أصدر الأستاذ عدنان المنصر أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الأداب والعلوم الإنسانية بسوسة خلال هذا الشهر كتابا جديدا بعنوان الدر ومعدنه الخلافات بين الحزب الدستوري والحركة النقابية في تونس 1924 – 1978 جدلية التجانس والصراع، وتضمن الكتاب في 174 صفحة ثلاثة فصول إلى جانب ملحق يشمل شهادتين مسجلتين في أكتوبر 2010 مع الأستاذ أحمد بن صالح حول تجربته في قيادة الاتحاد والمجلس القومي التأسيسي ومع الأستاذ محمد الصياح حول طبيعة العلاقة بين الحزب والاتحاد.... الفصل الأول من الكتاب تمحور حول التأسيس النقابي وقضية الاستقلالية عن العمل الحزبي وأبرز تردد الدستوريين الحزب الدستوري القديم في معاضدة التجربة النقابية الأولى ثم تلقفهم الحزب الدستوري الجديد للمبادرة النقابية الثانية فنشأة الاتحاد العام التونسي للشغل كأكبر المنظمات القومية في تونس الأربعينات وإشكالية النضال الاجتماعي في بيئة لاستعمارية ثم عند بناء دولة الاستقلال أما الفصل الثاني من محاولة الاحتواء إلى الصدام فقد ركز على تخلي الدستوريين عن النقابيين وجامعة محمد علي الحامي 1924 / 1925 تم تخلى النقابيين جامعة القناوي 1937 / 1938 عن الدستوريين الذين ردوا الفعل بالاستيلاء عليها ثم زاول المنظمة وصولا الى التحول الذي حدث مع الاستقلال وإمساك الحزب الحر الدستوري بالسلطة وانتقال علاقته مع الحركة النقابية من التحالف إلى الهيئة، وتم التأكيد في الفصل الثالث المتعلق بموقع البرامج من الصراعات الحزبية النقابية على أهمية البرنامج الاجتماعي للاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1956 الذي أثبت قدرة الاتحاد على صياغة بدائل اقتصادية واجتماعية وهو ما افتقدته الحركة النقابية خلال أزمة 1977 / 1978 رغم عمقها الشعبي والتفاف القاعدة بالقيادة وفي هذا السياق اعتبر الكاتب ان أكبر الفوارق بين أزمة 1956 وأزمة 1978 تكمن في انعدام أي بعد جماهيري للأزمة الأولى إقالة احمد بن صالح في ديسمبر 1956 واتسام الثانية بجماهيرية ومواجهة دموية 26 جانفي غير مسبوقة حيث طرح الخطاب النقابي في سنة 1978 قضية استقلالية المنظمة النقابية عن الحزب بأكثر حدة. ولئن طرح الكتاب أسئلة وإشكاليات هامة عديدة فان دراسة إشكالية استقلالية المنظمة النقابية تمثل عنصر مركزيا في هذا البحث مع التأكيد على ان الاختلاف في فهم الاستقلالية النقابية ليس مجرد اختلاف نظري واعتبار أسبقية السياسي على النقابي في التجربة التونسية وقدوم معظم عمليات التأسيس النقابي الوطني من الفضاء الحزبي ذاته...