img height="75" alt="في ذكرى نكبة اغتصاب فلسطين الديمقراطي التقدمي يشجب زيارة الإسرائيليين ل"الغريبة"" src="/images/iupload/r_khashanah.jpg" width="75" align="right" style="WIDTH: 75px; HEIGHT: 75px" /تونس الفجرنيوز:أصدر الحزب الديمقراطي التقدمي بمناسبة حلول ذكرى النكبة البيان التالي: حلت الذكرى الستون لنكبة اغتصاب فلسطين والعرب عاجزين عن استرجاع الأرض المسلوبة بسبب الخلافات التي زرعها الأعداء في صفوفهم وتخلي معظم حكامهم عن القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية. حلت الذكرى الستون وغالبية الدول الغربية تُقدم الدعم المادي والمعنوي بشكل غير محدود لكيان ملطخ بدماء الفلسطينيين العُزل، وكان أسوأ مثال لذلك الدعم زيارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش للقدس المحتلة في ذكرى أكبر مظلمة في التاريخ الحديث، تعرض فيها شعب عريق وأبي للطرد من أرضه وتشتت أبناؤه بين المنافي في قارات العالم. لقد هجَرت عصابات الهاغاناه وإيرغون في سنة 1948 أكثر من 550 ألف فلسطيني من بيوتهم ومزارعهم ثم هجَرت 250 ألفا آخرين في عدوان 5 جوان 1967، وهم يعيشون اليوم مُوزعين على 59 مخيما في بلدان عديدة، وأحلت مكانهم مستوطنين من كل أصقاع العالم لا علاقة لهم بالأرض ولا بسكانها. ودمرت العصابات الصهيونية مئات القرى وقتلت آلاف المواطنين المدنيين وارتكبت ما يزيد عن 30 مجزرة وصادرت مساحات شاسعة من الأراضي التي يملكها الفلسطينيون. ولا يُغير اليوم وضع أسماء اسرائيلية على بيوت العائلات الفلسطينية من أحقية أصحابها بالعودة إليها. إن الكيان الذي قام على الإغتصاب والقتل والمصادرة لا يمكن أن يكون إنسانيا ومسالما وديمقراطيا مثلما يدعي زعماؤه، بل هو مستمر في تطبيق سياسة الأرض المحروقة لابتلاع ما تبقى من فلسطين التاريخية والإعتداء على الفلسطينيين في بيوتهم وشوارعهم ومحلاتهم وحتى في المستشفيات وسيارات الإسعاف. وليس أدل على طابعه الدموي من تسميم الرئيس الشهيد ياسر عرفات رغم ادعائه بأنه كان "شريكا للسلام" في اتفاقات أوسلو – واشنطن، فضلا عن اغتيال القادة أحمد ياسين وأبو علي مصطفى وعبد العزيز الرنتيسي. وعندما حلت الذكرى الستون لإنشاء ذاك الكيان جاء الرئيس بوش ورؤساء آخرون مُحتفلين بتمكن الغاصب من التهام الضحية و مُهنئين إياه على ما يقوم به من هدم وجرف وقتل. لقد تناسى حُماة الدولة الصهيونية أنها أول دولة في التاريخ تقوم على أرض الغير في كنف المجازر والدماء. وهم يُشجعونها على رفض الإعتراف بأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني والمحافظة على تفوقها العسكري الساحق على العرب مُجتمعين، بما في ذلك امتلاك السلاح النووي المحظور على سواها. وإمعانا في التعنت والظلم صادر الصهاينة في الستين عاما الأخيرة أكثر من ثلثي الأراضي العربية داخل الخط الأخضر (فلسطين 1948) وحولوا الفلسطينيين من مالكين شرعيين وأصحاب حق إلى لاجئين في وطنهم، وأحرقوا المسجد الأقصى وشوهوا معالم القدسالمحتلة وهودوا المدن العربية، وسنوا قوانين فريدة في العالم لإخراج السكان العرب من بيوتهم في القدس وحرمان من هاجر منهم للدراسة أو العمل من العودة إلى بلده. واعتقد بعض العرب أن هذا الكيان الغاصب سيجنح للسلام وينسحب من الأراضي المحتلة عام 1967، فذهبوا إلى مؤتمر مدريد سنة 1991 ثم ذهب بعض الفلسطينيين إلى أوسلو سنة 1993 لكن تبين للعالم أن تلك الدولة العنصرية تريد أن تجمع الأمن والقوة والسلام والأرض والثروات لها دون سواها. وأثبتت حروبها اليومية على الفلسطينيين أنها لن تقبل بقيام دولة فلسطينية إلى جانبها حتى لو كانت مجردة من كل مقومات الإستقلال والسيادة. وانتهت ولايتا الرئيس بوش الذي وعد بقيام دولتين، مثلما وعد بذلك أسلافه أيضا، من دون أن يلوح بصيص أمل ولو ضئيل بتحقيق تلك الأمنية. وفي الذكرى الستين لنكبة الإستيلاء على فلسطين لا بد من التذكير بأن التاريخ لا يُبنى على سرقة الأراضي من أصحابها وتشريدهم وهدم بيوتهم وسجن أبنائهم وبناتهم. ومادام الشعب الفلسطيني، الذي خط أكبر ملحمة صمود في العصر الحديث، ماضيا في كفاحه الباسل من أجل قضيته العادلة، سيجد شعبنا التونسي وكافة أبناء الأمة العربية إلى جانبه، مثلما آزروه في محنته منذ سنة 1948، حين ساروا على الأقدام لنجدة فلسطين. وفي هذه المناسبة الأليمة يُجدد الحزب الديمقراطي التقدمي نداءه لجميع أصحاب الضمائر في العالم للتصدي للعقلية الصهيونية العنصرية والتوسعية، المنافية لجميع القيم الإنسانية السمحة، ويناشد كافة قوى التقدم والسلم التمسك بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وحمل المحتلين على الإنسحاب من الأراضي التي اغتصبوها بالقوة، تمهيدا لقيام دولة فلسطينية حرة مُكتملة السيادة عاصمتها القدس، والإعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، وهو الحق الذي أقرته الأممالمتحدة نفسها من خلال القرار 194. كما يطالب الحزب الحكومة التونسية وسائر الدول العربية، بتقديم جميع أشكال الدعم التي يحتاجها أشقاؤنا الفلسطينيون ووقف التطبيع مع الكيان الصهيوني بجميع مظاهره، بما فيها تنظيم زيارات سنوية لمسؤولين وإعلاميين اسرائيليين إلى بلادنا بدعوى المشاركة في "زيارة" الغريبة بجزيرة جربة. ويدعو إلى التمسك بوحدة الصف الفلسطيني على قاعدة ثوابت الحركة الوطنية الفلسطينية، ويناشد المنظمات الإنسانية العربية والعالمية العمل على الإفراج عن الأسرى والسجناء الفلسطينيين الأحد عشر ألفا، القابعين في المعتقلات الصهيونية منذ عقود، وعلى رأسهم الأسير سمير القنطار والمناضل مروان البرغوثي. وإنها لثورة حتى النصر. الحزب الديمقراطي التقدمي 10 ، نهج غيف نوهال- تونس تونس في 21 ماي 2008 الأمين العام المساعد رشيد خشانة