تونس:وصلت "قافلة التحرير" صباح الأحد إلى العاصمة التونسية بعد انطلاق المتظاهرين من مدينة "بوزيان" في محافظة "سيدي بوزيد" وانضم إلى "القافلة" المزيد من المتظاهرين خلال مرورها بمدن أخرى منها الرقاب أبرز معاقل الاحتجاج في الوسط الغربي الفقير الذي شكل مهد "الانتفاضة". وكان عدد المتظاهرين في الصباح حوالي ألف ثم ارتفع بعد ذلك. ويقول شادي شلالا الموفد الخاص لفرانس 24 إلى تونس "تضاعف عدد المتظاهرين مع تقدم الساعات" وطالب المحتجون بتنحي الحكومة الانتقالية. "الشعب يريد إسقاط الحكومة" ما فتئ هذا الشعار يتكرر على الأفواه التي نادت بالتخلص مما تبقى من آثار حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وقال أحد المتظاهرين "نحن هنا لإسقاط الدكتاتورية وسياسية تونس الحالية"، ونادى آخر "يجب أن نتخلص منهم إلى الأبد، جميعهم، الغنوشي والمبزع يجب أن نستأصلهم من الحكم " فما يطالب به الشارع التونسي هو تنحي الوزراء السابقين في حكومة بن علي الذين حافظوا على مناصبهم في الحكومة الانتقالية ومنهم محمد الغنوشي وأحمد فريعة وكمال مرجان". ولم تنقطع الاحتجاجات في تونس بعد رحيل الرئيس السابق لإصرار الشارع المحتقن على إرساء قواعد الديمقراطية. ووصل المتظاهرون عند الساعة 7.30 إلى العاصمة ودخلوا شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي الذي يشهد مظاهرات يومية قبل أن يتجمعوا أمام وزارة الداخلية حيث رفعوا صورة ضخمة لمحمد البوعزيزي الذي أضرم النار في نفسه فأشعل فتيل الاحتجاجات في البلاد في 17 ديسمبر/كانون الأول. وأكد شادي شلالا أن المتظاهرين الذي انطلقوا بشكل عفوي وبدون تنسيق سياسي أو نقابي يجمعهم مطلب وحيد هو رحيل الحكومة. " الشعب لا يريد أي رمز من رموز الحكومة السابقة".
الغنوشي لم يقنع الشارع تعهد رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي مساء الجمعة باتخاذ العديد من الإجراءات لإلغاء "القوانين غير الديمقراطية" والعمل على تنظيم انتخابات نزيهة في أقرب وقت. لكن خطابه لم يهدئ الشباب الذين يريدون القطع الجذري مع رموز الماضي. وأكد الغنوسي أنه سيعمل على الحفاظ على المكاسب التي حققها الشعب التونسي "هناك مكاسب لا يمكن لأي شخص أن يلغيها مثل " مجانية التعليم والصحة وحرية المرأة وقوانين المرأة وما يتعلق بالحداثة والانفتاح لأنها دخلت في عروقنا وأصبحت جزءا من شخصيتنا".ومن بوادر الانفتاح الديمقراطي الذي وعد به الغنوشي إعلان الجمارك السبت إلغاء الطلبات المسبقة لاستيراد الكتب والمجلات والأفلام، والتي كانت أحدى وسائل الرقابة في تونس.
إضراب مفتوح وقد كثرت الدعوات إلى الإضراب في تونس. وتظاهر رجال الشرطة مساء السبت في العاصمة مطالبين بتحسين ظروف عملهم وتكوين نقابة جديدة وباستقالة الحكومة الانتقالية. أما الاثنين الذي كان من المقرر أن يكون أول يوم للعودة المدرسية فسيضرب المدرسون تلبية لدعوة نقابات مدرسي التعليم الابتدائي إلى إضراب مفتوح للمطالبة ب"حل الحكومة" حسب ما أعلن متحدث باسم النقابة العامة للعمال التونسيين. وأكد شادي شلالا أن "دعوات الإضراب قد تجد تجاوبا كبيرا في الشارع".