نواكشوط: احتجت المعارضة الموريتانية أمس على ما أسمته الوضع المتردي في سجون البلاد، بينما أعلنت السلطات عن تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة أربعة سجناء بأحد سجون العاصمة.وأكدت منسقية المعارضة أن الأيام الأخيرة شهدت 'سلسلة وفيات متسارعة وغامضة' داخل سجن 'دار النعيم' بالعاصمة نواكشوط، وذلك نتيجة للوضع الإنساني 'المزري والإهمال الصحي الذي يعانيه المساجين في موريتانيا عموما والحالة الصحية المأساوية التي يعيشها نزلاء هذا السجن على وجه الخصوص'. وأشارت المنسقية في بيان وزعته أمس الى أن الزيارة التي قامت بها بعثة منظمة العفو الدولية مؤخرا لسجن 'دار النعيم' أكدت أن الأوضاع التي يعيشها السجناء 'لا تتوفر على الحد الأدنى من الظروف الإنسانية'، موضحة انه 'مما زاد الأمور تعقيدا تجاوز عدد السجناء المعتقلين ألف سجين في حين لا تتجاوز القدرة الاستيعابية للسجن ثلاثمئة سجين'. وأوضح بيان المنسقية أنه بعد مغادرة بعثة منظمة العفو، 'قامت السلطات بإيداع سجناء الرأي كل في زنزانة انفرادية ضيقة، مع انعدام شبه كامل لأبسط مقومات الحياة وخاصة في ظل إعلان الوحدة الصحية بالسجن عجزها عن توفير أدني العلاجات،مما أدى إلى تلاحق الوفيات، متجاوزة العشرة بين مواطنين وأجانب، خلال48 ساعة الأخيرة'. وأكدت المنسقية أنها أمام هذا الوضع الذي وصفته بالمأساوي الخطير 'تدين هذا الوضع المنافي للقيم ولحقوق الإنسان وحقوق المواطنة ومقتضيات العدالة الاجتماعية'. كما تحمل السلطات المعنية 'المسؤولية عن سلامة أرواح السجناء، وتطالب بتحقيق عادل ومستقل في ملابسات القضية لإنارة الرأي العام'. وناشدت المنسقية في بيانها المنظمات الدولية والعاملين على صيانة حقوق الإنسان للقيام 'بكل ما من شأنه الحفاظ على سلامة وكرامة هؤلاء السجناء'. في سياق متصل أعلنت السلطات الموريتانية مساء الأربعاء تشكيل لجنة تحقيق للكشف عن أسباب وفاة أربعة من السجناء قضوا 'خلال اليومين الماضيين' في ظروف غامضة. ونقلت مصادر إعلامية عن مصدر مسؤول قوله ان 'اللجنة الوطنية لحقوق الانسان وهي جهاز مستقل عينت أربعة أشخاص أعضاء في اللجنة لتقصي أسباب وفاة أربعة سجناء في ظروف غامضة'. وتقرر أن تبدأ اللجنة عملها بلقاء مع وزير العدل تليه زيارة للسجن والاجتماع بمسؤولين في وزارة الصحة قبل تقديم تقرير شامل عن الاوضاع الصحية العامة داخل السجن والظروف التي يعيشها السجناء في ظل مخاوف من تفشي وباء غامض داخل السجن. وكان السجناء توفوا جراء اصابتهم بأمراض غامضة، فيما لم تستبعد مصادر طبية أن يكون بينها السل الرئوي. 'القدس العربي' من عبد الله بن مولود