القاهرة(مصر)شنت أجهزة الأمن المصرية فجر أمس حملة اعتقالات جديدة في صفوف جماعة «الإخوان المسلمين» طالت عشرات من أعضائها، بينهم ثلاثة مرشحين في انتخابات مجلس الشعب المقررة نهاية الشهر، في خطوة اعتبرتها الجماعة محاولة لمنعها من المشاركة.وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن الاعتقالات التي طالت 42 من «الإخوان»، 16 منهم في محافظة 6 أكتوبر، و17 في الإسماعيلية، و3 في الإسكندرية و6 في المنوفية، «جاءت على خلفية اتهامهم بالانضمام إلى جماعة غير شرعية ومحاولة الترويج لأفكارها بما يخل بالأمن العام في البلاد». غير أن محامي «الإخوان» عبدالمنعم عبدالمقصود ربط الاعتقالات بالانتخابات المقبلة، مؤكداً أن ثلاثة من مرشحي الجماعة في الإسماعيلية بين المعتقلين. وأشار إلى أن إجمالي عدد المعتقلين منذ إعلان جماعته المنافسة على ثلث مقاعد مجلس الشعب البالغ عددها 508 مقاعد، وصل إلى نحو 420 معتقلاً. وقال ل «الحياة» إن «أجهزة الأمن نفذت حملات واسعة استهدفت أعداداً كبيرة من مناصري مرشحي الجماعة والناشطين في الحملات الانتخابية». وانتقد الحملة الأمنية الأخيرة، معتبراً أنها «غير مبرررة»، لكنه توقع أن تتواصل مع اقتراب يوم الاقتراع. واحتجزت أجهزة الأمن معتقلي الإخوان لساعات قبل عرضهم على النيابة التي أمرت بدورها بسجنهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم بتهم «الانضمام إلى جماعة محظورة ومحاولة الترويج لأفكار تلك الجماعة وحيازة كتب ومطبوعات تهدد السلم الاجتماعي في البلاد». واعتبر الناطق باسم «الإخوان» رئيس الكتلة البرلمانية للجماعة النائب سعد الكتاتني أن حملة الاعتقالات الأخيرة تؤكد أن «عملية تزوير الانتخابات بدأت بالفعل»، لكنه شدد على أن جماعته مستمرة في المنافسة «ولن تتخلى عن دورها في المجتمع». وأقر بتأثر نشاط «الإخوان» جزئياً جراء حملات الاعتقالات شبه اليومية. وقال: «عندما تعتقل أجهزة الأمن يومياً عشرات المناصرين، فلا شك في أن ذلك يؤثر في نشاطنا، لكننا في شكل عام نمضي في طريقنا». من جهة أخرى، ألقت أجهزة الأمن القبض على 20 شخصاً تعتقد أنهم على اتصال بتنظيم «جيش الإسلام» في قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن هؤلاء الأشخاص «يخضعون لتحقيقات مطولة لمعرفة دوافعهم، وما إذا كانت لديهم اتصالات بتنظيمات متشددة في الخارج». وأشارت إلى أن «معلومات أولية أفادت أن الشبان الذين اعتقلوا على مدى الأسبوعين الماضيين في حملات دهم على مدن شمال سيناء، سعوا إلى استهداف منشآت سياحية وحيوية بعمليات تفجير». ولفتت إلى أن «بين الموقوفين عدداً من الفلسطينيين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير مشروعة عبر أنفاق التهريب». وأوضحت أن «أجهزة الأمن تتبعت هؤلاء الفلسطينيين لدى دخولهم البلاد بهدف التوصل إلى معاونيهم في الأراضي المصرية، ثم نفذت حملات أمنية لتوقيفهم من دون إعلانها حتى لا يتمكن بعضهم من الفرار». وأكدت أن لديها «معلومات أن المعتقلين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات تستهدف السياح في منتجعات جنوبسيناء». الحياة - أحمد مصطفى