img width="120" height="100" align="left" src="http://www.alfajrnews.net/images/iupload/alquds_salat.jpg" style="" alt=""على المفاوضين الفلسطينيين إلا يهدروا جهدهم ووقتهم ويضعفوا موقفهم التفاوضي بالإصرار على وقف البناء في المستوطنات. الإعلان الإسرائيلي عن تجميد البناء في المستوطنات كان أصلا قرارا افتراضيا لم يطبق بدقة على الأرض. بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية لم يتوقف لحظة واحدة منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، واستمر في" /"على المفاوضين الفلسطينيين إلا يهدروا جهدهم ووقتهم ويضعفوا موقفهم التفاوضي بالإصرار على وقف البناء في المستوطنات. الإعلان الإسرائيلي عن تجميد البناء في المستوطنات كان أصلا قرارا افتراضيا لم يطبق بدقة على الأرض. بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية لم يتوقف لحظة واحدة منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، واستمر في المستوطنات القائمة حتى أثناء فترة التجميد التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية قبل عشرة اشهر. على الفلسطينيين أن يركزوا على الصورة الكلية والوضع النهائي وما يجعل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة أمرا ممكنا وألا يسمحوا للتفاصيل الصغيرة أن تحجب عنهم هدف إقامة الدولة الفلسطينية." المستوطنات بالأقمار الصناعية هذا ما يراه الخبير الهولندي يان دي يونغ في مجال الخرائط والجغرافيا البشرية والذي عمل مستشارا لدى فريق المفاوضات التابع للسلطة الوطنية الفلسطينية. كاختصاصي في علم الخرائط بدأ دي يونغ اهتمامه بإسرائيل وفلسطين منذ توقيع اتفاق كامب ديفد بين مصر وإسرائيل وعمل مع السلطة الوطنية الفلسطينية منذ عام 2000 وانتقل للعيش في القدس في العام 2002 وقضي بها بضعة أعوام قبل أن يعود لروتردام حيث يعيش ويعمل الآن. عمل دي يونغ على مساعدة المفاوض الفلسطيني في التوصل إلى حل سلمي متفق عليه في إطار حل الدولتين الذي قبله الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي ويدعمه المجتمع الدولي. يقول دي يونغ "عملت على تزويد السلطة الوطنية الفلسطينية بخرائط تفصيلية بالأقمار الصناعية لم تكن تتوفر لديها وتفتقر للقدرة على الحصول عليها ودراسة الجغرافيا البشرية المرتبطة بالأرض والتي تشكل أساس قسمة الأرض." غوغل ايرث لا ينفع ألا تتوفر مثل هذه الخرائط على الانترنت ببرامج مجانية مثل غوغل ايرث؟ يبتسم دي يونغ ويجيب لا شك أن غوغل ايرث أداة ناجعة لمستخدمي الانترنت العاديين، لكن خرائط المفاوضات على المواقع الحساسة المتنازع عليها والتي تحدث فيها تغيرات يومية تستدعى المتابعة كل يوم، مثل توسع المستوطنات، تتطلب دقة متناهية يمكن تحديدها بالسنتيمترات. لا يمكن الحصول على مثل هذه الخرائط إلا من شركات متخصصة تملك التقنيات الضرورية لتصور لك ما تريد بالضبط." تحتاج تقنيات التصوير بالأقمار الصناعية لمعرفة متخصصة إضافة إلى أن مطابقة الخرائط على الأرض يحتاج للقدرة على الطواف بدقة على كل المناطق المصورة ورؤيتها بالعين وهذا ما كان يتعذر على الفلسطينيين القيام به لأنهم لا يستطيعون الاقتراب من المستوطنات الإسرائيلية (لأسباب أمنية معروفة)."
الإسرائيليون ينصتون يضيف دي يونغ أن كونه هولنديا يعمل بتفويض دولي سهل عليه أيضا التواصل مع حركة السلام الإسرائيلية والمجتمع المدني الإسرائيلي الأمر الذي مكنه من الحصول على معلومات حول الأرض واستخداماتها لا يمكن أن تصل الفلسطينيين بسهولة وسرعة. هل كان الإسرائيليون يستمعون إليك؟ وهل حاولوا عرقلة عملك؟ يجيب دي يونغ "نعم كانوا ينصتون ولم يكن أحد ينكر الوقائع على الأرض وهي التي كنت أتتبعها وأوثقها بالخرائط غير أن التعامل مع الخرائط شأن سياسي يتعلق بالمفاوضات. لم يعرقل الإسرائيليون عملي وتعاونوا معي ومع زملاء من فرنسا وكندا وبريطانيا وغيرها كنا نعمل مع الإسرائيليين بلا عوائق تذكر."
غابة أم أشجار متفرقة يعود دي يونغ للتعليق على مسار المفاوضات الذي يواجه مأزقا هذه الأيام برفض إسرائيل تمديد تجميد بناء المستوطنات التي انفق سنوات في ملاحقة توسعها: "ما يجب أن يهتم به المفاوض الفلسطيني الآن في نظري هو تغيير الأحوال المزرية التي يعيش فيها الفلسطينيون في المناطق المحتلة، حيث الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والبطالة المتفاقمة وعجز الفلسطينيين عن الإيفاء بالحد الأدنى من مستلزمات الحياة. هذه هي القضايا التي تجعل إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة وممكنة. يجب العودة للنظر في القضايا الكلية. الغرق في تفصيلية تجميد البناء في المستوطنات لا جدوى منه ويضعف المفاوض الفلسطيني ويشل قدراته."
حسب دي يونغ فإن مجرد استمرار التفاوض لا يعد بحل وشيك "يمكنك أن تتفاوض حتى يتثلج الجحيم" يقول دي يونغ، ويضيف موضحاً: "أعتقد أن على المفاوض الفلسطيني الآن أن يغير استراتيجياته ومرجعياته ويحدد أهدافه من التفاوض بوضوح وان يضع الحل النهائي نصب عينيه، ويعيد الالتحام بالمجتمع المدني الفلسطيني وفعالياته الاقتصادية الاجتماعية ويستلهم مواقفهم ورؤاهم."
لكن ذلك لن يكفي!! يضيف دي يونغ شرطا أساسيا آخر: "على الدول الغربية التي جعلت استمرار الاستيطان ممكنا أن تتخلى عن موقف المتفرج تاركة التفاوض للطرفين وان تمارس المزيد من الضغوط الجدية على إسرائيل ليصبح الحل ممكنا." تقرير: محمد عبد الحميد عبد الرحمن- إذاعة هولندا العالمية