بارومتر 2025: 13٪ من التونسيين ملتزمون بالإستهلاك المسؤول    حملة رقابية مشتركة بشاطئ غار الملح: رفع 37 مخالفة اقتصادية وصحية    كأس العالم للأندية 2025: برنامج مباريات السبت 21 جوان    بطولة افريقيا للرقبي السباعي بالموريس: المنتخب التونسي ينهي الدور الاول في المركز الثالث    بن عروس : "كبارنا في اعيننا ..وبر الوالدين في قلوبنا" عنوان تظاهرة متعددة الفقرات لفائدة المسنين    الميناء التجاري بجرجيس مكسب مازال في حاجة للتطوير تجاريا و سياحيا    عاجل: قائمة المتفوقين في بكالوريا 2025... أرقام قياسية وأسماء لامعة!    نسبة النجاح في الدورة الرئيسية لبكالوريا 2025 تبلغ 37,08 بالمائة    نتائج بكالوريا 2025: نظرة على الدورة الرئيسية ونسبة المؤجلين    صفاقس: 100% نسبة نجاح التلاميذ المكفوفين في باكالوريا 2025    عاجل: وزارة الفلاحة تحذّر التونسيين من سمك ''ميّت''    عاجل/ نفوق أسماك بشواطئ المنستير.. ووزارة الفلاحة تدعو إلى الحذر..    بطولة برلين للتنس: انس جابر تنسحب رفقة باولا بادوسا من مواجهة نصف نهائي الزوجي    كأس العالم للأندية 2025: ريال مدريد يواجه باتشوكا المكسيكي والهلال يلتقي سالزبورغ النمساوي    المهدية : تنفيذ عمليات رقابية بالمؤسسات السياحية للنهوض بجودة خدماتها وتأطير مسؤوليها    Titre    "نيويورك تايمز": المرشد الإيراني يتحسّب من اغتياله ويسمّي خلفاءه    مبعوث بوتين إلى الشرق الأوسط يحذر من المساس بمحطة بوشهر الإيرانية    عاجل: بداية الإعلان عن نتائج الباكالوريا عبر الإرساليات القصيرة    الدورة 56 لمهرجان الساف بالهوارية ستكون دورة اطلاق مشروع ادراج فن البيزرة بالهوارية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو (مدير المهرجان)    المنستير: انطلاق المسابقة الدولية في التصوير الفوتوغرافي والفيديو تحت الماء بعد تأجيلها بيوم بسبب الأحوال الجوية    النجم التونسي محمد مراد يُتوّج في الدار البيضاء عن دوره المؤثّر في فيلم "جاد"    مدنين: 56 مريضا ينتفعون من عمليات استئصال الماء الابيض من العيون في اليوم الاول لصحة العيون    باجة : إجراء 14 عملية جراحية مجانية على العين لفائدة ضعاف الدخل [صور + فيديو ]    محسن الطرابلسي رئيسا جديدا للنادي الإفريقي    "هآرتس": تحرك قاذفات أمريكية قادرة على تدمير "فوردو" الإيرانية    قبلي: اجراء 37 عملية جراحية مجانية لازالة الماء الابيض في اطار اليوم الوطني الاول لصحة العيون    تعمّيم منصة التسجيل عن بعد في 41 مكتبا للتشغيل بكامل تراب الجمهورية    الزيت البيولوجي التونسي ينفذ إلى السوق الأمريكية والفرنسية بعلامة محلية من جرجيس    الكاف: لأول مرة.. 20 عملية جراحية لمرضى العيون مجانا    فيديو من ميناء صيادة: نفوق كميات هامة من الأسماك بسبب التلوث    قبلي: حادث مرور يودي بحياة جزائري وإصابة مرافقه    وزير السياحة: التكوين في المهن السياحية يشهد إقبالاً متزايداً    أردوغان: متفائلون بأن النصر سيكون إلى جانب إيران    عاجل/ ترامب يمهل ايران أسبوع لتفادي الضربات الامريكية المحتملة..    اليوم: أطول نهار وأقصر ليل في السنة    توقيع اتفاقية قرض بقيمة 6,5 مليون أورو لإطلاق مشروع "تونس المهنية"    وزارة الثقافة تنعى فقيد الساحة الثقافية والإعلامية الدكتور محمد هشام بوقمرة    الفنان أحمد سعد يتعرض لحادث سير برفقة أولاده وزوجته    القصرين: بطاقات إيداع بالسجن في قضية غسيل أموال مرتبطة بالرهان الرياضي    طقس السبت.. ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    مدنين: اختصاصات جديدة في مهن سياحية وانفتاح على تكوين حاملي الإعاقة لأول مرة    اليوم: الإنقلاب الصيفي...ماذا يعني ذلك في تونس؟    الاحتلال يضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان    إغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري الإيراني    الانقلاب الصيفي يحل اليوم السبت 21 جوان 2025 في النصف الشمالي للكرة الأرضية    بايرن ميونخ يفوز على بوكا جونيور و يتأهّل إلى ثمن نهائي كأس العالم للأندية (فيديو)    بعد فوزه على لوس أنجلوس... الترجي الرياضي يدخل تاريخ كأس العالم    أسرة عبد الحليم حافظ تُقاضي مهرجان "موازين" الدولي بالمغرب    وزير الاقتصاد.. رغم الصدمات تونس لا زالت جاذبة للاستثمارات    في اختتام مهرجان « Bhar Lazreg Hood» منطقة البحر الأزرق .. معرض مفتوح لفن «الغرافيتي»    باجة: نسبة تقدم الحصاد بلغت 40%.    الأحد: فتح المتاحف العسكرية الأربعة مجانا للعموم بمناسبة الذكرى 69 لانبعاث الجيش الوطني    السبت 21 جوان تاريخ الانقلاب الصيفي بالنصف الشمالي للكرة الأرضية    ارتفاع درجات الحرارة يسبب صداعًا مزمنًا لدى التونسيين    منصّة "نجدة" تساعد في انقاذ 5 مرضى من جلطات حادّة.. #خبر_عاجل    التشكيلة المحتملة للترجي أمام لوس أنجلوس    ملف الأسبوع...ثَمَرَةٌ مِنْ ثَمَرَاتِ تَدَبُّرِ القُرْآنِ الْكَرِيِمِ...وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليسار والإعلام الالكتروني, الحوار المتمدن نموذجا : رزكار عقراوي
نشر في الفجر نيوز يوم 29 - 11 - 2010

كلمة رزكار عقراوي المنسق العام لموقع الحوار المتمدن في حفل فوز الموقع بجائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2010 (26 نوفمبر 2010)
رزكار عقراوي
تقديم
السيدات والسادة الأكارم... الحضور الكريم

إنه ليوم سعيد جدا لكافة الزميلات والزملاء في الحوار المتمدن، وكاتباته وكتابه، ولكل محبيه ومؤازريه.
وإني لسعيد شخصيا أن امثل اليوم هيئة إدارة الحوار المتمدن التي تدير أحد أهم المواقع الرصينة حضورا في العالم العربي. ويسعدني أيضاً أن ابدأ كلمتي بتقديم الشكر الجزيل لكافة الزميلات والزملاء في مؤسسة ابن رشد للفكر الحر على استضافتي اليوم ممثلا للحوار المتمدن لتسلم جائزة مؤسسة ابن الرشد للفكر الحر الممنوحة لموقع الحوار المتمدن بصفته الاعتبارية، وهو تقدير كبير لمكانة الموقع ودوره المتنامي والمؤثر في نشر وترويج الأفكار اليسارية والعلمانية والديمقراطية، وتشجيع ثقافة الحوار واحترام الرأي والرأي الأخر.
إن هذه الجائزة المرموقة بكل المعاني التي نعتز بها تعني الكثير بالنسبة لنا، خاصة وأن جميع العاملين متطوعون بشكل كامل والبعض منهم يعمل أكثر من عشر ساعات يوميا إضافة إلى إعمالهم والتزاماتهم الخاصة. في نفس الوقت فأن هذه الجائزة المعنوية الكبرى التي تمنحها مؤسسة أبن رشد المعروفة بالمهنية العالية وذات الدور الكبير في دعم الفكر الحر والديمقراطية والتمدن في العالم العربي, والتي نالها أعلام في الفكر والثقافة والإبداع , والثقة التي منحتمونا اياها هي مسؤولية وعبء إضافي على كاهل الزميلات والزملاء في إدارة الحوار المتمدن وستكون حافزا كبيرا لنا من اجل إدامة و تطوير عملنا في كافة النواحي نوعا وكما.

الإعلام الكتروني

معظم عمل الحوار المتمدن هو الإعلام الإلكتروني، ولا بد لكي نوضح عملنا إن نتطرق إليه بشكل مختصر.
لقد أصبح الإعلام الإلكتروني اليوم ينافس الإعلام الورقي بل هو في موقع يتجاوزه، إذ إن التوجه العالمي بشكل عام هو نحو الانترنت وتطبيقاته في المجالات المختلفة. وقد بينت أخر الإحصائيات في هذا الصدد ان هناك 14 مليون مشترك في الفيسبوك من العالم العربي وفي تزايد مستمر، في حين كل قراء الصحف العربية لا يتجاوز الثمانية ملايين نسمة.
كما هو معروف يعتبر الكومبيوتر وتطبيقاته الأداة الأساسية للإعلام الإلكتروني الذي هو نتيجة تزاوج بين تكنولوجيا الاتصالات والانترنت من جهة ووسائل الإعلام من جهة أخرى. لقد احدث هذا التطور الكبير تغييرا هائلا في مفاهيم الإعلام السائدة، وفرض واقعاً مختلفاً وجديداً على الصعيد الإعلامي والثقافي والفكري والسياسي، حيث تتحقق عبر عملية التحديث المستمر والمتواصل عملية تفاعل وتداخل نوعية وكمية ، سريعة جدا بين المُرسل والمُستقِبل وبإمكانيات كبيرة ونوعية وهي في تطور مستمر. وكل هذا يؤكد إن الإعلام الإلكتروني أصبح اليوم هو الإعلام الرئيسي أو في طور ارتقائه لهذه المكانة المميزة.

أرى بأن الإعلام الإلكتروني يتميز بخصائص, من أبرزها:

1. ذو طابع ووجود عالمي يتخطى الحدود، يتجاوز القوانين المحلية والمرتكزة على تقييد حرية الصحافة والمعتقد والتعبير في معظم بلدان العالم العربي. ويتميز بسرعة تغطية الإحداث نقل الخبر بدون قيود وسهولة التصفح والحصول على المعلومة والبحث عنها.

2. يعتبر الإعلام الإلكتروني الحر إعلاماً مفتوحاً بشكل كبير و نسبة كبيرة منه تتسم بالاستقلالية عن المؤسسات الحكومية. وهو نوعا ما مجاني وساهم إلى حدود معينة في إضعاف الهيمنة الكبيرة لرأس المال والشركات الكبرى والحكومات على الإعلام في العالم العربي.

3. الإعلام الإلكتروني كاسر للرقابة ومضاد لها، له دور مهم في إرساء الشفافية عالميا، ويمكن أن يتبين ذلك من الضجة الكبيرة التي أثارها نشر الوثائق السرية الخاصة بالحرب في أفغانستان والعراق على موقع ويكيليكس مثلاً.

4. نشط الرغبة في التعبير عن الذات و الحوار الحضاري، وروج لثقافة احترام الرأي الأخر عن طريق توفير فرص التفاعل والمداخلات المستمرة والتواصل بين الكاتب-والقارئ وبين القراء والقارئات أنفسهم وبطرق مختلفة. في نفس الوقت خفض الإعلام الالكتروني معايير الكتابة، لكن هذا قد يكون ثمنا لا بد منه لدمقرطة النشر وتوسيع قاعدة الكتابة وعدم اقتصارها على النخب.

5. والإعلام الإلكتروني يتطور بوتائر سريعة ومتواصلة على الصعيد العالمي. ومن هنا فأن العالم العربي لم يعد معزولاً عن هذا التطور أيضاً ولكن بصورة نسبية. إذ أن المعلومات المتوفرة تشير إلى إن استخدام الانترنت في العالم العربي بدأ يتزايد بشكل كبير جدا، لأنه أصبح اليوم أحد الأدوات الأساسية لتسيير الاقتصاد الرأسمالي المعولم والإدارة الحكومية، وأصبح ظاهرة عالمية لا يمكن الاستغناء عنها.

اليسار الإلكتروني (E-Left)


معظم إعمال المجتمع اتجهت وتحولت إلى نشاط إلكتروني، إذ أصبح ذلك احد الأدوات المركزية في النظام الرأسمالي العالمي الحالي والذي لا يمكن أن يستمر بدونها، وهو في عملية تطور مستمرة من كافة النواحي. حيث:
E-Mail , E-Business , e-commerce , e-media , e-work , e-boock , e-education , e-government , e-democracy , e-election , ….. etc

في ضوء هذه التغييرات الجذرية الكبيرة كيف يتصرف اليسار ويتعامل معها؟ هل يستمر بالطرق التقليدية في التنظيم والدعاية والتحريض والإدارة والنشاط العام؟ أم يفترض أن يحاول الاستفادة من التطور التكنولوجي الكبير و يتلاءم معه؟ مثلا قوى الإسلام السياسي استطاعت أن تستخدم تقنية المعلومات بشكل بارع جدا، واستخدمتها في كافة المجالات، ولها النصيب الأكبر على شبكة الانترنت وباللغة العربية وحتى اللغات الأخرى، وامتلكت من الخبرة ما مكنها من أن تشن حروباً تقينه وتمارس تخريباً متواصلاً ضد المختلفين عنها.

يتحتم ولابد من ولوج خضم هذا التطور الكبير, هذه الثورة المعلوماتية أو الإنفوميديا، كيساريين، أي العمل وفق مفهوم اليسار الإلكتروني (E-Left) من خلال الاستفادة القصوى من التطور التكنولوجي والمعرفي الذي يستلزم إعادة النظر وتطوير إشكال واليات النضال السياسي والتنظيمي والفكري والإعلامي بما يلائم الوضع الحالي والتغييرات الكبيرة التي حصلت في العالم والتي ستحصل لاحقاً. حيث لن تستطيع قوى اليسار مواجهة الرأسمالية وأنظمة الاستبداد والقوى الدينية والقومية المتعصبة بخطاب وآليات عمل تعود إلى بدايات القرن المنصرم، خاصة وأن اليسار بكافة فصائله يمر بأزمة بنيوية عميقة وفي تراجع متواصل.
الآن، ونحن أمام الملايين، وخاصة الشباب، الذين يستخدمون تقنيات وتطبيقات الكترونية مختلفة مثل الإنترنت، التلفون النقال، آي فون، الفيسبوك، تويتر، اليوتيوب , المدونات... الخ، وكلها في تطور كبير واستخدام متزايد، لا بد من إبداع آليات جديدة في ضوء الإمكانيات الموجودة للوصول إليهم عبرها والتفاعل معهم حول القضايا الأساسية والآنية التي تهم تغيير مجتمعاتنا، وخاصة إننا نلاحظ إن العزوف عن تداول المطبوع الورقي أصبح ظاهرة عامة، وهي طبيعية وستتزايد مع التطور التقني.
إذا لا بد من إيجاد بدائل جديدة باستخدام التطور التكنولوجي والمعرفي للإنسان لإيصال ما نريد كيساريين إلى أوسع الفئات وخاصة الشرائح التي نستهدف كسبهم إلى جانب القضايا الأساسية التي نطرحها من أجل تغيير المجتمع وتقدمه وازدهار حياته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وبيئياً, وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة,
يسار يطرح سياسات عقلانية واقعية تنطلق من قدراته و قدرات المجتمع والفئات التي يدافع عنها في تحديد مهماته العملية لكي لا يبتعد بأهدافه ويهيم في الأوهام أو النصوص النظرية الجامدة التي لا تقود إلا إلى إحباطات جديدة.ويؤكد على أن الإنسان وحقوقه الكاملة هي الأساس، وبمفهوم عالمي بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس، يؤمن بالمساواة الكاملة للمرأة ويرسخ نسبة حصة (كوتا) تصاعدية لها في مؤسساته.
لتجاوز العقل الشمولي الذي ساد في الفكر اليساري, يتميز اليسار الالكتروني بقبول تعدد المنابر والاجتهادات المختلفة ، واحترام الرأي والرأي الأخر، ويرفض تقديس النصوص وتأليه القادة ، ولا يدعي احتكار الحقيقة، فهي ليست مطلقة، ويتوجه إلى التطوير المستمر في الفكر واليات التطبيق. ويستخدم الإدارة الحديثة والبحث العلمي والتطور التقني والمعرفي في عصرنه آليات العمل والنشاط في مختلف المجالات والتي ستؤدي التي تطوير العمل كماً ونوعاً، وإلى تخفيض المصاريف في ظل الأزمة المالية المزمنة التي يعاني منها اليسار.


الحوار المتمدن نموذج لليسار والإعلام الالكتروني


من هنا أرى أن الحوار المتمدن ومواقعه ومراكزه هي احد أول واكبر أشكال النضال الفكري والسياسي والاجتماعي والثقافي والبيئي لقوى اليسار الإلكتروني المنظم في العالم العربي, وللحوار المتمدن هوية يسارية واضحة (E-Left) ويعتبرها احد ركائزه الرئيسية, حيث:

1. حيث استخدم وابتكر مفاهيم جديدة وخاصة على الصعيد الإعلامي والثقافي والسياسي، واستفاد من نكسات اليسار وأخطاءه، واستند إلى التطور الإلكتروني والمعرفي ورقي الفكر اليساري والإنساني في مجال ثقافة وشرعة حقوق الإنسان.

2. وتميز بقدرات تقنية سريعة أتاحت له الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجهة – أي المجموعات- التي يستهدفها وحشدها باستخدام التقنيات الحديثة. وركز على مخاطبة كل فئات وقوى المجتمع وليس بعض النخب فيه، وإشراكها في القضايا المختلفة والحوار معها وعليها.


3. هو منبر مفتوح لكافة اتجاهات اليسار والعلمانية و الديمقراطية والدينية المتنورة. وقد التزم بالانفتاح الكامل على الآراء المختلفة واحترام الرأي والرأي الأخر, بما فيها المنتقدة لليسار وتجاربه.

4. وكان سباقا بدعوته للحوار والتنسيق بين الشخصيات و الفصائل اليسارية والعلمانية والديمقراطية المختلفة، داعيا إلى العمل المشترك وفقا لنقاط الالتقاء وداعما ومشجعا للحوار الحضاري على نقاط الاختلاف وفي كافة المجالات.

5. رافضا للتعصب التنظيمي والمؤسساتي والنخبوي، ويعمل من اجل حركة اجتماعية واسعة متجاوزة للأطر الحزبية الضيقة. وبشكل متواصل كان يطلب التغذية العكسية من كتابه وكاتباته وقارئاته وقرائه من اجل تقييم عمله، و قياس مدى نجاحه وإمكانيات تطويره.

6. الحوار المتمدن لم يجامل أو يهادن أنظمة الحكم الاستبدادية في العالم العربي أو يرضخ لمغرياتها أو يهاب من بطش أجهزتها القمعية، ونتيجة لذلك حجب في العديد من الدول العربية ومنها ( السعودية , البحرين , تونس , الإمارات , سوريا , وألان في أجزاء من الكويت ) و قد صنف بكونه احد أكثر المواقع حجبا في العالم العربي وتعرض إلى محاولات مختلفة لتخريبه وإيقافه واعتقل الكثير من كتابه، وهي شهادة نفتخر بها.



تأثير الحوار المتمدن

لقد استطاع الحوار المتمدن تحقيق الكثير و كان أحد الوسائل المهمة والمؤثرة في العالم العربي لنشر وترويج الأفكار اليسارية والتحررية والعلمانية والدينية المتنورة ومبادئ الحرية والديمقراطية، وقيم المجتمع المدني الحديث وقد تجسد ذلك في:
1 – تشجيع الحوار الحضاري الهادف والبناء بين الاتجاهات الفكرية والسياسية المختلفة وخاصة اليسارية والعلمانية والديمقراطية وفتح النقاش حول كافة المواضيع، بما فيه الحساسة جدا وبعيداً عن أية محرمات، من خلال:
· طرح العشرات من الملفات والمحاور حول المواضيع المختلفة.
· المئات من المواضيع لشارك-ي برأيك والتصويت
· نظام التعليقات للقراء والقارئات.
· إطلاق مشروع الحوار المفتوح بين ابرز كتابه وكاتباته من جهة، ومن جهة أخرى قرائه وقارئاته.
· ورفض نشر المهاترات والإساءات المتبادلة، سواء أكانت بين بعض الكتاب أم بين الكتاب والمعلقين أحياناً، ووضَعَ نظاماً ناجحاً إلى حدود مناسبة يحد من مثل هذه التصرفات ويسعى على تطويرها. وركز قدر الإمكان على الارتقاء بالمعايير الفكرية والأخلاقية للكتابة والحوار.


2 - فضح انتهاكات حقوق الإنسان بكافة أنواعها، والضغط على المنتهكين من أجل إيقافها من خلال الإشارة إليها ونشر المواضيع حولها، وقد لعبت حملاته الإلكترونية دورا كبيرة في فضح الاستبداد والانتهاكات، و كذلك الضغط من اجل إطلاق سراح الكثير من المعتقلين بسبب الرأي والمعتقد وحرية التعبير. وكان الحوار المتمدن في مقدمة المطالبين والمروجين لإلغاء عقوبة الإعدام في العالم العربي.
3 - إبراز قضية المرأة والعنف ضدها، ومساواتها الكاملة بالرجل.

4- ركز على حقوق الأطفال والشبيبة و ذوى الاحتياجات الخاصة.
5 - فتح المجال للألوف من الكاتبات والكتاب والقراء والقارئات للكتابة والحوار والمشاركة في عملية التغيير بعد أن سُدتْ عليهم بوجههم كل منافذ النشر في الإعلام الورقي أو حُدد لهم النشر وفق سياسات الحكومات التي تمول تلك الصحف، وقد بدأ المئات من الكتاب والكاتبات مسيرتهم الأولى مع نشوء وتطور الحوار المتمدن.

6- أصدر مجموعة من الكتب ولم يتمكن الاستمرار فيها لنقص التمويل.
7- كانت لمراكز الحوار المتمدن التخصصية دور مهم في تعزيز أهداف الحوار المتمدن ومن أبرزها مركز مساواة المرأة الذي له نشاطات كثيرة.
8- نشر ألوف من المواضيع الفنية والأدبية ذات التوجه التقدمي والإنساني.

9- فتح الحوار المتمدن بابا كبيرا لمناقشة الأمور التي كانت من المحظورات - التابو – مثل نقد الدين والإلهة والفكر الديني بشكل صريح، المثلية الجنسية , وإلغاء عقوبة الإعدام , الاستبداد والأنظمة.... الخ


إحصائيات الحوار المتمدن

بعض الإحصائيات المختصرة للحوار المتمدن إلى تاريخ كتابة الكلمة:

1. ينشر ما يقارب 100 موضوع يوميا , 600 تعليق, و 2000 خبر.
2. شارك في النشر فيه أكثر من 15 إلف كاتبة وكاتب.
3. تم نشر أكثر من 200 إلف موضوع من كافة التخصصات
4. معدل قراءة المواضيع الآن 160 ألف موضوع في اليوم الواحد.
5. عدد زواره منذ بداية التأسيس والى ألان تجاوز 310 مليون زائر.
6. عدد المواضيع المقروءة فيه يقارب 550 مليون.
7. لديه أكثر من ثلاثة ألاف موقع فرعي لأبرز كتابه وكاتباته.
8. شارك مليونا قاريء-ة تقريباً في التفاعل والحوار من خلال التعليقات، الحوار المفتوح، التصويت، الحملات، شارك برأيك...



أهم محطات الحوار المتمدن


2000 - بعيد إنهائي لدراستي في علوم الكومبيوتر اشتغلت في احد الشركات الدنمركية بوظيفة مبرمج ومطور للأنظمة , وكان احد امتيازات العمل هو منحنا اسم نطاق مجاني كموقع شخصي مع مساحة محدودة داخل احد سيرفرات العمل , وبالتالي قدمت اسمي الشخصي باعتباره الاسم الخاص لنطاق الموقع (rezgar.com) الذي بدأ , كموقع شخصي لي , في 15-12-2000.
2001 - بعد اعتزالي العمل الحزبي المنظم عام 2000, ترسخت لدي القناعة بضرورة الاستفادة من التطور التقني والانترنت واستخدام آليات حديثة للترويج ونشر القيم الإنسانية التقدمية ,ومناهضة الاستبداد والقمع بكافة إشكاله ومن أي جهة كان, وإنعاش الحوار الحضاري البناء , واحترام وسماع الرأي والرأي الآخر , والعمل المشترك بين الاتجاهات والشخصيات اليسارية والعلمانية والديمقراطية. ووفقا لذلك تم تطوير الموقع برمجيا وإداريا, حيث في 9 -12 -2001 تم إطلاق الحوار المتمدن - العدد الأول بشكله المنظم وهو العيد ميلاد الرسمي لموقع الحوار المتمدن. أدرته ومولته شخصيا في السنوات الأولى, وخلال فترة قصيرة أصبح احد أهم المواقع العربية في ذلك الوقت.
2002 - أغلق موقع الحوار المتمدن من قبل الشركة التي اعمل فيها لأن الموقع كان في - سيرفر - مع مواقع لمجموعة من المؤسسات الكبيرة والوزارات الدنمركية ,حيث في منتصف عام 2002 كان ذلك السيرفر يتعطل و يتوقف كثيرا لكثرة الزوار على مواقعه وعند التحري عن أسباب ذلك وجدوا أن الحوار المتمدن فقط كان يأخذ 95% من طاقة ذلك - السيرفر - بسبب تزايد عدد زواره المضطرد, مما أدى إلى اتخاذ قرار فوري من شركتي بإيقاف - موقعي الشخصي الصغير! - , اضطرت في حينها إلى التوقف مؤقتا لحين تأجير مكان له في احد الشركات خاصة, وقد ألغت وطردت الكثير من الشركات تأجير أماكن للمواقع , موقع الحوار المتمدن بسبب تزايد حجمه وعدد زواره الكبير بشكل متواصل.
2003 - إعادة تصميم الحوار المتمدن وإضافة خدمات جديدة.
2003 - إطلاق نظام الحملات التضامنية.
2004 - تطور الحوار المتمدن نحو العمل الجماعي
في سنة 2004 انضم أعضاء جدد للعمل في الحوار المتمدن وكانت نقلة وقفزة نوعية وكمية كبيرة حيث توسع بشكل اكبر واغتنى وتطور بأفكارهم ومشاركاتهم وعملهم التطوعي الدءوب والمخلص وساهم الجميع وبمستويات مختلفة حسب الطاقات والإمكانيات في ترسيخ وتطوير مكانة الحوار المتمدن. طاقم العمل الرائع يجمعه الإخلاص والعمل التطوعي من اجل قيم اليسار والديمقراطية والعلمانية ويعمل وفق قواعد النشر والعمل المتفق عليها. لقد تعززت قواعد العمل بآليات ديمقراطية شفافة , ولكن هذا لا يعني عدم وجود مشاكل أو اختلافات في وجهات النظر , إذ أن العمل التطوعي الكبير والمرهق واختلاف وجهات النظر أدى في أحيان كثيرة إلى بروز مشاكل على صعيد العمل والرؤية , ولكن الجميع بذلوا الكثير من الجهد لتجاوز تلك المشكلات ومعالجتها بروح ودية وديمقراطية وبأسلوب حضاري.
يمكن الاطلاع علي زميلات وزملاء هيئة إدارة الحوار المتمدن من خلال الرابط أدناه:
http://www.ahewar.org/about.asp

2004 - حجب موقع الحوار المتمدن في السعودية و تونس.
2004 - إطلاق مركز مساواة المرأة المتخصص في شؤون المرأة ومساواتها.
2004 - إطلاق مركز الدراسات والأبحاث العلمانية في العالم العربي.
2004 - إطلاق مركز أبحاث ودراسات الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي.
2004 - إطلاق مركز دراسات وأبحاث الماركسية واليسار.
2004 - إطلاق خدمة المواقع الفرعية لأبرز كاتباته وكتابه ويصل عددها ألان إلى ما يقارب 3300 موقع فرعي.
2005 - بعيد تهديد الحوار المتمدن من قبل احد المليونيرات المتعصبين دينيا , تم المحاولة بكل الطرق تخريب وإيقاف عمل الحوار المتمدن , وبالفعل من خلال التخريب البرمجي تم إيقافه لمدة أسبوعين , وطلب الحوار المتمدن الدعم المادي من كتابا وكاتباته ومؤازريه من اجل إيجار - سيرفر- خاص به يمكنه من خلاله التحكم الكامل بالمسائل الأمنية التقنية, كانت الاستجابة رائعة وكبيرة جدا حيث حاول الجميع حسب إمكانيتهم دعم موقعهم في وجه التخريب, حيث أعيد العمل به و بسيرفره الخاص ذو الطاقات التقنية الكبيرة. للعلم أن الحوار المتمدن مع أعدائه الكثر لم يخترق إلى ألان ويعود ذلك إلى الصيانة والقواعد الأمنية القوية والحس المسئول الملتزم للزميلات والزملاء في إدارته.
2004 - حجب موقع الحوار المتمدن في دولة الإمارات.
2005 - إطلاق قسم الإخبار وإخبار التمدن.
2006 - إطلاق صحيفة مروج التمدن المختصة بالمواضيع الأدبية والفنية.
2006 - حجب موقع الحوار المتمدن في سوريا.
2006 - حجب موقع الحوار المتمدن في البحرين.
2007- 2006 اصدر الحوار المتمدن مجموعة من الكتب بدعم من مؤسسة أولف بالمة السويدية.
2007- إطلاق مركز حق الحياة لمناهضة عقوبة الإعدام.
2007 - تغيير نطاق موقع الحوار المتمدن من "rezgar.com" إلى " ahewar.org" , من أجل تحقيق المزيد من التطور الإداري وترسيخ آليات العمل الجماعي وإبراز الحوار المتمدن كمؤسسة ديمقراطية جماعية.
· 2008 - إطلاق نظام للتعليقات على المواضيع.
· 2008 - إطلاق نظام شارك –ي برأيك والاستفتاءات.
· 2009 - إطلاق مكتبة التمدن و يوتيوب التمدن.
· 2009 - إطلاق موقع الحوار المتمدن في شبكة تويتر.
· 2009- إطلاق موقع ومجموعة الحوار المتمدن في الفسيبوك.
· 2010 - 2009 مركز مساواة المرأة يبدأ مشروع الخط الساخن لحماية المرأة في كردستان العراق وبتمويل من قبل إحدى المنظمات النسائية الدانمركية و وبمشاركة –لوك- احد اكبر المنظمات الدنمركية المشرفة على إدارة 42 مأوى للنساء في الدنمرك , و منظمة اتحاد المرأة الأردنية, و منظمة تمكين المرأة في كردستان العراق.
· 2010 - إطلاق باب كاتبات وكتاب التمدن.
· 2010 حجب موقع الحوار المتمدن في أجزاء من الكويت وخاصة عن مشتركي شركة زين للاتصالات.

· 2010 - إطلاق مشروع حوارات التمدن في خطوة فريدة في العالم الانترنت الناطق بالعربية حيث يتم إجراء حوار تحريري مباشر بين ابرز الكتاب والكاتبات من جهة والقراء والقارئات من جهة أخرى وقد اشترك في الحوار إلى ألان ( د.كاظم حبيب, د.طارق حجي , د.نايف حواتمة , ياسين الحاج صالح ,الدكتورة نوال السعداوي , نادر قريط, د.محمد علي مقلد, د.برهان غليون, سلامة كيلة , د.امال قرامي , ..... الخ ) ولدى الحوار المتمدن برنامج للحوارات للأشهر القادمة.
· 2010 إطلاق باب دراسات وأبحاث التمدن.


للحوار المتمدن العشرات من المشاريع المستقبلية ولكنها بحاجة إلى التمويل والكادر للبدء بها, ومع شحة الإمكانيات المادية, استطاع الحوار المتمدن أن يتبوأ مكانة متقدمة بين المواقع الإعلامية في العالم العربي بميزانية لا تتجاوز 20 دولارا شهريا في بداية تأسيسه وإلى ما يقارب إلف دولار شهريا فقط الآن. ويمول الحوار المتمدن نفسه ذاتيا من الإعلانات العامة وإعلانات كوكول ومن تبرعات كتابه وكاتباته ومؤازريه ، وهو مستقل تنظيميا وسياسيا وإداريا عن كافة الحكومات والأحزاب، ويرفض كافة إشكال الدعم من مؤسسات مرتبطة بالأنظمة الاستبدادية، أو لها دور في انتهاك حقوق الإنسان وقمع الحريات، أو تضع شروطا للدعم تحد من حريته واستقلاليته.

من الممكن أن تكون الحوار المتمدن صغيرة الحجم من حيث الإدارة والكادر والإمكانيات المادية, ولكنها في الواقع العملي هي احد اكبر المؤسسات الإعلامية في العالم العربي من حيث عدد الكتاب والكاتبات وكذلك القراء والتفاعل المتبادل، وبالتالي فهو من المؤسسات اليسارية الحديثة ذات التأثير الواضح والمعروف وخاصة على الصعيد الإعلامي والفكري والثقافي، وحتى السياسي-التحريضي.
تأسس الحوار المتمدن كمشروع شخصي، ومن ثم وبمرور السنين تحول إلى مؤسسة إعلامية وثقافية معروفة تدار جماعيا من قبل كوادر كفوءة وبشكل تطوعي كامل. طاقم إدارة الحوار المتمدن يعمل بشكل منسجم يسوده الشفافية الكاملة ويتم إشراك الجميع في اتخاذ القرارات وإدارة العمل اليومي. وكان هذا أحد أهم أسباب نجاحه واستمراره رغم كل الصعوبات. في حين يكمن السبب الثاني في تعاظم عدد كتابه من النساء والرجال ومن مختلف الأعمار والاتجاهات، والذي تجاوز خمسة عشر إلف كاتبة وكاتب إلى الآن، إضافة إلى تنامي عدد زائريه والمعجبين والمؤيدين لخطه اليساري الديمقراطي العلماني المستقل والمتفتح، وكذلك بسبب الدعم المعنوي والصادق من الكاتبات و الكتاب والزائرات والزائرين.
مسيرتنا في السنوات التسع الماضية رافقتها الكثير من الصعوبات والمشاكل والأخطاء والخلافات الداخلية، التي تم قدر الإمكان التعامل معها وإيجاد الحلول المناسبة لها جماعيا.


في الختام

في الختام اكرر تقديم جزيل الشكر نيابة عن زميلاتي وزملائي في إدارة الحوار المتمدن إلى مؤسسة ابن رشد للفكر الحر على منحنا جائزتها القيمة لهذه السنة. نعتز بذلك ونعتبرها جائزة للعمل الجماعي التطوعي الخلاق وستكون بلا شك عامل دفع لمزيد من تحسين عمل الحوار المتمدن وتطويره.

الشكر الجزيل إلى لجنة التحكيم التي اختارت الحوار المتمدن.
الشكر إلى جميع كاتباتنا و كتابنا، إلى جميع الزائرات والزائرين الذين رشحونا لنيل هذه الجائزة القيمة.
إن الجائزة ليست لنا فقط كهيئة إدارة الحوار المتمدن بل هي لجميع كاتباتنا وكتابنا وزوارنا ولكل القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية في العالم العربي، والذي كان الحوار المتمدن المنبر الواسع لجميعها دون استثناء.

نتطلع معا إلى المزيد من العمل المثمر والتطور والنجاح والمشاركة بشكل اكبر وفاعل في عملية التغيير والتنوير والتحديث ونشر الفكر اليساري والديمقراطي والعلماني في العالم العربي وعموم العالم.

أتمنى بأن تكون هذه الجائزة التي نالها أعلام كبار كالراحلين أركون وأبو زيد والجابري دافعا للاستمرار والتطور وليس استعجالا بالرحيل......

والشكر للجميع.
رزكار عقراوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.