تابعت الصحف المغربية الصادرة اليوم أشغال اللجنة التي شكلها البرلمان للتحقيق في الأحداث العنيفة التي شهدتها مدينة سيدي إيفني جنوب المغرب يوم 7 يونيو/ حزيران الجاري، وأورد بعضها أن ممن استمعت لهم اللجنة مواطنة إنجليزية قالت إنها تعرضت للضرب والعنف ولم تشفع لها إلا جنسيتها. "أحد رجال الأمن انقض على عنقي بقبضة يده وخنقني، ولما أخبرته بجنسيتي سألني ماذا أفعل في سيدي إيفني، وقال لي باللغة الإنجليزية: المغرب ليس إنجلترا، ثم سدد إلي ضربات بعصاه وهو يأمرني بالانصراف" المغرب ليس إنجلترا يومية الأحداث المغربية المستقلة ذكرت أن المتضررين من أحداث سيدي إيفني تقاطروا على القاعة التي خصصتها اللجنة للاستماع إليهم، وأضافت أن الذين جاؤوا لتقديم شهاداتهم كانوا نساء ورجالا من مختلف الفئات والأعمار. وقالت الصحيفة إن ممن استمعت إليهم اللجنة مواطنة إنجليزية تدعى ساندرا (50 عاما) وتقطن بالمدينة، إذ روت ما تعرضت له على يد القوات العمومية وما شاهدته من تعذيب وتنكيل بمواطنين تقول إنها لم يسبق لها أن عاينت مثله قط. وذكرت الصحيفة أن المواطنة الإنجليزية سجلت على اللجنة أنها لم تتركها تقدم شهادتها كاملة حول ما عاينته من انتهاكات، خاصة ما تعرضت له هي نفسها من تعنيف على يد عنصر من القوات المساعدة خنق أنفاسها. وتابعت ساندرا "نحو الساعة الرابعة مساء شاهدت مسيرة نسائية، فلم أشعر إلا وقد وجدت نفسي أغادر الفندق وألتحق بالنساء المحتجات من باب التضامن معهن. وصادفت هذه المسيرة في طريقها كتيبة من القوات سرعان ما بدأت عناصرها تضرب بالهري على الدروع الوقائية إشارة منها لقرب التدخل، ثم انطلق أفرادها في مطاردة النساء اللواتي تفرقن في كل الاتجاهات". وأضافت في روايتها أنها انصرفت بشكل عادي بعد تفريق مسيرة النساء المحتجات فلحق بها أحد أفراد تلك القوات وضربها بعصاه على مستوى رأسها ورجلها، ولم ينفعها معه سوى أن أعلنت له أنها إنجليزية فكف عن ضربها، واحتمت بسيدتين، وعندما هاجمهن بعض أفراد قوات الأمن أشار عليهم زملاؤهم بإخلاء سبيلها واستثنائها من الضرب لأنها إنجليزية. وأكدت ساندرا أنها وهي تبحث عن مسلك خال من قوات الأمن تعرضت لمضايقات عديدة، وقالت إن أحد رجال الأمن انقض على عنقها بقبضة يده وخنقها، ولما أخبرته بجنسيتها سألها ماذا تفعل في سيدي إيفني، وقال لها باللغة الإنجليزية "المغرب ليس إنجلترا"، ثم سدد لها ضربات بعصاه وهو يأمرها بالانصراف. اعتصام مفتوح يومية الجريدة الأولى المستقلة قدرت عدد الذين استمعت إليهم اللجنة بنحو 200 شخص، وذكرت أن سكان المدينة سيدخلون اليوم في اعتصام مفتوح يستمر أسبوعا كاملا. "الجلسة الأولى من محاكمة مدير مكتب الجزيرة بالرباط حسن الراشدي وكذا رئيس فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بسيدي إيفني إبراهيم سبع الليل بتهمة "نشر خبر زائف"، ستنطلق غدا" التجديد وعلل مصدر في المدينة هذا الشكل الاحتجاجي بكونه وسيلة للتضامن مع المعتقلين في هذه الأحداث، ممن "تصل عنهم أخبار مقلقة جراء ارتفاع درجة الحرارة وضيق مساحة السجن وتنامي الأمراض فيه". ونقلت الصحيفة عن بيان لجمعية "إيفني آيت باعمران للتنمية" بفرنسا أن المهاجرين المغاربة المنحدرين من المنطقة متشبثون "بالثوابت الوطنية" لبلدهم. وأوضح رئيس الجمعية –حسب الصحيفة- أن هذا البيان يأتي "بعد محاولة إقحام البوليساريو في قضية آيت باعمران"، وهي المنطقة التي تنتمي إليها سيدي إيفني. أما يومية الاتحاد الاشتراكي الصادرة عن حزب الاتحاد الاشتراكي المشارك في الائتلاف الحكومي، فقد قالت إن بعض الضحايا حملوا إلى لجنة التحقيق البرلمانية أبوابا ونوافذ مكسرة. ونقلت الصحيفة عن رئيس اللجنة تصريحه بأن عملها ليس محددا بزمن معين، وأنها ستأخذ الوقت الكافي للاستماع إلى كل من يمكن أن تفيد شهادته في معرفة حقيقة ما حدث بسيدي إيفني. وفي الموضوع نفسه نقلت يومية أوجوردوي لوماروك (المغرب اليوم) المستقلة الصادرة بالفرنسية عن رئيس اللجنة، ارتياحه لسير التحقيق وجلسات الاستماع. وقال إن "كل الأشخاص الذين استجوبتهم اللجنة لحد الآن أبدوا التجاوب الكامل معها". محاكمة الجزيرة يومية التجديد المقربة من حزب العدالة والتنمية المعارض ذكرت أن الجلسة الأولى من محاكمة مدير مكتب الجزيرة بالرباط حسن الراشدي وكذا رئيس فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بسيدي إيفني إبراهيم سبع الليل بتهمة "نشر خبر زائف"، ستنطلق غدا. ومن المرتقب –حسب الصحيفة- أن يحضر المحاكمة ممثلون عن جمعيات حقوقية ومدنية، وأن يتم تنظيم وقفات تضامنية احتجاجا على هذه المحاكمة التي قالت الصحيفة إن العديد من المتتبعين اعتبروها "مبالغا فيها". يذكر أن السلطات المغربية قررت محاكمة الراشدي وسحبت اعتماده الصحفي بعدما بثت الجزيرة نقلا عن مصادر حقوقية خبرا مفاده وقوع قتلى في أحداث سيدي إفني، وطالبت الرباط الجزيرة بالاعتذار رغم أنها بثت نفي السلطات المغربية للخبر.