أحد أبناء ثورة الشعب ما أن أعلن الوزير الأول الباجي قائد السبسي عن تكوين الهيئة العليا حتى كثر الحديث واختلطت المواقف وسارعت بعض الأطراف للمشاركة فيها . ونحن إذ نتساءل على على الظرفية التي تم فيها الإعلان عنها وعن صيغة تركيبتها وعن دورها واستحقاقاتها فهو لزاما علينا لنفهم الخلفية التي تحرك الدوائر التي أنتجتها . وبادئ ذي بدء نقول أنها انقلاب على المجلس الوطني لحماية الثورة الذي أعلن عن تأسيسه سابقا بطريقة توافقية لجميع الأطراف الوطنية والتقدمية . كما أنه يحق لنا أن نتساءل عن تركيبتها التي ضمت العديد ممن سموا أنفسهم بالشخصيات الوطنية وهم الذين ناشدوا ترشح الرئيس المخلوع و بايعوه . كما أنها عديد القوى الوطنية لم يقع استدعاؤها كالقوميين بمختلف مشاربهم سواء منهم الناصريين أو البعثيين وكذلك من اليسار نذكر منهم حزب العمال الشيوعي التونسي وغيرهم . ومن حقنا أن نقول أن هذه الهيئة التي بنيت على الإقصاء والتهميش وفي ظروف غامضة وباملاءات من الدوائر المشبوهة . وما زيارة كلينتون الأخيرة لتونس إلا جزء من هذا التوجه الذي يهدف إلى الالتفاف على الثورة . وبالتالي فان حكومة الباجي قائد السبسي العميلة والمرتهنة للقرار الفرنسي والأمريكي لا يمكن أن تجر القوى الوطنية التي تعمل على القطع النهائي والجذري سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا مع العهدين البائدين سواء العهد البورقيبي أو عهد الرئيس بن علي المخلوع الى ما تمليه عليها الدوائر الامبريالية . فالموقف المبدئي هو المضي قدما في تكوين المجالس الجهوية والمحلية على أرضية توافقية والتمسك بالمجلس الوطني لحماية الثورة على أن تكون له سلطة تقريرية يفرضها النضال الشعبي على حكومة الباجي قائد السبسي العميلة والغير شرعية . فلا إرادة اليوم تعلوا على إرادة الشعب الذي ضحى أبناؤه بأرواحهم الطاهرة لينوا مستقبل تونس العربية الحرة والمستقلة والمتحررة . فلا شرعية غير شرعية الثورة والإرادة الشعبية . فلنعمل على إسقاط هذه الهيئة المنصبة . ولنتمسك بالمجلس الوطني لحماية الثورة إطارا وحيدا وموحدا لجميع الأطراف وليكن ذا صبغة تقريرية وليضاف إليه ائتلاف من الشباب الذي كان وقود الثورة . :التاريخ 22 مارس2011