نواكشوط :اجتمع قادة منسقية المعارضة في موريتانيا أمس في نواكشوط لأول مرة مذ دبت خلافات بينهم قبل شهرين بسبب تقارب زعيم المعارضة وقادة أحزاب أخرى في المنسقية من الرئيس محمد ولد عبد العزيز.وأوضحت مصادر قيادية في المنسقية أن الاجتماع يستهدف حل الخلافات السياسية بين قادة المعارضة وأحمد ولد داداه ( أحد أقطاب المعارضة) على أساس 'إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان'.وأكدت المصادر نفسها أن قادة المعارضة يودون الحصول على توضيحات كافية من ولد داداه حول مواقف حزبه من النظام الحاكم ومن الحرب التي يشنها هذا الأخير ضد الإرهاب، كما يودون استفساره عن لقائه الثلاثاء مع الرئيس ولد عبد العزيز. ويكتسي هذا الاجتماع أهمية قصوى بالنسبة لمستقبل علاقة ولد داداه مع بقية أحزاب منسقية المعارضة، حيث يوجد ولد داداه حاليا في حالة تفاهم مع الرئيس ولد عبد العزيز وفي حالة جفاء مع زملائه في المعارضة، بسبب موقفه المؤيد لحرب النظام الموريتاني ضد القاعدة، وهي الحرب التي يرى خصوم نظام الحكم أنها 'تخاض بالوكالة عن فرنسا ولمصالح فرنسا وحدها'. وكان مراقبو الساحة الموريتانية قد فسروا اللقاء الذي جمع الثلاثاء الماضي الرئيس ولد عبد العزيز بولد داداه، بأنه 'دليل أولي على عودة الأمور إلى طبيعتها'، في بلد يشهد بقايا أزمة سياسية ناجمة عن انقلاب السادس من آب/أغسطس 2008 الذي أطاح بالرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله وفتح الباب أمام الرئيس الحالي ليبقى في السلطة عبر انتخابات نظمت في تموز/يوليو 2009. وتحلل صالونات السياسة في نواكشوط أبعاد تفاهم الرئيس مع أكبر معارضيه، في اتجاهات مختلفة بعضها لا يرى فيه سوى 'ديكور سياسي للنظام' والبعض الآخر يرى أنه 'بداية تفكير في تشكيل حكومة موسعة للمعارضة المعتدلة'. أما الصحف الموريتانية فقد رأت أمس في الانقسامات التي تشهدها المعارضة حاليا 'بداية إعادة تشكل للساحة السياسية تدفعها عوامل عدة بينها التطورات الأمنية والعسكرية الأخيرة وبجو التهدئة الملاحظ بين الرئيس وزعيم المعارضة'. ويضاف لذلك أن حزب العهد الديمقراطي الذي يضم النخب المؤيدة للرئيس السابق ولد الشيخ عبد الله والذي كان من أعنف معارضي ولد عبد العزيز، يوجد حاليا في 'مفاوضات' مع الحزب الحاكم بهدف الانضمام للأغلبية الحاكمة. 'القدس العربي' عبد الله بن مولود