الخليل:أكدت عائلة فلسطينية تعرضها للضرب المبرح على أيدي أفراد من الأمن الوطني الفلسطيني أثناء محاولة اعتقال أحد أفرادها، على خلفية إلقائه خطبة الجمعة، قرب مدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية.وأكدت مؤسسات حقوقية وقوع عملية الضرب وسب الذات الإلهية، مشيرة إلى أن الضرب طال نساءً وأطفالا دون سن الثانية أدخل بعضهم إلى المستشفى، مطالبة بعدم السكوت على هذا الاعتداء. ووقعت الحادثة يوم الجمعة الماضي، حيث حضرت قوة عسكرية إلى منزل المواطن أحمد ناجي عمرو (68 عاما) قرب الخليل لاعتقاله بعد إلقائه خطبة الجمعة في أحد مساجد البلدة، حسب ما أفاده نجله أيمن عمرو. وقال أيمن، وهو من بلدة دورا جنوب الخليل، إن قوة من الأمن الوقائي حضرت لاعتقال والده، وتم التفاهم معها على الانتظار حتى يرتدي ملابسه، لكن بمجرد خروجه سارع أفرادها إلى مهاجمته ومهاجمة البيت وأفراد العائلة بالضرب المبرح، مستخدمين العصي الخشبية والبلاستيكية. وأضاف أن عناصر من الأمن الوقائي حاولوا ثني عناصر الأمن الوطني عن المضي في ضرب أفراد العائلة والنساء والأطفال، لكنهم لم يفلحوا، وتعرض بعضهم للضرب، موضحا أن أفراد الأمن الوطني استخدموا ألفاظا نابية وسبوا الذات الإلهية خلال اقتحام المنزل. 12 مصابا وفي حديثه عن ضحايا الاعتداء، قال أيمن إن 12 من أفراد العائلة، بينهم والدته وأشقاؤه وأقاربه، أصيبوا بكدمات ورضوض في الظهر والرأس خلال اقتحام المنزل ونقلوا إلى المستشفى الأهلي في الخليل لتلقي العلاج. وطالب عمرو السلطة الفلسطينية برد الاعتبار للعائلة عشائريا وقانونيا، مضيفا أنها "لن تسكت على ما تعرضت له".وعلمت الجزيرة نت أن أوساطا رسمية في السلطة الفلسطينية أبدت اهتمامها بما جرى، وتم على الفور الإفراج عن سبعة أشخاص اعتقلوا على خلفية الحادثة. من جهتها، انتقدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان استخدام القوة ضد أفراد عائلة عمرو، وأكدت أنه "لا يمكن السكوت على ما جرى".وأكد الباحث الميداني في الهيئة إسلام الخطيب أنه زار العائلة ووثق شهادات أفرادها حول ما جرى، مشيرا إلى أن الهجوم نفذته عناصر من الأجهزة الأمنية، معظمهما من الأمن الوطني. وأضاف أنه تم استعمال الهريّ والضرب العشوائي والقوة المفرطة ضد السكان وبينهم السيدة رسمية عمرو (57 عاما) التي أصيبت برضوض، كما أن الاعتداء لم يسلم منه طفل في الثانية من عمره. وأكد الخطيب استنادا إلى الإفادات التي حصل عليها أن أفراد الأمن الوطني شتموا أفراد العائلة وسبوهم بألفاظ نابية ومهينة، كما سبوا الذات الإلهية، مشيرا إلى أن كل ذلك مخالف للقانون ويعاقب عليه. أخذ العبر أما الرواية الرسمية فتختلف بعض الشيء عن الروايتين السابقتين، فقد قال مسير أعمال محافظ الخليل سمير أبو زنيد، إن قوة أمنية توجهت إلى منزل مواطن من عائلة عمرو، فتعرضت للرشق بالحجارة من قبل الأهالي الذين حاولوا منع الدورية من اعتقال الشخص المطلوب للاستجواب. وأضاف المسؤول الفلسطيني أن اشتباكا -وليس إطلاق نار- وقع بعد الاعتداء على الدورية الأمنية من ذوي الشخص المطلوب استجوابه، ثم وقع الضرب وانتهى الأمر باعتقال الشخص بهدف الاستفسار عن بعض المعلومات. وقال إن "البعض يحاول استغلال الموضوع" مشيرا إلى أن الفلسطينيين كانوا يواجهون الاحتلال أثناء الاعتقالات "لكن هؤلاء (عناصر الأمن) منكم وإليكم ولا يجوز أن نقاومهم بالاعتداء والحجارة والشتائم والإساءة إليهم، وعلينا التعاون معهم، لأن الأمن لا يعرف عواطف ومجاملات". وفي تعليقه على محاولة عناصر من الأمن الوقائي منع الأمن الوطني من الضرب قال أبو زنيد "الأمن الوطني هو الذي تعرض لاعتداءات وشتائم، وحدث اشتباك حسب التقرير الرسمي الذي وصلني". وأضاف "ما حصل انتهى وتمت تسويته" لكنه أكد أن القضية ستظل "قيد المتابعة لاستخلاص العبر من الموضوع".