كتبت منذ فترة قليلة بالتزامن مع توقيع فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين على المطالب السبعة للجمعية الوطنية للتغيير - 7\7\2010 م - عن علاقة التواصل الإيجابي الحادث بين الجماعة والمعارضة المصرية بصفة عامة والجمعية الوطنية بصفة خاصة ، ثم كتبت بعد ذلك عن الصعاب والمشكلات المتوقعة في طريق الجمعية الوطنية - تحت عنوان ألغام في طريق الجمعية الوطنية للتغيير – ذكرت فيها أن غياب ثقافة العمل المشترك وفكر المغالبة لا المشاركة فضلاً عن مُناخ الانسداد العام من العقبات الكؤود في طريق الجمعية ، ثم جاء قرار الجمعية بمقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة مستدعياً ظلال بل أوهام الخلاف والفرقة بين الجمعية وجماعة الإخوان كأحد مكوناتها ، ومن هنا طُرحت الأسئلة الهامة التي غالباً لا تجد إجابات شافية في المناخ المصري الذي يعاني وبقسوة من الانسداد السياسي والحصار والقمع الأمني والتشويه بل والافتراء الإعلامي الحكومي والموالي الذي أدعى ان الجماعة جمدت عضويتها بالجمعية الوطنية لكنه تجميد غير معلن ، وأيضاً طُرحت الأسئلة ليس عن مستقبل العلاقة بين الجماعة والجمعية بل عن مستقبل الجمعية نفسها بالتزامن مع اختيار الدكتور عبد الجليل مصطفى منسقاً عاماً لها ، طًرحت الأسئلة عن كيان هام وحيوي تعلقت به طموحات وآمال بل وأشواق المصريين في تغيير منتظر منذ عقود. رؤى وأراء ** "الجمعية الوطنية للتغيير جزء من التجربة والرصيد النضالي للحركة الوطنية المصرية وهي كيان تنسيقي وليست كيان تنظيمي وبالتالي فالإجماع في اتخاذ القرارات ليس شرطاً وأيضاً إلزام مكوناتها بكل القرارات ليس واجباً ، وإن كان مطلوباً " رؤية مع بساطتها لكنها تصطدم وبدرجة كبيرة مع ثقافة غالبية المشتغلين بالعمل العام نظراً للغياب أو الإبعاد المقصود والمتعمد عن نمط العمل المشترك منذ عقود طويلة بسبب مناخ الاستبداد الذي هيمن على المشهد المصري العام ** حيثيات أو مبررات دخول أو مقاطعة الانتخابات أو بعض المناشط والفاعليات قد نتفق أو نختلف فيها وهى رؤى وحقوق مكفولة للجميع والإخوان جزء من هذا الجميع رغم رؤية البعض أن كلا الخيارين – المشاركة أو المقاطعة - لا قيمة له في ظل مناخ ونظام لا يعنيه إلا تأبيد السلطة أو توريثها مهما كانت النتائج ** الإخوان تحكمهم في الغالب نفس آليات اتخاذ القرار لدى كل القوى السياسية وهي قرارات الجمعيات العمومية أو مجلس شورى الجماعة والتي تتحمل تبعات القرار المتخذ ..... من الحركة والانتشار وحماية الإرادة ومقاومة التزوير .... ودفع ثمن هذا القرار من الحصار والإقصاء والاعتقال وحملات التشويه التي تعانيها الجماعة في مثل هذا النوع من الجولات ** رؤية البعض أن المقاطعة أو المشاركة هي الحق المطلق ومن خالفه فهو خائن للجماعة الوطنية أو مقدم مصلحته على مصلحة الوطن أو عقد صفقات مع النظام المستبد أو مشارك في الديكور الإعلامي أو غير ذلك ..... رؤى تحتاج للمراجعة بل تؤكد ان الفكر القائم مازال بحاجة للمزيد من الإنضاج ** قد يُكتب لهذه الكيانات النجاح بمزيد من التعاون والتقارب وقد تكون النتائج عكس ذلك ، لكن في جميع الأحوال ما تقوم به الجماعة والجمعية مبادرة تستحق التقدير ، وكما يقولون " ليس الفشل في عدم تحقق المطلوب .... لكن الفشل ألا تجرب" ..... خلاصة الطرح .... أن طريق الإصلاح والتغيير في مصر طويل وشاق ومرهق بل وأصعب مما يتصوره البعض ، وبالتالي فهذه المهمة لا يقوى عليها فصيل منفرد وهي مهمة كل المصريين ، وعلى المتصدرين لها أن يتسموا بوضوح الرؤية وواقعية التصور ومرونة الحركة وطول النفس وقوة الإرادة ومتانة البنيان وأخيراً تحمل التبعات وهذه إشكالية أخرى. محمد السروجي مدير المركز المصري للدراسات والتنمية