أخيراً صار للمفاوضات المباشرة أجنحة، وصارت تطير من واشنطن إلى شرم الشيخ، وأريحا، وبغض النظر عن النتائج، فكل أطراف التفاوض مرتاحة، ومكتفية باستئناف المفاوضات بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية، التي يكفيها فخراً أن يقال عنها: إنها على قيد الحياة، وإنها الرقم الصعب! وهذا بحد ذاته نصر للسيد محمود عباس الذي أحرق كل السفن المؤدية إلى فلسطين، وأبقى على سفينة المفاوضات التعيسة، وحشر في بطنها كل الشعب الفلسطيني من مؤيد ومعارض، ومن راضٍ وغاضب. ومعنى ذلك؛ أننا شركاء في هذه المفاوضات رغم أنوفنا، وهذا ما يملي علينا أن نذكّر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بالمعلومات التالية؛ التي نشرتها منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم" استناداً إلى معطيات رسمية، وخرائط للجيش الإسرائيلي، والإدارة المدنية، ومراقب الدولة، وذلك لفائدتها الجمة لكل مؤيد للمفاوضات، وفائدتها القصوى لكل معارض. 1 أكثر من 42% من أراضي الضفة الغربيةالمحتلة تقع تحت نفوذ المستوطنات، على الرغم من أن هذه المستوطنات مقامة على واحد في المائة فقط من تلك الأراضي. ومعنى ذلك أن فكرة تبادل الأراضي المطروحة على طاولة المفاوضات ستتجاوز 1% كما يقولون. 2 تظهر الصور الجوية للمستوطنات من العام 2009، أن 21% من المساحات المبنية داخل المستوطنات هي ممتلكات فلسطينية ذات ملكية خاصة، وحوالي 66% هي أراضي دولة". وهذا يستحث الفلسطينيين للقول بعدم شرعية المستوطنات بالمطلق. 3 منذ خارطة الطريق التي نصت على تجميد البناء في المستوطنات سنة 2004، وحتى سنة 2009 ازداد عدد المستوطنين في الضفة 28%، وصاروا من 235 ألف نسمة إلى 301 ألف نسمة، دون مستوطني القدسالشرقية. فلماذا الالتزام بخارطة الطريق؟ 4 تطالب منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية حكومة تل أبيب بإخلاء جميع المستوطنات، واتخاذ خطوات مرحلية من ضمنها التجميد الفعلي للبناء في المستوطنات، وذلك طبقاً للقانون الإنساني والدولي الذي يقول بعدم قانونية مشروع الاستيطان. ترى؛ لماذا لا تؤيد منظمة التحرير الفلسطينية مطالب منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم"؟ أم هل صارت مواقف "بتسلم" الإسرائيلية أكثر ثورية من مواقف منظمة التحرير الفلسطينية؟ وإن كان ذلك كذلك، وكانت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لا تجرؤ على المطالبة بإخلاء جميع المستوطنات كشرط لاستئناف المفاوضات. فما المانع أن تصير منظمة "بتسلم" الإسرائيلية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؟!