ما حدث بالأمس في ميدان التحرير بقاهرة المعز أفقد رئيس الجمهورية شرعيته , وان بقي حتى نهاية دورته أو قام مطالبو الحقوق والكرامة بتنحيته أو عاجله الموت فأسكته حيث استخدم فاقد الشرعية البقية الباقية من قوته وباسلوب مقيت لا يقبله أي رجل حر مخلص لبلده ووطنه فالرجولة لها ميادين أخرى يا سيادة الرئيس. ما حدث ويتكرر حدوثه , آلاف من رجال الأمن أو من استأجروهم يرتدون لباسا مدنيا ويتسلحون بأسلحة بيضاء , وخيول وجمال تعبر مسافات طويلة دون حسيب أو رقيب من أي جهاز أمن أو جيش , علماً أن أقرب جمل أو حصان مسافةً لميدان التحرير وسط القاهرة يبعد أكثر من 10كم , ولعل ما دفع أحد القنوات المصرية أن تبرر هذا المشهد مستهترة بنفسها قبل مشاهديها عندما ذكرت هذا الخبر واصفةً اياه ان هؤلاء يركبون خيولهم وجمالهم التي يستخدمونها بالسياحة وقد تعطلت وضاقت بهم الأرض من أجل عيشهم فها هم يطالبون المعتصمين والمدافعين عن الحقوق والكرامة والأمن السياسي والاجتماعي وحرية التعبير بتوقفهم عن هذا العمل , فاستخفاف كهذا يزيد سخونة الحدث ان لم يكون قد قضى على فكرة الحوار أصلاً . اوجعتم قلوبنا , وحرقتم عيوننا وحركتم مشاعرنا ونحن ننظر اليكم وأنتم تُذبحون في ميدان التحرير , نعم سمعت ذاك الشاب المصري الحر وهو يتواصل مع قناة المستقلة وهو يصرخ وينقل من أرض الميدان حيث تتفجر مشاعره بكل صدق ويبدي ثباته وصموده وهو يدافع عن الحق والكرامة وبالطرق السلمية , حتى بدأ يستغيث وجاءته إصابه وبدأ يتلفظ بالشهادة , وسادت جلبة وصراخ مئات يستغيثون , وهم يشاهدون مخطط البلطجة وكرات من اللهب تتساقط من أسطح البنايات المحيطة بالميدان والتي أكدت أجهزة الأمن انه تم اخلاء هذه البنايات , وجميع القنوات المصرية تعاملت مع الموضوع بإعلام موجه توجيها سياسياً وضيع تمارس فيه حربا نفسية غير متقنة بحجة الرد على الجزيرة ونسيت شعبها . فالشعب عندما يثور والجموع تتحرك لا يرضيها تنازلات هنا أو أو هناك والواضح من خطاب الرئيس الأخير كان خطاباً عاطفياً قدم تنازلات كبيرة بالنسبة له ولكنها لم تلبي حاجة الواعين منه , فأين قانون الطوارىء ومجلس الشعب المطعون بشرعيته , وبقاء الحزب الحاكم يهدد كل تغيير أو إصلاح , وما أحذر منه إن بقي هذا النظام على حاله , سيقوم بايداع كل هذه الأصوات في السجون رويداً رويدا , حيث تمايز المجتمع المصري لفسطاطين , يصعب الرجوع للوراء بل يستحيل , والمطلوب التعجيل بصياغة ميثاق شرف ثورة الحقوق والكرامة وهو ضرورة من الضرورات والمشاركة التعددية هي صمام الأمان . مزيداً من الصبر والثبات والصمود يا شعب مصر كي تعيدوا مجداً هو حقٌ لكم وأنتم صنعتموه بعدما كنتم تركتموه , لكنا نحسبه , الإمهال لا الإهمال حيث حسبتموه لذا نؤكد إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة