الجزائر:أثبتت الهزيمة النكراء التي مني بها المنتخب الجزائري، أمس، في العاصمة بانغي، محدودية التشكيلة الوطنية التي تراجع مستواها منذ مباراة أم درمان بالسودان، وأصبحت بحاجة إلى نفس آخر لمضاهاة المنتخبات الإفريقية، بدليل أنه وبعد مرور 720 دقيقة منذ مباراة نيجيريا بكأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، لم نسجل إلا هدفين فقط، وهو ما يدفعنا إلى دق ناقوس الخطر حتى لا تذهب مشاركتنا الأخيرة في كأس العالم أدراج الرياح. الظاهر أن سيناريو المشاركة الأولى في المونديال سنة ,1982 بدأت تعيشه الكرة الجزائرية هذه الأيام، ففي الوقت الذي تمكنا من خطو خطوة نحو الأمام بعد ملحمة أم درمان، ها نحن نتراجع بخطوتين إلى الوراء، وننهزم بهدفين نظيفين أمام منتخب متواضع حتى لا نقول ضعيفا، جمهورية إفريقيا الوسطى الذي استمد قوته من ضعف التشكيلة الجزائرية التي بدت مهلهلة في جميع خطوطها، والأكثر من هذا لم تتمكن حتى من القيام بهجمة منسقة طيلة 90 دقيقة، بسبب ضعف بعض اللاعبين الذين أصبح مردودهم هزيلا، كما هو الحال بالنسبة للقائد عنتر يحيى، حسان يبدة، عبد القادر غزال ورفيق جبور، وهي الوضعية التي تجبر الطاقم الفني الوطني الجديد على القيام بتغييرات استعجالية حتى لا يفوتنا القطار، خاصة أن هذا الرباعي أصبح عالة على المنتخب أكثر منه أوراقا رابحة في يد المدرب عبد الحق بن شيخة. هزيمة أمس يتحملها أيضا رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، الذي ضغط على المدرب الوطني السابق رابح سعدان ليرمي منشفة الاستسلام، وهي الاستقالة التي أثرت كثيرا على التشكيلة الوطنية التي لم تجد ضالتها، والأكثر من هذا فقدت هيبتها التي صرفت من أجلها الدولة أموالا طائلة لاسترجاعها. تدخل القائمين على الكرة في الأمور التقنية وعلى رأسهم رئيس الفاف، عكر الجو الذي كان سائدا داخل التشكيلة، بدليل أن المدرب الوطني السابق رابح سعدان فقد السيطرة على رفاق كريم زياني وأصبح من هب ودب يتسيد الموقف في منتخب ملك ل35 مليون جزائري وليس ملكا لروراوة وغيره. الأكيد أن المدرب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة لا يتحمل مسؤولية الهزيمة النكراء التي مني بها المنتخب الوطني في بانغي، حتى وإن كان قد وعد الجمهور الكروي لحظة عقده لأول ندوة صحفية بملعب 5 جويلية الأولمبي، بتوفير الوصفة الملائمة للعقم الهجومي الذي لازم ''الخضر'' منذ مباراة كوت ديفوار التي فزنا بها بنتيجة (3/2) في أنغولا. الخبر الجزائر: رضا عباس