ان ذلك ادى الى الغاء انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني التي كان يفترض اجراؤها في كانون الثاني (يناير).
وعلى المرء ان ينظر الى قرار السلطة الفلسطينية الغاء الانتخابات البلدية التي كانت مقررة في 17 تموز (يوليو) ورغبة الولايات المتحدة والحكومات الغربية في المشاركة في ابطال المسيرة الديموقراطية ضمن هذا المفهوم.
ويتفق معظم الفلسطينيين على استحالة عقد انتخابات رئاسية ونيابية قبل رأب الصدع بين الضفة الغربية وغزة. ومرد ذلك على وجه التحديد هو ان جميع الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الفلسطينية، باستثناء "حماس"، اقرت باهمية عقد انتخابات بلدية في الوقت المقرر لها. وكان البديل الوحيد لذلك هو قيام سلطة تنفيذية بتعيين مجالس محلية جديدة، وهو ما لا تقره منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي فانها تحرم الشعب من حق اختيار ممثليه.
وكنا ننظر الى الانتخابات المحلية كوسيلة للحفاظ على بذور المبادئ والانظمة الديموقراطية قائمة رغم الخلافات الداخلية التي تدور في حلقة مفرغة. فالانتخابات البلدية التي يجري فيها التنافس بطريقة اصولية ستكون وسيلة لتذكير كل سلطة انها مسؤولة امام الشعب. كما ان الهدف منها الدعوة لاستخدام اساليب غير عنيفة لحل الخلافات الداخلية، بمنح الفلسطينيين الفرصة للاعراب عن مصالحهم عبر الاساليب الديموقراطية بدلا من استخدام القوة.
لكن حكومة "حماس" حرمت الناخبين من التسجيل في غزة، وبذا اوقفت مسيرة الانتخابات. وفي بداية الامر قرر المسؤولون في السلطة الفلسطينية وهم على حق في ذلك اجراء الانتخابات في الضفة الغربية وشرحت مطولا ان ذلك لا يتعارض مع جهود المصالحة. الا انه ما لبث ان اتضح انه رغم ان "حماس" ستقاطع الانتخابات، فان "فتح" ستواجه منافسة قوية من الاحزاب الديموقراطية المستقلة. وقد اتضح ذلك في كل المدن الرئيسة، بما فيها الخليل ورام الله وطولكرم.
ومع ذلك فقد بدا حتى اعلان الالغاء في 10 حزيران (يونيو) ان الانتخابات ستنطلق في مسارها كما هو مقرر لها. فقد استمرت عملية تسجيل الناخبين الا ان الحكومة في الضفة الغربية اعلنت قبل دقائق من اغلاق قوائم الناخبين انها اجلت الانتخابات الى اجل غير مسمى.
وهكذا فانه في الوقت الذي اعلنت فيه الحكومة في غزة منع اجراء الانتخابات المحلية، فان الحكومة في الضفة الغربية الغتها. وتسبب ذلك في حيرة كبيرة بين ابناء الشعب الذين لم يصدقوا بيانات السلطة الفلسطينية من ان الانتخابات الغيت من اجل المصالحة الفلسطينية.
وهذا بالطبع يثير تساؤلات مهمة حول معنى "بناء الدولة". الا يعني ذلك اكثر من مجرد مشاريع بناء جديدة، ومبان حكومية واسعة، واجهزة امن اوسع؟
اليس في ذلك درس نستوحيه من الدول الفاشلة في انحاء العالم بان المهم اكثر من غيره هو انشاء مؤسسات ديموقراطية تمثيلية ومشروعة؟ لا ريب في ان هذا جانب مهم في اسباب نجاح الهند والبرازيل، بينما ساد الفشل في الصومال وافغانستان وغيرهما.
ولا يجوز لاسرائيل ان تستخدم القصور في ديموقراطيتنا لمواصلة قهر الفلسطينيين في الاراضي المحتلة. فهذه الممارسة الوحشية الاسرائيلية تهدف الى توفير اعذار في ما يتعلق بمشاركة اسرائيل في تدمير ديموقراطيتنا، في الوقت الذي تقوم فيه بغسل جرائمها الاوسع نتيجة الاحتلال.
الفلسطينيون لا يريدون دولة بالاسم فحسب، لها علم ونشيد. لكننا نريد دولة ذات سيادة، وليس تجمعات سكانية متفرقة. نريد دولة ديموقراطية نستطيع فيها اختيار قادتنا وحكومتنا. ولا نريد تعيينهم من قبل الدول الاجنبية التي تدعي انها تعمل باسمنا. فالدولة الحقيقية تحتاج الى اناس يعيشون في حرية وازدهار وبكرامة وحقوق كاملة وليس دسائس متواصلة من طرف او اخر تقوم بتخريب هذه المسيرة. ولا تؤدي مثل هذه المناورات الا الى سحق الحقوق الديموقراطية الفلسطينية وانتكاس قضية السلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.