بقلم – المصطفى اسعد ** الفجرنيوز لم يزعزع أي صحفي الكتروني العالم كما يزعزعه حاليا جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس ، الرجل نزل فضحا في سياسيي العالم وقادته وبحقائق مخابراتية ومعلومات ووثائق تصنف ضمن المحظور بل والمستحيل الوصول له أحيانا ، إنها ببساطة الصحافة الاستقصائية بما تحمله الكلمة من معنى هذا الصنف الأخطر بالإعلام الحديث والذي أصبح يهدد كل مسؤول على وجه الكرة الأرضية . ونحن نتحدث عن الصحافة الاستقصائية رجعت بي الذاكرة لسنوات مضت عند تكويني بدورة صحفية بهذا المجال من طرف داوود كتاب رئيس مجموعة أريج والمنظمة من طرف المركز الدولي للصحفيين بواشنطن ، حقيقة الباحث بهذا الصنف الصحفي والمنتمي له يصبح كمن يبحث عن ابرة في كومة قش والأعجب أنه يكون سعيد جدا جدا بعمله المتعب هذا، فيضع هدفه صوب عينيه ويبحث في كل شيء كيفما كانت نوعيته ليصل للحقيقة النهائية ، وهنا يوجد صحفيون دخلوا لمستشفيات مجانين وعاشوا وسطهم ليعرفوا طريقة تعامل المصحات مع الأمر وآخرين بحثوا في ملفات تودي بصاحبها للجحيم كالمصري يسرى فودة أحد رواد هذا الصنف الصحفي بالعالم عامة وبالوطن العربي خاصة . وصراحة أنا الآن شغلي الشاغل وتفكيري كله هذه الأيام حول جوليان أسانج هل هو حقا صحفي استقصائي ويعمل بشرف من أجل إيصال الحقيقة للعالم في ملفات أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها طوفانية ؟ أم أنه مجرد عميل مخابراتي يقوم بدوره في تصفية الحسابات بين البعض وإعادة صنع خارطة عالمية جديدة بتحالفات متغيرة وخطة عمل محكمة . بحث عن الرجل لمدة أسبوع مستعملا تقنيات ال c.a.r وهي بالمناسبة تقنية للبحث على الانترنت بمجال الصحافة الاستقصائية وسألت بعض الزملاء في أريج الذين التقوا الرجل قبل أيام بالأردن في مؤتمر أريج للصحافة الاستقصائية فوصلت للخلاصة التالية : أسانج إعلامي شاب استرالي جريء يستعمل آخر تقنيات التجسس على الانترنت والها كرز للوصول لأهدافه ويضع نفسه في دائرة مغلقة من السرية لا يمكن لأحد الوصول إليها ... " ، ولكن السؤال المحير حقا هو هل لفريق هاكرز كيفما كان حجمه الحصول على هذا الكم الهائل من الوثائق؟ . أشك في ذلك ¡¡¡ تم من يحمي جوليان أسانج من أيادي المخابرات التي تقود العالم في صراعها المتبادل إن لم يكن أحد أفرادها ؟ إنها حقيقة متعة النت وما قدمته للعالم من تقنيات في النشر والتشبيك والحصول على المعلومة وقربها ... ميدان يظهر كأنه حلو وسهل ولكنه في الحقيقة بعيد كل البعد عن ذلك لأنه تخصص قائم بذاته وطريق محفوف بالمخاطر والعقبات والحريص هو من يعرف التعامل معه باحترافية ودقة . المغرب أيضا لم يسلم من وثائق ويكيليكس المخيفة ونزل الرجل فضحا في طابوهات وأسرار لم يكن ممكن من قبل البوح بها أو معرفتها مرتكزا بأغلبية تقاريره على مراسلات السفارة الأمريكيةبالرباط وبعض مصادره المشتتة هنا وهناك ، تدخل في العلاقات الفرنسية المغربية وزاد في توسيع الهوة بين الرباط وطهران بل والأخطر أعطى تقريرا واسعا عن الفساد الذي ينهش في جسم وطننا الحبيب ، وتقاسم الثروات بين كبار القوم ورجال العسكر والأمن ...إنها ببساطة أزمة ثقة زاد ويكيليكس في تأزمها بين الحكومة والشعب . وككل الناشطين بالإعلام الإلكتروني والمهتمين بثقافة الانترنت وتكنولوجيا المعلومات أجلس مع نفسي وأقول هاهو جوليان أسانج زعزع العالم ككل ماذا لو فكر واحد منا نحن المغاربة بالنبش في ملفات وطنية فقط وتأسيس موقع "مروكوليكس" والبداية في فضح "كحل الراس" الأكيد أنه سنعثر على ملفات فساد وفضائح بالآلاف ، أكثر مما نشره ويكيليكس عن العالم . وسوف ينجح موروكوليكس بدرجة خطيرة تم يفكروا في أمرين إما تلفيق تهمة لك على مقاسك أو تقاسم بعض الخيرات معك وتصبح بدورك صاحب ملف على" موروكوليكس" كالكثير من كتابنا وصحفيينا. في الأخير تحية لجوليان أسانج وويكيليكس وللفكر الغربي المتحضر لما قدمه للإعلام الرقمي الحديث من نقلة نوعية والأكيد أنه كيفما كان الحال هل هو نزيه أم مدفوع سيبقى رمزا من رموز الصحافة الاستقصائية ومدرسة حديثة ستترك بصماتها بالعالم ككل .