يحتفل الكيان الصهيوني الغاصب هذه الأيام بما إغتصب. وعلى أرض فلسطين الطاهرة تتراقص فرحا عصابات المستوطنين الآتين من ظلمات الأساطير وخرافات الأزمنة الغابرة, بمرور ستين عاما على تأسيس"الدولة" المسخ., التي بُنيت على أشلاء شعب أعزل لم تكتفِ بطرده بقوة السلاح من دياره, بل حوّلت من تبقى منه, ملتصا بأرضه وتاريخه وحضارته, الى سجين مُحاصر من جميع الجهات. ولم تبقّ جريمة بشعة أو إنتهاك لا إنساني الاّ وإرتكبته دولة إسرائيل"الديمقراطية" ضد الفلسطينيين, أصحاب الأرض الشرعيين. وسط صمت ولا مبالاة وأحيانا مباركة ودعم أمريكا واوروبا, والكثير من ذوى القربى, الذين ينظرون الى الفلسطيني وكأنه "زائدة دودية" يجب التخلّص منهابأسرع وقت ممكن. ومن يلقي نظرة عابرة على تاريخ هذا السرطان الخبيث الذي زُرع في جسد الوطن العربي سوف يجد أن جرائمه ومجازره, التي لم تتوقّف يوما واحدا, تجاوزت بكثير كلّ ما أبدعته عقلية النازية الهتلرية من بشاعة وهمجية. بل إن إسرائيل تفوّقت على نازية هتلر باكتشاف فنون وأساليب جديدة في قمع وإذلال وأرهاب الشعب الفلسطيني. وما العقوبات الجماعية بحق المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الاّ واحدة من عشرات الوسائل"الديمقراطية" التي تستخدمهاالكيان الصهيوني المحتل, والتي تخالف جميع الأعراف والقوانين والشرائع السماوية والوضعية. ومع ذلك ما زال العالم الغربي, سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي, يطلق على هذه الدولة العاقّة إسم واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط. وكأن دم الفلسطيني النازف كلّ يوم على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي الغاصب, وعلى مدى ستين عاما, ليس الاّ ماءا رخيصا يُسكب على قارعة الطريق. بينما قامت الدنيا في الغرب ولم تقعد الى يومنا هذا من أجل الجندي اليهودي الأسي رلدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط, مع أن حياة هذا الجلعاد, بالرغم من كونه في الأسر,أفضل بألف مرّة من حياة مليون ونصف مليون غزّاوي, يُفترض أنهم طلقاء. وبسبب الدعم اللامحدود واللا مشروط والدلال المبالغ فيه من قبل أمريكا وأوروبا لهذا الكيان المصطنع أصبحت إسرائيل "دولة" فوق القوانين والأعراف وراح كبار ساسة أمريكا وأوروبا دون إستثناء يتسابقون فيما بينهم من أجل كسب ودّها والفوز برضاها والتملّق لها, رغم معرفة الكثير منهم إن إسرائيل هي آلهة الشر في المنطقة ومصدر دائم للنزاعات والتوترات والفوضى السائدة في أكثر من مكان. و شأن العاهرالتي تمارس دلالا وتدلّعا مبالغ فيه مع زبائنها المغرمين فان إسرائيل تطالب دائما بالمزيد من الدعم والتأييد وصكوك البراءة بعد كلّ جريمة أو مجزرة ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني. كما إنها تدرك تماما أن سيف الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي سوف يبقى مسلطا على رقاب الدول والحكومات التي يخطر ببالها نقد أو إدانة, ولو بكلمات وديّة معسولة, دولة إسرائيل العنصرية. لأن هذا الكيان الغاصب, في نظرأمريكا التي صنعته وأوروبا التي رعته, دائما على حق وغيره دائما على باطل. ستون عاما مضت والنكبة ما زالت مستمرة, ودماء الفلسطنيين الأبرياء لم تجفّ, وعيون المنفيين منهم ما زالت شاخصة نحو تلك الأرض المقدّسة, والتي ستبقى عملية تحريرها من أنياب الذئاب الصهيونية واعادة البسمة الى أهلها الشرعيين واجبا مقدساعلينا جميعا بغض النظرعن إختلافنا أو إتفاقنا مع هذا الطرف أو ذاك من الفصائل والقوى الفلسطينية. وما على الشعب الفلسطيني, لكي يتخلّص من سرطان إسرائيل الخبيث,الاّ التشبّث بقواه الحيّة المقاومة والالتفاف حولها والكف عن الركض واللهاث خلف سراب الوعود وأحلام العاجزين. [email protected]