بسم الله الرحمن الرحيم شهدت مدينة بن قردان التونسية الحدودية اضطرابات وحركة غضب شعبي واسع على إثر غلق معبر راس جدير في وجه السلع المتجهة إلى تونس، وما أثار غضب المواطنين وضاعف من شعورهم بالظلم ما تناهى اليهم- وأكدته الجهات الليبية- من أن غلق المعبر الحدودي كان بطلب من السلطات التونسية، إضافة إلى ما تناقلته بعض المصادر من أنّه تمّ إرضاء لبعض العائلات المتنفذة والمستفيدة .علما وأنّ هذا المعبر يُعد ّمصدر الرزق الرئيسي في تلك المناطق الحدودية، التي تفاقمت فيها البطالة بما في ذلك بطالة أصحاب الشهادات الجامعية. وفي مواجهة المطالب المشروعة للمواطنين عمدت السلطة الى قمع تلك الاحتجاجات بالعنف الشديد، فاعتقلت العشرات من الشباب واعتدت على عائلاتهم، كما تعرضت العديد من المحلات الى النهب والتخريب. و أمام اتساع الاحتجاجات ومشاركة كل الفئات تم إعادة فتح المعبر دون الغاء التعريفة الجمركية المجحفة، مما جعل الجهة تعيش حالة احتقان يعبر خلاله المواطنون عن خشيتهم من انقطاع مصادر عيشهم وعن استنكارهم من عدم الغاء التعريفة العالية من جهة، كما يطالبون بمحاسبة الاعوان الذين اعتدوا على العائلات والممتلكات من جهة ثانية. لقد أثبتت الأحداث الأخيرة، على غرار انتفاضة الحوض المنجمي سوء الأوضاع المعيشية التي يعاني منها المواطنون وتفشي البطالة وتفاقم التفاوت بين الجهات وذلك في الوقت الذي تنتشر فيه المحسوبية والرشوة وتسيطر فيه بعض العائلات و الأطراف المتنفذة على مقدرات البلاد ظلما. إن حركة النهضة وهي تتابع عن كثب الأحداث في الجنوب التونسي تؤكد: أولا: مساندتها لمواطني بن قردان في تحركهم و مطالبهم المشروعة ، وتدين بكل شدة ما تعرضوا له من اعتقال ومداهمات وسوء معاملة للعائلات،وتطالب بوضع حدّ لهذه الممارسات القمعية ومحاسبة مقترفيها. ثانيا: تعتبر أن السبب الحقيقي لهذه الانفجارات الشعبية هوانعدام التوازن بين الجهات وتفشي الفقر والبطالة فيها ما يستدعي اتخاذ اجراءات تنموية سريعة تعالج الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة وتطمئن المواطنين على حاضرهم ومستقبلهم . ثالثا: تؤكد أنه لا استقرارحقيقيا ولا اطمئنان على حاضر البلاد ومستقبلها ما لم يتمّ الإقلاع عن التعاطي الأمني مع تحركات المواطنين ومطالبهم واحترام إرادتهم و تطلعاتهم للحرية والعدالة الاجتماعية. حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنوشي لندن في 16 رمضان الموافق 25 أوت 2010