الجزائر:فجرت التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى أمام نواب البرلمان أمس الأول حفيظة وغضب حزب معارض، والذي اعتبر أن كلام أويحيى كان مليئا بالتهم والشتائم لنواب الحزب، لمجرد أنهم تجرأوا وانتقدوا سياسات الحكومة، ووضعوا الإصبع على الجرح فيما يتعلق بقضايا مهمة مثل الفساد وسوء التسيير.وكان رئيس الوزراء خلال رده أمس الأول على أسئلة النواب وانتقاداتهم بعد عرضه لحصيلة عمل حكومته قد هاجم نواب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (علماني معارض) قائلا 'أنتم لا تمثلون شيئا، أنتم تجهلون شعبكم، لقد أخطأتم البلد، أنتم مجرد بائعي كلام، وكنتم السبب في تجميد التنمية في منطقة القبائل، لقد تسببتم في شلل نظام التعليم لمدة سنة ( ) أنتم نواب مجهولون على بعد كيلومترات من مقر إقامتكم، وتمضون وقتكم في تمجيد تونس والمغرب بدلا من الدفاع عن بلدكم'. وأثارت هذه التصريحات غضب نواب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وجاء الرد سريعا في بيان أصدرته الكتلة البرلمانية للحزب في مجلس الشعب، والذي حمل عنوان ' المناضلون والمرتزقة'، وجاء فيه أن نواب التجمع لم يهاجموا شخص رئيس الوزراء، وأنهم اكتفوا بطرح قضايا تهم المواطن مباشرة، مثل تسيير شؤون الدولة، والفساد الذي استشرى، وكذا وضع التنمية في منطقة القبائل. وأضاف البيان أن أحمد أويحيى لم يرد على كل تلك الاتهامات، بل هاجم بشراسة نوابا بالبرلمان، لأنهم تجرؤوا على نقد سياساته، وطريقة تسييره للحكومة، التي عين على رأسها ثلاث مرات، معتبرا أن الهجوم ضد نواب التجمع استمر أكثر من نصف ساعة، وهو ما يؤكد حسب البيان أن الألم والضغط كانا كبيرين، حتى يولد هذا الحجم من الغضب والارتباك. وهاجمت الكتلة البرلمانية للحزب أحمد أويحيى مؤكدة أن الرجل أسس للتزوير الانتخابي، في إشارة إلى الانتخابات المحلية التي جرت في تشرين الأول/أكتوبر 1997، وفاز حزبه (التجمع الوطني الديمقراطي) بالأغلبية فيها، رغم أنه لم يكن قد مضى سوى بضعة أشهر على تأسيسه، وكان أويحيى وقتها رئيسا للحكومة، وقرر البرلمان آنذاك تأسيس لجنة تقصي حقائق برلمانية، والتي لم يتم الكشف عنها. واعتبرت أنه من المؤسف أن يتعرض أعضاء حزب فرطوا في كل شيء من أجل ممارسة العمل السياسي من صفوف المعارضة، مشددة على أن الوزير الأول ما هو إلا موظف يطبق ما يملى عليه من السلطة، وأن مواقفه وتصريحاته على مر السنوات متناقضة وغير مستقرة. واستطرد البيان 'أنت مخطئ يا سيد أويحيى بالتعامل بكل هذا الاحتقار للغير، لأنك لا تعرف الجزائر الحقيقية والشجاعة والتي تشكلت في إطار الحرمان، والاحتجاج'، موضحا أن نواب الحزب ليسوا بحاجة إلى النظام حتى يكون لهم وجود وحتى يحصلوا على الاعتراف الشعبي. وحذر نواب الحزب الذي يترأسه سعيد سعدي الوزير الأول من يوم قريب أو بعيد يتم الاستغناء فيه عن خدماته للالتحاق بالقائمة السوداء لكل من خدموا النظام قبل أن تنتهي صلاحيتهم ويحالون على التقاعد الإجباري ويتحولون إلى مجرد ورقة في الأرشيف. جدير بالذكر أن رئيس الوزراء أحمد أويحيى كان قد رد أمس الأول على أسئلة النواب وانتقاداتهم، بعد جلسات نقاش استمرت عدة أيام حول حصيلة عمل الحكومة، وينتظر أن يقوم مجلس الشعب بالمصادقة على بيان السياسة العامة للحكومة اليوم الثلاثاء في جلسة علنية، علما بأن أحزاب التحالف الرئاسي المشكلة للحكومة تمتلك الأغلبية داخل البرلمان، ولن يجد أويحيى مشكلا في الحصول على تزكية البرلمان. القدس العربي كمال زايت: